جاء يوم الجمعة المنتظر، والذي اتفقت فيه أسرة هالة على قضائه مع أسرة إيمان في منزلهم المطل على البحر.. وصلت عائلة هالة ليجدوا إيمان، ووالديها في استقبالهم، سلمت إيمان على صديقتها ودعتها للعب على الشاطئ أمام المنزل >> بعد أن أنهوا طعام الغداء، قدمت أم إيمان الفاكهة للضيوف الكرام، أكل الجميع ما عدا هالة وإيمان؛ نظرت هالة في طبق الفاكهة فلم تجد سوى تفاحة وثمرة جوافة وثمرة مشمش، ففكرت في نفسها وقالت: ثمرة الجوافة هذه لونها أخضر، فأكيد لن يكون طعمها حلوا، أما ثمرة المشمش فصغيرة جدا، سآخذ التفاحة الكبيرة، ولتأخذ إيمان الجوافة أو المشمش».
أخذت إيمان ثمرة المشمش فوجدتها حلوة المذاق، أما هالة فأخذت قضمة من تفاحتها الكبيرة، ثم فوجئ الجميع بها تصرخ، وألقت التفاحة في الهواء لتسقط على الأرض وسط دهشة الجميع .. أشارت هالة إلى التفاحة وهي تقول: «دودة.. في التفاحة دودة» وبالفعل نظر الجميع إلى التفاحة ليجدوا دودة تزحف خارجة منها .. وجدت إيمان قطعة معها متبقية من المشمش فأعطتها لهالة قائلة: «تفضلي يا هالة، هذه ثمرة حلوة المذاق ستعجبك بإذن الله .
فقالت هالة: «هذه الثمرة أصلا صغيرة فكيف ستعطيني منها ؟، ردت إيمان: «عندما تأكلين منها أفرح كأنني أنا التي أكلت، لم تفهم هالة ما عنته إيمان بكلامها، وأخذت المشمش وأكلته.. في المساء وقبل انصراف هالة وعائلتها، أخرجت أم إيمان هديتين إحداهما صغيرة والأخرى كبيرة وقالت: «هاتان الهديتان لهالة وإيمان، ولكن سأترك الاختيار الأول لك يا هالة، فأنت اليوم ضيفتنا، نظرت هالة للعلبتين، وقالت في نفسها: «طبعا سآخذ الهدية الكبيرة، ولتأخذ إيمان تلك العلبة الصغيرة وعلى الفور بدأت في فتح العلبة لترى هديتها الكبيرة، فوجدت دمية صغيرة مما أصابها بخيبة أمل، والتفتت لترى بين يدي صديقتها دمية كبيرة وجميلة، فلم تستطع هالة أن تخفي دهشتها فقالت: كيف هذا ؟! لقد اخترت العلبة الأكبر !
شرحت لها والدة إيمان قائلة: «حينما أردت أن ألف الهدايا لم أجد سوى تلك العلبة الكبيرة لأضع بها الدمية، بدأت هالة بالبكاء وقالت: «لكني كنت أريد تلك الدمية الجميلة»، مدت إيمان يدها بالدمية وقالت: تفضلي يا هالة، هي لك.. تعجبت هالة وقالت لا أفهمك يا إيمان، كيف تعطيني أشياء تحبينها بدلا من أن تأخذيها لنفسك» ابتسمت إيمان وقالت: نعم يا هالة، فأنا أعمل بوصية حبيبي رسول الله و حين قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». ما لا أرضاه لنفسي لا أرضاه لأخي، وما أحبه لنفسي أحبه لأخي، وحينما أرى أخي سعيدا فمن المؤكد أن هذا سيسعدني .. شعرت هالة بالخجل من تصرفاتها، فأخرجت من حقيبة والدتها لوحا من الشوكولا اللذيذة كانت قد خبأته لتأكله وحدها في طريق العودة وتقاسمته مع صديقتها إيمان.
المصدر : قصص واقعية