كان عثمان يلعب مع أصدقائه في الحديقة القريبة من البيت، كان الجو صحوا واللعب ممتعا، لذا لم يشعروا بالوقت يمر حتى ارتفع من الجامع القريب صوت عذب يردد أذان صلاة العصر (الله أكبر.. الله أكبر…). توقف عثمان فجأة عن اللعب وظل يستمع للأذان، ويردد بعده بصوت خافت.
اقترب منه صديقه سامر وسأله: لماذا توقفت عن اللعب؟ هيا لنكمل يا صديقي. لكن عثمان هز رأسه نفيا، وظل يردد النداء بعد المؤذن، وحين انتهى رفع يده إلى السماء وقال: «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته».
سأله سامر مجددا: لماذا توقفت عن اللعب وقت الأذان وماذا كنت تقول للتو؟ أجابه عثمان قائلا: كنت أردد الأذان ثم قلت دعاء ما بعد الأذان.. اقترب أصدقاء عثمان منه وسألوه: لكن لماذا؟! أجابهم عثمان بابتسامة واسعة: يقول الرسول [ في الحديث الذي رواه مسلم «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة».
قال سامر: هل حقا يشفع لنا الرسول عليه الصلاة والسلام يوم القيامة، إن نحن رددنا هذا الدعاء بعد الأذان؟ قال عثمان: نعم، فالرسول [ صادق مصدق، وكل ما علينا فعله أن نردد ما يقوله المؤذن ونقول الدعاء .. ردد الأطفال الدعاء بعد عثمان، وبعد أن انتهوا قرروا أن يكملوا اللعب، فقال لهم عثمان: ماذا تفعلون؟ قال سامر: سنلعب!
فتساءل عثمان مستنكرا: وماذا عن الصلاة؟! هيا لنصلي ثم نكمل اللعب.. فترديد الأذان والدعاء ليس كافيا، بل علينا تلبية النداء والذهاب للصلاة. امتقعت وجوه الأصدقاء خجلا، وقال سامر: معك حق يا صديقي، فالصلاة فرض واجب، وركن من أركان الإسلام، وعلينا ألا نجعل اللعب يلهينا عنها، هيا إلى الجامع يا أصدقائي لنصلي العصر ثم نكمل اللعب. ذهب الأصدقاء إلى الجامع وصلوا العصر خلف الإمام، وبعد الانتهاء من الصلاة عادوا وقضوا وقتا ممتعا في اللعب .
المصدر : قصص واقعية