وطنٌ ولكن""
من قصص وطن في بلد السنديان والسلام
أثناء الجلوس الهادئ مع حفنة من نسيم الاستقرار، كسرته موجة من الحناجر الخائفة، فكان الردُّ قذيفة رجّت قلوب المئات ، وما هي إلّا دقائق حتى ملئت المنطقة صراخ النساء والأطفال، نظرت إلى نفسي جسدي حتّى عائلتي ما من أحد تأذّى . هرعت أمي بمناجاتي بترك المنطقة خوفاً بتلوثي بغبار الحرب ،مقترحةً فكرة اللجوء إلى البلد الشقيق الذي يقطنه العديد من أخوالي ..حافظت على رفضي البات ومنعي الدائم ، إلى أن أخضعني حنانها الكبير بالقبول بفعل الأمر ولكن اشترطتُ عليها مصاحبتي السفر لخوفي من الأخبار المتتالية حول اغتصاب العديد من نساء الأحياء المجاورة.
والقصة لم تنتهي هنا حيث اعترضت سيارتنا اثناء الرحيل مجموعة مسلحة بدأت بفتح النار علينا فلم تكن النتيجة إلّا طلقة في ساقي وساعات من الإغماء . استيقظت على آيات قرآنية تهمس في أذني طمأنت قلبي ، ولكن ذلك لم يدم طويلاً فما إن فتحت عيني حتّى تعالت الأصوات بلهجاتٍ مختلفة ،نظرت من حولي فكانت الحالة عبارة عن نساء ورجال عاطلون عن العمل ، خرجتُ لأروّح عن نفسي ، فزاد ذلك الأمر سوءاً فلم أجد إلّا أطفال هويتي يرعبون المارّة راسمين عناويين من الشغب والأذى .بدأت أكره جنسيتي .
بحثتُ عن حلٍّ فوجدت قدماي تسوقانني إلّى المحال التجارية و الأماكن الصناعية ، ورحت اسأل هنا وهناك فلم أجد أيّ عملٍ يملأ الفراغ الذي أعيشهُ وحالة التقشف والفقر التي تقتلني ، عدت إلى المنزل سألت رجال هويتي كيف يعيشون لا عمل ولا مال، فتفاجئت أبناء بلاد الخيرات والأموال يعيشون من وراء المساعدات الإغاثية ، ولكن مواجهة مشكلة عدم العمل أجبرني إلى وضع كرامتي جانباً والذهاب إلى الحصول عليها .. وعند ذهابي أكتشفت الحالة المريرة التي يعانيها الآلاف حيث انهم لم يضعوها فقط بل باعوها كليّاً.
إلى أين أذهب ؟! أأعود إلى وطن عانفت الأشباح شوارعه وسكنت الأرواح حطام منازله ؟! .. إلى أين ألجأ ؟! وأرى كلّ يومٍ آلاف المواطنين يعانون حالة اليأس والألم ويحترقون بنيران الغربة غارقين ببحور الشوق والحنين إلى الوطن .. ماذا عساي أفعل ؟ ما من أحد يستطيع شرح ما حصل ويحصل ، كل شيء يختصر بالمثل المأثور " جبناء سلبوا منّا الحرية فبتنا بلا وطن "
من قصص وطن في بلد السنديان والسلام
أثناء الجلوس الهادئ مع حفنة من نسيم الاستقرار، كسرته موجة من الحناجر الخائفة، فكان الردُّ قذيفة رجّت قلوب المئات ، وما هي إلّا دقائق حتى ملئت المنطقة صراخ النساء والأطفال، نظرت إلى نفسي جسدي حتّى عائلتي ما من أحد تأذّى . هرعت أمي بمناجاتي بترك المنطقة خوفاً بتلوثي بغبار الحرب ،مقترحةً فكرة اللجوء إلى البلد الشقيق الذي يقطنه العديد من أخوالي ..حافظت على رفضي البات ومنعي الدائم ، إلى أن أخضعني حنانها الكبير بالقبول بفعل الأمر ولكن اشترطتُ عليها مصاحبتي السفر لخوفي من الأخبار المتتالية حول اغتصاب العديد من نساء الأحياء المجاورة.
والقصة لم تنتهي هنا حيث اعترضت سيارتنا اثناء الرحيل مجموعة مسلحة بدأت بفتح النار علينا فلم تكن النتيجة إلّا طلقة في ساقي وساعات من الإغماء . استيقظت على آيات قرآنية تهمس في أذني طمأنت قلبي ، ولكن ذلك لم يدم طويلاً فما إن فتحت عيني حتّى تعالت الأصوات بلهجاتٍ مختلفة ،نظرت من حولي فكانت الحالة عبارة عن نساء ورجال عاطلون عن العمل ، خرجتُ لأروّح عن نفسي ، فزاد ذلك الأمر سوءاً فلم أجد إلّا أطفال هويتي يرعبون المارّة راسمين عناويين من الشغب والأذى .بدأت أكره جنسيتي .
بحثتُ عن حلٍّ فوجدت قدماي تسوقانني إلّى المحال التجارية و الأماكن الصناعية ، ورحت اسأل هنا وهناك فلم أجد أيّ عملٍ يملأ الفراغ الذي أعيشهُ وحالة التقشف والفقر التي تقتلني ، عدت إلى المنزل سألت رجال هويتي كيف يعيشون لا عمل ولا مال، فتفاجئت أبناء بلاد الخيرات والأموال يعيشون من وراء المساعدات الإغاثية ، ولكن مواجهة مشكلة عدم العمل أجبرني إلى وضع كرامتي جانباً والذهاب إلى الحصول عليها .. وعند ذهابي أكتشفت الحالة المريرة التي يعانيها الآلاف حيث انهم لم يضعوها فقط بل باعوها كليّاً.
إلى أين أذهب ؟! أأعود إلى وطن عانفت الأشباح شوارعه وسكنت الأرواح حطام منازله ؟! .. إلى أين ألجأ ؟! وأرى كلّ يومٍ آلاف المواطنين يعانون حالة اليأس والألم ويحترقون بنيران الغربة غارقين ببحور الشوق والحنين إلى الوطن .. ماذا عساي أفعل ؟ ما من أحد يستطيع شرح ما حصل ويحصل ، كل شيء يختصر بالمثل المأثور " جبناء سلبوا منّا الحرية فبتنا بلا وطن "