كانت هناك فتاة بارعة الجمال تدعى كارمن وأبوها كان واحدًا من أثرياء البلدة إلا أن كارمن رغم المال والجمال كانت تعاني من المرض منذ حداثة عمرها ولم يساعدها ثراء والدها على إيجاد العالج لمرضها، مما جعل والدها يعزلها عن الناس ويبعدها داخل المنزل حماية لها.
رغم الأبواب المغلقة التي تمنع كارمن من الخروج إلا أن القدر قد ساقه إليها إنه فيلب شاب وسيم وقع في غرام كارمن فلم يرى منها إلا جمالها الفاتن وكذلك كارمن عشقت فيليب كثيرًا ولم يصارح أحد فيليب بحالة كارمن الصحية السيئة.
تزوج المحبان وبعد الزواج بوقت قصير اعتلت كارمن أكثر وأصبحت حالتها تسوء أكثر وأكثر وطال المرض بها، وكان فيليب في البداية يراعيها ويلازمها ولكن مر الوقت وطالت مدة المرض فمل فيليب وأصبح يبتعد عن زوجته أكثر وأكثر ويقضي أكثر وقته خارج المنزل.
زاد ابتعاد فيليب وبدأت أخباره تصل إلى كارمن وبدأ صدى علاقته الجديدة يصل إلى مسامعها فقد وقع المحظور وأقام فيليب علاقة مع امرأة أخرى، وكان يترك زوجته في فراش مرضها ويذهب إلى تلك المرأة، إلا أن كارمن تحملت ما سمعته ظاهريًا رغم أثره النفسي القاسي عليها وأكملت فهي تحبه كثيرًا.
اعتاد فيليب الذهاب إلى تلك المرأة دائما كلما حل الليل ولكن لاحظ هو وتلك المرأة أنه كلما وصل إليها فيليب تأتي قطة بيضاء وتقف بشباك الغرفة تتطلع إليهما، وكانت تبدو نظرتها غريبة كما لو كنت تصب عليهما اللعنات من شدت ما بها من غضب وكراهية، وصوتها غريب حتى أنه كان يسبب الفزع للمرأة وكانت تكرهه.
جاءت الليلة الموعودة وكان المرض شديد على كارمن حتى أنها طلبت من فيليب أن لا يخرج الليلة وأن يبقى معها فهي تود البقاء معه إلا أن فيليب تحجج وخرج وتركها تصارع مرض جسدها وحزن نفسها وتوجه إلى عشيقته، وكما هى العادة وصلت تلك القطة البيضاء أيضًا إلا أنها كانت تتحرك كثيرًا وتموء بصوت تسبب في إزعاج العشيقة كثيرًا وأغضبها حتى أنها طلبت منه أن يقتلها، ففعل وطعنها في صدرها بسكين فهربت مبتعدة بعد أن أطلقت صراخ أفزعه بشكل كبير وأصاب نفسه بالألم والحزن وحتى العشيقة أصابها إحساس غريب.
عاد فيليب كالعادة إلى المنزل فوجد كارمن ملقاة على الأرض والغريب أن السكينة التي طعن بها القطة كانت في صدر كارمن مما افزعه وحول حياته إلى شكل من الجحيم حيث ظل باقي حياته يعاني من فعلته الشنيعة الخيانة والقتل لمن أحبته حبًا كبيرًا.
المصدر : قصص واقعية