اكتب ما تود البحث عنه و اضغط Enter

قصة عن الصدق للأطفال

الرئيسية قصة عن الصدق للأطفال
رُويت قصة عن الصدق حدثت في إحدى الغابات البعيدة، حيث كان هناك عائلة من العصافير تعيشُ حياة هانئة في غابة يوجد فيها أصناف متعددة من الحيوانات، وكانت هذه العائلة تتكون من أم وأب وعصفور صغير وحيد، وكان الأبوان في كل صباح يذهبان إلى الغابة ويعودان بعد فترة حاملين إلى العصفور الصغير الذي يتركانه في العش ما يحتاجه من غذاء يبقيه قادرًا على المواصلة في هذه الحياة، وبعد ذلك يخرجون جميعًا لقضاء بعض الوقت في أرجاء الغابة الجميلة، وكان العصفور الصغير يحب اللهو والمرح، وينتظر اللحظة التي يخرج فيها للتنزّه في الغابة.
وكانت أم العصفور الصغير في كلّ صباح تطلب منه أن لا يغادر العش مهما كلفه الأمر، وأن يبقى فيه إلى حين عودتها من جولتها الصباحية مع والده لجلب الطعام؛ لأن ذلك يجنبه الوقوع في الخطر أو التعرض للأعداء الذي قد يفتكون به، وكان العصفور الصغير في كل يوم يلبي ما تطلبه منه أمه إرضاءً لها، لكنه في غياب أبويه كان يعيش حالة كبيرة من الملل، فلا يوجد إلى جانبه من يتحدث أو يقضي معه هذا الوقت.
وفي أحد الأيام بينما كان الوالدان في جولتها الصباحيّة شعَرَ العصفور الصغير بملل شديد، وخرج من العش الذي أخبرته أمه أن لا يخرج منه، وذهب متنزهًا إلى مكان قريب منه وعاد بعد فترة وجيزة قبل أن يعودا، وفي ذلك اليوم وعلى غير العادة شعرت الأم أن العصفور الصغير قد خرج من العش وذهب للتنزه، فالأم تعرف عصفورها الصغير، وتستدل من ملامحه على تصرفاته، فسألته بعد عودتها إن كان قد خرج من العش هذا اليوم وذهب إلى التنزه، فصمت العصفور الصغير لبرهة ثم أجاب بالنفي وظن بذلك أنه سينجو بعدم صدقه مع أمه.
ومرت الأيام وأصبح العصفور الصغير يخرج من العش كل يوم ويحرص على العودة باكرًا قبل عودة أبويه، وهنا بدأت قصة عن الصدق بطلها العصفور الصغير، فلم يكن صادقًا في قوله معها وكان يكرر ذلك كل يوم، وكان يظن أن هذه النزهة اليومية ستمر بسلام كل يوم، وبينما هو في نزهته القصيرة إذ بطائر ضخم يباغته، وأخذ يطارده عازمًا على ضربه لأنه تعدَّى على مناطقه، ورأى هذا الموقف أحد العصافير الأخرى فبادر إلى إخبار الأبويْنِ عن الأمر لكنها لم يصدقا ما جاءهما من نبأ، فالعصفور الصغير لا يتعدى على مناطق الآخرين ولا يخرجُ من العشّ البتّة.
وبعدَ أن عادَ الأبوان إلى عشهما وجدا العصفور الصغير قد أُبرحَ ضربًا، فسألته أمه عن الذي حدث معه، وعندها أخبر العصفور الصغير أمه وهو يبكي بحرقه بأنه لم يكن يصدقها القول في كل مرة كانت تسأله، وأنه كان يخرج للتنزه بالقرب من العش، ووعدها ألّا يفعل ذلك مرة أخرى، وأن يكونَ صادقًا في كل ما يقول، وهذا انتهت قصة عن الصدق بطلها العصفور الصغير الذي تعلَّم أن يكون صادقًا في قوله ولا ألّا يكذب بعد اليوم.
الدروس المستفادة من قصة العصفور الصغير وهي قصة عن الصدق أن طاعة الوالدين واجبة على الأبناء، وإن مخالفة أوامر الأب والأم ينجم عنها مخاطر كبيرة، فهما يقدمان النصيحة لنا من أجل نكون بعيدين عن كل ما يسبب لنا الضرر، وأن الكذب يودي بصاحبه إلى التهلكة مهما طال به الأجل، كما تُشير هذه القصة إلى ضرورة أن يهتم الإنسان بغيره، ويراعي مساعدتهم، فالشخص السويّ هو الذي يهتم لأمر الناس، ويساهم في تخفيف الأعباء عنهم وتخليصهم من المآزق كما فعل العصفور الذي بلغ والدي العصفور الصغير بما حدث معه عندما طارده الطائر الضخم.
بنترست