اعداد : خالد خلاوي
هاجر نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام وزوجته سارة إلى مصر، وعاشا هناك فترة من الزمن، ولما كبرت السيدة سارة ولم تنجب، طلبت من سيدنا إبراهيم أن يتزوج من جاريتها هاجر عسى الله أن يرزقه منها الولد.
وتزوج إبراهيم عليه السلام من هاجر، وأنجبت له إسماعيل، وأمر الله تعالى- ولحكمة يريدها عز وجل نبيه إبراهيم عليه السلام أن يأخذ زوجته هاجر وولدها إسماعيل إلى صحراء مكة القاحلة حيث لا زرع فيها ولا ماء ولا أنيس ولا رفيق، ونقلهما إبراهيم إلى الصحراء وترك لهم تمرا وماء، وهم بالانصراف فنادته زوجته : إلى أين تتركنا يا إبراهيم وتذهبود فلم يلتفت إليها، فنادته من جديد : الله أمرك بهذا؟ فيهز رأسه سيدنا إبراهيم ثم ينطلق.. فقالت باطمئنان ويقين: إذن لن يضيعنا الله.
وانصرف إبراهيم عليه السلام وهو يدعو الله عز وجل : رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) (ابراهیم الاية ۳۷).
واحتملت الأم حر الصحراء وأخذت تعتني بوليدها وترعاه إلى أن نفد التمر والماء، وجف لبنها، فلم تجد ما ترضعه لإبنها إسماعيل. واحتارت أين تبحث عن الماء وصراخ وليدها يشتد من الجوع والعطش فأخذت تجري بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات للعثور على الماء حتى أرهقها التعب.. وطفلها الرضيع مستمر في البكاء، وبينما هي كذلك، بعث الله جبريل عليه السلام ليضرب الأرض بجناحه، لتخرج عين ماء بجانب قدمي الصغير، فهرولت الأم نحو الماء حامدة الله على نعمائه، وأيقنت أن الله معها ومع طفلها .
وأخذت تشرب هي وصغيرها، ومن شدة خوفها على الماء أن ينفد أخذت تجمعه بيديها وتقول : زمي زمي، فسميت عين زمزم التي يشرب منها أهل مكة وحجاج بيت الله إلى اليوم. ومرت الأيام والسيدة هاجر وولدها إسماعيل وحدهما في هذه الصحراء، حتى أقبل إليهم أناس من قبيلة جرهم، ولما رأوا الماء، طلبوا منها السكن بجوارها، ومشاركتها الشرب من ماء زمزم، فاستأنست بهم، وعاشت بينهم تربي طفلها وتعتني به، تربيه على الإيمان بالله عزوجل وحب الخير، وشب سيدنا إسماعيل بينهم وتعلم منهم اللغة العربية، وفرحت الأم وهي ترى ابنها قد كبر وأصبح شابا. وتوفيت الأم العظيمة السيدة هاجر رضي الله عنها وعمرها 90 سنة، ودفنت بجانب بيت الله الحرام.
المصدر : قصص واقعية