بقلم : عبد المنعم الهاشمي
جلس اصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم يسبحون الله ويحمدونه ويقيمون صلاة السنة قبل اقامة صلاة الظهر في مسجد الرسول بالمدينة وكان من بينهم نعيمان البطل الضاحك فهو بطل من ابطال بر الذين نصروا الاسلام فجاهدوا من أجله .
وبينما الصحابة علي هذه الحال جاء اعرابي يركب ناقة مليئة باللحم والشحم، فدخل المسجد واناخ ناقته بفنائه فقال الصحابة لنعيمان : لو نحرتها فأكلناها يا نعيمان، فنحن نشتاق الي اكل اللحم، قال نعيمان : ومن يدفع ثمنها للرجل ؟ فقالوا : يغرم رسول الله ثمنها .
فخرج نعيمان بعد أن ادي الصلاة واخذ سكيناً ونحرها وبعد لحظات خرج الاعرابي ففوجئ براحلته وقد ذبحت فصرخ بأعلي صوته : ناقتي ناقتي . فخرج النبي صلي الله عليه وسلم وقال : من فعل هذا ؟ قالوا : نعيمان .
فاتبعه الرسول صلي الله عليه وسلم يبحث عنه ويسأل اين ذهب، وبينما كان النبي صلي الله عليه وسلم يبحث عنه كان نعيمان يختبئ في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وقد اختفي في خندق وضع الجريد ” جريد النخل ” فوق رأسه قد نزل عليه التراب خائفاً من رسول الله صلي الله عليه وسلم .
أشار رجل الي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال ما رأيته يا رسول الله وهو يشير باصبعه الي نعيمان فأخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد تعفر وجهه بالتراب فقال له : ما حملك علي ما صنعت يا نيمان ؟ قال : اصحابك الذين دلوك علي مكاني يا رسول الله هم الذين امروني .
فجعل الرسول صلى الله عليه يمسح التراب عن وجه صاحبه نعیمان ويضحك وقد بدأ نعیمان مغبر الوجه وشعره قد امتلا ترابة من اختبائه بين جريد النخل وفي حفرة الخندق. ثم دفع ثمن الناقة للرجل، وجلس الصحابة جميعا حول وليمة عامرة دفع ثمنها الرسول ، وساهم نعيمان البدري بفكاهاته الجميلة، وحول المزاح قال النبي : إني لأمزح ولا أقول إلا الحق.