أيها الغائب في وسط أضلعي، نبضي لا يعرف سواك.!
جلست كارما علي الفراش بعدما إستيقظت من عفوتها ، نظرت حيث الشرفه فوجدت النهار قد بزغ ، ضيقت آعينها بغيظ من ذلك العمر كيف يضربها برآسها ، الضربه كانت مؤلمه بحق !!
وضعت قبضتها علي رآسها و هى تهم بالوقوف و لكن إختال توازنها و وقعت علي الفراش !!
- أشكو إليك يا ربي !!
وقفت من جديد و فتحت باب الغرفه بخوف ، آخرجت رآسها تراقب الطريق بـ قلق ثم أخرجت جسدها آيضا... عندما لمحته في الردهه عادت من جديد غرفتها !!
- وبعدين بقي في الرعب دا ، جرا إيه يا كارما هدى نفسك كدا و متخليش قلبك يدق ، هتطلعى عادى تشخطى و تزعقي فيه مش هيأكلك يعنى
تحدثت وهى تنظر الي نفسها بـ المرآه ثم أخذت نفساً عميقاً و خرجت من الغرفه ، وجدته يقف قبالتها فـ صرخت بخضه !!
- إهدى يا دكتورة ، الفطار جاهز
تحدث بسخريه ورحل فـ ذهبت خلفه قائله بحدة : إنت إزاى تضربي علي راسي إفرض إتعميت ولا جالي إرتجاج في المخ ولا حتى فقدت الذاكره ؟
- دا اللي همك .... دكتورة كاراميلا وطي صوتك أنا مبحبش الصوت العالي !
- بقولك إيه إنت فاكرنى هسكت
تحدثت بصوت عالٍ ثم هتفت بأبتسامه وهى تتفحص الطعام : عامل إيه علي الفطار !!
خرج الطبيب الشاب من غرفه العمليات و هو يشعر بـ الارهاق ، طوال الليل بالعمليات و ها هو آخراً إنتهى !!
إجتمعت العائله حوله فـ قال بهدوء و تعب : جلطه ، أنا عملتله دعامه و محتاج راحه كبيرة ممنوع تعب أو حركه وإن شاء الله هيبقي كويس .... سيبونى انام بقي !؟
هز الجميع رآسهم براحه فـ هتفت فاطمه بسعادة : نتغدا بقي ، إحنا مكلناش حاجه من إمبارح من الخضه !!
إبتسم الطبيب لها و هتف : تقدروا تتغدوا إنتوا كمان مفيش خطر عليكم !!
قهقه الجميع ما عدا فاطمه ، مالت علي فريدة وقالت : هو الدكتور القمر دا بيسبل ولا بيتهيالي !!
- إنتى صح يا اختى بيسبل ، سبحان الله يقطع من هنا و يوصل من هنا !
تحدث الطبيب من جديد و هو يطالع فاطمه بأبتسامه : لو مش عاملين حسابكم في الغدا انا معايا آكل
- معاك أكل إيه إيه !!
تحدثت فريدة بفضول فـ لكزتها فاطمه ، آجاب الطبيب قائلاً : الحاجه بعتالي حله محشي ورق عنب
- والله فكره اهو يبقي عيش و ورق عنب اهاهاهاهاها...هاا
تطلع الجميع بـ فريدة بضيق !!
- إنت رايح فين !!
تحدثت كارما وهو تطالع عمر بـ فضول ، هو مرتدياً ملابسه و يهم بـ الخروج ؟
- رايح الشركه يا كارما ، عاوزة حاجه ؟
آمسكت خصلاتها الحمراء ووضعتها خلف آذنها ثم هتفت بأحراج : إنا عارفه إنى هتقل عليك بس دا مؤقت لحد ما أخلص إجراءات السفر ..
- سفر إيه !!
رفعت منكبيها بـ لامبالاه و هتفت : هرجع إيطاليا ، كفايه لحد هنا اللي حصل ، عيلتى مش هتسامحنى هفضل ليه
- مفيش سفر يا كارما ، و عيلتك هيسامحوكى عارفه ليه !!
- ليه ؟!
- عشان هما بيحبوكى ، متستغربيش الشهرين دول إكتشفت إن باباكى و جدك و فاطمه وفريدة و حتى لؤي كلهم بيحبوكى ، آه هيقسوا شويه بس هيسامحوكى !!
مسحت علي جبهتها و هتفت موضحه : لو حتى سامحونى انا ماليش مكان هنا ، حتى لو نسيوا يا عمر من أقل موقف هيفتكروا تانى !!
رفع قبضته الي فمه وتحدث قائلاً : ثقي فيا المرة دى ، انا هعمل المستحيل علشانك
ٱرتجف قلب كارما عندما طبع قلبه علي قبضتها ثم سحبتها علي الفور و هزت رآسها بحرج وآغلقت الباب خلفه و قلبها يدق كـ الطبول !!!
ما المعجزة التي وضعها ربي كي أحبك هذا الحب و يرتجف قلبي لـ لمساتك !!
ضحكت علي ذاتها و دلفت اللي الداخل تفكر في شئ ما يكسر الملل
كان إياد جالساً في حديقه القصر يشرب سجائره ، إقتربت مرام منه و هتفت
- مالك يا إياد !! لسه بتفكر في كارما
نظر لها بـ نظرات قاتله و هدر بحدة : متجبليش سيرتها انا لو طولت أقتلها هقتلها !!
رتبت علي كتفه وهتفت بحزن متصنع : يا خسارة دا انت كنت بتحبها أوى !
دفع يديها وتوقف حتى يذهب و لكنها آوقفته بـ قولها : إياد انا بحبك !!
التفت لها وهتف بلامبالاه : طب ما انا عارف ..
- عارف ؟ طب وانت ؟؟
- مرام إنتى زى آختى لا اكتر ولا أقل ثم إنك إنتى بنى آدمه فاشله ، وانا مبحبش الفاشلين !!
رفعت حاجبها بـ دهشه وهتفت : فاشله يعنى إيه !!
- يعنى بالمختصر ، متدلعه ، و تافهه و ملهاش آي لازمه ، فاشله في حياتك الشخصيه و حياتك الدراسيه حتى لو إتجوزتى هتفشلي !!
جلست علي المقعد كما كانت و دموعها بدآت في الهطول وهى تراه يذمها بـ كلمات قاتله ، الحديث القاتل دوماً يأتى مِن مَن تحب !!
إقترب منها قائلاً بـ آسف متصنع : أنتى زعلتى ، دا انا بوعيكي عشان لما تفشلي متتصدميش تكونى واخدة فكره ؟!
ثم تركها و غادر بعدما قال بصوت ساخر : قال بتحبنى قال !!
مساءاً
- يا لؤي إتهد بقي في حته دوختنى وراك !!
تحدثت فريدة وهى تذهب خلفه حيثما يذهب ، لم تتسنى لهم فرصه حتى تتحدث معه و تبرر له عن قبلتها لـ كرم !!
- لؤي أبوسك ظوافرك إسمعنى مره واحدة بس !!
توقف لؤي و تطلع بها في غضب ، إبتسمت هى بتوتر ثم هتفت قائله : انا اسفه ، والله كان لازم آحاول أسيطر عليه بـ اي طريقه
- فـ تقومى تبوسيه ، إنتى هبله يا فريدة بتبرري إيه ، إبعدى عن وشي بدل ما آخلي العفاريت اللي بتتنطط قدامى تلعب في وشك البخت !!
غادر فـ غادرت خلفه وهى تتحدث بندم حقيقي : خلاص والله ما هعمل كدا تانى، اقف بقي عشان اتفق علي اللي هيحصل !؟
توقف من جديد في إنتظارها لتنحدث ، هتفت قائله : دلوقتي هنطلع علي المحكمه و نطالب بـ إعادة فتح القضيه من اول و جديد ، هنسلم الفيديو لـ النيابه و الاعتراف عليا انا !!
ضيق آعينه قائلاً : ٱزاى !؟
- يعنى قبل ما يصدر آمر بـ القبض عليه هكون أنا سجلت الإعتراف !؟
- أيوة ، فريدة إزاى !!
بدأ الشك ينمو بـ قلبه بالتأكيد فريدة تخطط لشئ خطير ، نظرت له بأعينه متوترة ثم إبتسمت بـ توتر
وهى متأكدة أنه سيرفض !!
بعد مرور يومـان !
جلست علي الآريكه بـ حزن ، يومان ولم تتواصل مع والدها
تشعر آن حدث شئ ما له و بنفس الوقت لا تريد آن تحتك بـ عائلتها تلك الفترة ، فـليهدؤوا و تهدأ هى الاخري
إتسعت إبتسامتها فور آن تذكرت عمر و كيف يتعامل معها ، يحترمها كثيراً و يحاول قدر الإمكان آن يتحكم بـ أعصابه رغم إستفزازها معه !؟
لم تكن تتوقع ولا بـ الخيال آنه ذو قلب طيب هكذا ، تذكر آول يوم رآته و كم الطاقه السلبيه التى إجتاحت قلبها من لمسته ولكن الآن تكتسب منه دفء و راحه لم تعدها سابقاً !! علم النفس القديم الذي درسته لم يذكر هذا الشعور ، آن تخشيٰ آحد ما ثم ينقلب الشعور فـ تصبح تخشي كل شئ بدونه !
مسحت وجهها بـ كف يديها و نهرت ذاتها ، لايجب آن تثق به ثانيه و حتى إن وثقت لا يوجد فرصه ثانيه لهما ، إبنه عمها تحبه !
رن جرس المنزل فـ توجهت وفتحت الباب ، شعرت آن دلو من الماء البارد سُكب علي رآسها
إنها مرام تقف أمام منزل عمر كيف علمت آنها هنا !!
- مرام !!
إرتمت مرام بـ آحضان كارما وتحدثت ببكاء : أنا أسفه ، آسفه يا كارما انا فعلا فاشله!!