اكتب ما تود البحث عنه و اضغط Enter

رواية صهباء أشعلت صدري الفصل الثامن

المشاهدات


تقف بـ مكتب جدها وتبحث عن الملف ، لا تعلم كيف خضعت لـ تهديد ذلك الحديدى ولكن هذا ما حدث!.

تطلعت بـ الملف بـ فرح عندما وجدته ثم أخذته ووضعته بين ثيابها وخرجت من المكتب مهروله الي غرفتها بسرعه البرق
دفست الملف بين أدراج مكتبها وأغلقت بـ المفتاح ناظرة بـ شر بالتأكيد شئ ما يدور بـ خلدها

خرجت فريدة من مدرستها مع صديقاتها وهى تبتسم بـ ضخب... آخذن يتحدثن في شتي الامور حتى ٱستأذنتهم فريدة عندما آتَ السائق ورحلت معه عائدة للقصر

تطلعت بهاتفها بملل لـ تصدم للآمام عندما توقفت السيارة سريعاً !! صوت صرير السيارة قوي للغايه جعلها تصرخ بـ خوف وخضه ..

تطلع السائق بها بتفحص وقلق قائلاً : آنسه فريدة انتى كويسه !!
هزت رآسها بـ آجل وهتفت بتساؤل ؟
- إيه اللي حصل !!
- العربيه دي طلعت في طريقي مرة واحدة...
تحدث السائق وهو يشير علي السيارة المتوقفه بذعر لـ تترجل فريدة من السيارة وتتجه لـ صاحب السيارة بغضب مكبوت و بـ لحظه إنفجر عضبها وصاحت قائله
- انت آعمى مبتشوفش... !! إنزلي يا حنين
ضربت سيارته بـ عنف لـ يترجل ذلك الشاب الاسمر ذو البنيه القويه من السيارة وملامحه الوسيمه لا تنم عن خير آبدا

وضعت فريدة قبضتها علي ثغرها بتوجس ، شعرت أنها تمادت كثيراً فـ قالت : احنا ممكن نتفاهم علي فكرة

كاد الشاب الاسمر آن يتحدث ولكن قاطعته فريدة عندما إلتفتت وصرخت بـ السائق قائله : كدا يا عم سعد....تخبط عربيات الناس !!
- يابنتى...انا
- ولا كلمه حسابنا لما نروح !
غمزته بـ خبث لـ يقهقه عليها ، إلتفتت هى وقالت بهدوء : إحنا أسفين يا إستاذ عم سعد مكنش قصدة
- أيوة....بس انا اللي خابط عربيتك دى غلطتي انا !؟

تحدث فريدة بـ إندفاع و حدة متصنعه حتى تهرب من ذلك الموقف
- لالاا....إحنا اللي غلطانين حصل خير
ركبت السيارة وآمرت السائق بـ المغادرة لـ يمتثل لاوامرها...

تطلع الشاب في طيفها بـ دهشه و إستغراب !!! ضرب كف علي كف بـ قله حيله فهو إفتعل تلك الحادثه الصغيرة لـ كى يراها ويتحدث معها... يدلف حياتها ويشاهدها عن قرب ولكنها قطعت آماله وبلحظه غادرت!  إبتسم هو مقرراً المرة القادمه ستصيب ولن تخيب

مساءاً

نزلت للأسفل بـ عِزة وفرح لن تعطيه مرادة آبدا.....الملف بحوزتها هى وهى التي ستلعب معه بـ قوانينها..
تنفست الصعداء و دلفت غرفه المعيشه لـ تجد الجميع يجلس بها ويتحدثوا ...جلست بـ جانب فريدة يتحدثن بـ مختلف المواضيع وآعينه لم تبتعد عنها

يتطلع بـ شعرها الناري وآعينها البندقيه وجسدها الصغير المتناسق وشفتيها وهى تتحدث آو تبتسم كل ما بها مُرهق و عجيب !!

- إيه يا جماعه أنتوا قاعدين في عزا ولا إيه !!؟
تخدثت فاطمه بـ تساؤل عندما ساد الهدوء الغرفه لـ تجيب فريدة : كارما هترقص شرقي ..
نظرت لها كارما بـ دهشه وآشارت علي نفسها متسائله : كارما أنا !! مستحيل

توسل أفراد العائله إياها بمن فيهم الجد عبدالله لـ تبرر قائله : انا بقالي كتير مرقصتش شرقي....مش فاكرة حاجه اوى

- يلا يا كارما ... انا هرقص معاكي
توقفت فريدة وإتجهت الي مكبر الصوت و وضعت موسيقي شرقيه درجه أولي عليها

إبتسمت علي حماسهم المفرط ثم إلتقطت الوشاح لـ تضعه حول خصرها حتي يظهر حركات الخصر بـ وضوح... بدآت الموسيقي بدقات طبل ترتفع و تنخفض تدريجيا وجسدها متجاوب معها

كلما تعمقت الموسيقي تتعمق هي الآخري معها .... رفعت الفانيلا التي ترتديها عن معدتها قليلاً كـ حركه عفويه لـ تظهر حركات الخصر بشكل أكبر

إزدادت الطبل بسرعه لـ يتحرك خصرها ومعدتها بشغف وسرعه مفرطه مماثله لـ سرعه الطبل
آخذت تتمايل و تهز جسدها وشعرها الناري إستخدمته ولوحت به في الهواء بـ إبتسامه مشرقه .....منكبيها يتحركا بـ إحترافيه و مهاره
هى تعشق الرقص الشرقي فـ هى غريزة نمت بداخلها وطورتها بمرور الوقت

توقفت الموسيقي لـ تعتدل هى الاخري في وقفتها وتبتسم لهم ، ملامحهم مصعوقه يبدو أنها صدمتهم !  صفق الجميع بـ حماس علي مهاراتها النادره بتلك العائله فـ إنحنت هى بدورها كنوع من التحيه ووزعت قبلات في الهواء بـ غرور

إلتحمت آعينها بـ آعينه التى تحولت من الآخصر الي اللون الداكن ، خفق قلبها من نظراته الغير مفهومه !! وآياد ثوانى وسينبح مثل الجرو السعيد ؟!

إبتلعت ريقها بـ توجس وفكت الوشاح قائله
- هروح آغسل وشي ...
غادرت و دلفت المرحاض ....وقفت أمام المرآه و ملست بالماء على وجهها و ناثرت القطرات علي رقبتها الساخنه حتى تهدأ من روعها

خرجت بعد قليل من المرحاض تجفف وجهها و بدون مقدمات وجدت من يسحبها من خصرها ويلكمها ضد الجدار !!

- الملف يا آنسه كاراميلا

قبضتيه إستقرت علي خصرها ليمنعها من الحركه أو المقاومه .... شارت قشعريره بـ جسدها خوفاً من ذلك القرب فـ تابع هو حديثه قائلاً وهو يتطلع بخصرها

- رقصك حلو جداا يا آنسه كاراميلا .... مقدرتش آشيل عينى من عليكى !!

إبتلعت ريقها بـ إزدراء وهتفت بـ حده حفيفه
- مافيش ملف..
ضغط علي خصرها بـ قوه لـ تتألم من قبضته ، تحدث هو مقتربا من أذنها
- قولتي إيه آنسه كاراميلا!!
- إبعد عنى .. قولتلك مافيش ملف إنسا إنك تاخده..
وضع قبضتيها علي صدرة تبعده بكل ما أوتيت من قوه ولكنه كَـ الصنم .... للعلم صنم يتحدث لا يتحرك

سحب قبضه من إحدى قبضته وسار بأنامله علي خصرها حتى توصل من الخلف وشد خصلاتها الحمراء الطويله لـ تعود برآسها للخلف وهى تشد في إغلاق آعينها من التألم ...

- الملف لو مجاش في ظرف ٢٤ ساعه يا كارما....هعمل فيكي مفاجاه ...!

دفعها بعيداً لترتطم بـ الجدار فـ تطلعت في طيفه وعقلها يفكر آتعطيه وتتجنب بطشه آم تكمل هذا التحدي !؟

في الصباح الباكر ...

آخذت كارما تحرك ذراعيها يميناً ثم يساراً وهى تتطلع في اللاشئ....
- آنسه كارما...!!
التفتت لـ فاطمه بشرود و إبتسمت لها
- نعم يا ست فاطمه...طالما كلمتيني بـ أدب كدا يبقي عاوزة حاجه

هزت فاطمه رآسها للأعلي ثم للأسفل قائله بتوجس : بتاع الموبيليا إتصل بيا جاب تشكيله جديدة من برا ولازم أشوفها قبل ما تتباع

- حلو فين المشكله !!
رفعت كارما حاجبها الاحمر بـ إستغرات لتتابع فاطمه بملل : الاتيليه إتصل بيا ولازم أختار آروح ياخدوا المقاسات واقرر التصميم وموال كبير عشان هيتبعت يتعمل برا

- أيوة فين برضو المشكله
ضربتها فاطمه علي مؤخره رآسها وهتفت بـ حدة : مش هعرف اروح الميعادين يا كاراميلا!!لو مرحتش المعرض يبقي راحت التشكيله ولو مرحتش الاتيليه لازن استنى شهر تاني.....كارما آرجوكى روحي إنتى لـ بتاع الموبيليا كأنك العروسه وانا هروح الاتيليه والمشكله تتحل

- ازاى آروح كأنى العروسه من رابع المستحيلات ..... لو قلبتي قردة مش هروح دا اخر قرار انا ورايا تمرين جري !!

نزلت كارما من سياره الاجره أمام معرض الموبيليا و ملامحها غاضبه وساخطه ....!!
دلفت المعرض تتطلع بـ المعروضات بـ إنبهار و ذهول من رقتهم وجمالهم ، تعشق الانتيكات و الجو الكلاسيك

إنتقت بعض الاشياء وكأنه منزلها و حجزتهم ثم خرجت بعدما إنتهت وحدثت فاطمه عبر الهاتف قائله : الموبيليا جميله جدا يا فاطمه حجزتلك طقم روعه...

وقفت أمام كارما إحدى السيارات السوداء وخرج رجالاً فـ قطعوا طريقها. .. أغلقت الهاتف وقالت : عن إذنكم ؟

- إنتى خطيبه عمر الحديدى !!
هزت رآسها بـ آجل والخوف تسلل لـ قلبها حتى وجدتهم يسحبوها داخل السيارة بعنف وصوت صراخها لم يتوقف الا عندما هددها إحداهم بـ السلاح مشيراً تجاه رآسها !!!

رواية صهباء أشعلت صدري الفصل السابع

المشاهدات


ماذا لو توقفنا عن التنفس !

عادت للخلف قليلاً من دهشتها ...  شعرت آن الارضيه تلتف آسفل قدميها
عائلتها تقتل...!؟ ماذا بعد .... تتأجر بـ الممنوعات آم ماذا !؟
تطلعت بـ الملف الازرق وإبتسمت بتهكم قائله : معدش له لازمه
خرجت الي الحديقه و آشعلت النيران به ثم قذفته بعيد....آولا لـ خوفها من النيران و ثانياً تقززها من ذلك الملف وما يحتويه

خرج عُمر من القصر الي الحديقه لـ يجدها تقف تتطالع النيران بهدوء غير معهود ..... إبتسم بسخريه وثقه في آنِ واحد ثم إرتدى نظارته الشمسيه وإتجهه خارجاً يكفي لهو الاطفال معها فـ هو لديه مخططات و مسؤليات آهم من تلك الكتله الحمراء المسميه كارما !!

- إستناٰ عندك ....!
التفت للخلف قليلاً حتي إعتدل في وقفته عندما رآها تتجه له ..... نظر لها من خلف نظارته بسخريه
فـ آردفت هى بحدة لم يعهدها هو سابقاً
- ابعد عن عيلتي ....
- مين بالظبط ....فاطمه ولا جدك ولا باباكي ولا .... إنتى !!
نطق الاخيرة بـ نبرة ساخرة وتابع بقسوة و حدة آجفلتها لتعود للخلف

- انتى خايفه يا كارما.....إنتى آجبن مخلوقه علي وش الارض.....عامله فيها قلب آسد وعايزة تحمي عيلتك بس إنتى مش عارفه تحمى نفسك اصلاً
إنتى خايفه منى ودا حقك لانى لو حطيتك في دماغي هدوسك بجذمتى !

كلما تعود هي للخلف يقترب هو مستمتعاً بخوفها الذي يجعله في قمه سعادته ..... و
- إيه القط آكل لسانك.....إسمعى بقي منى الكلام دا ، إبعدى عن طريقي لانى لما بتعصب مبشوفش قدامى
سحبها من خصلاتها الحمراء الطويله لتتفلت من شفتيها صرخه آثر فعلته !!!
- متتحدنيش ...!

دفعها بعيداً ورحل هو لتتحرر الدموع من مقلتيها التى جاهدت في إخفائها

دلفت القصر من جديد لـ تقف علي صوت جدها وهو يقول : كارما....مالك يا حبيبتى
التفتت له وصرخت بـ آعين تفيض بـ الدموع
- انا من حقي آعرف كل حاجه....كل حاجه....إنتوا قُتالين قتله ولا إيه بالظبط !؟

نظر الجد في الارجاء بخوف من آن يستمع لها آحد فقال مرة آخري بـ رجاء
- هشرحلك كل حاجه يا كارما بس تعالي جوا المكتب
تمسك الجد بقبضتها لـ يهدئها ولكنها سحبتها علي الفور وإتجهت الي المكتب في إنتظاره !! بينما هو تنهد بأرهاق وسار خلفها

- عاوزة آعرف كل حاجه.....بدون آي تأليف مين عمر دا وبتشتغلوا ايه انا سمعت كلامكم من شويه!

- عمر دا يبقي إبن عز الحديدى ، آكبر رجال الاعمال
جلس الجد علي المقعد ونظر لها وبدا بـ سرد كل شئ
- من خمس سنين إتداينت مبلغ من عمر لان  الشركات بتاعتنا كانت بتنهار و كنت محتاج مساعدة فـ آخدت منه...... والشركات آوضاعها إستقرت وكل تمام بس عمر جه وطالب بفلوسه طبعا المبلغ كبير جدا لو بعت كل املاكنا مش.....هيكمل

نظرت له كارما بدهشه وقالت بوجوم وعضب من تلك التراهات  : وقولتوا يلا نحط فاطمه كبش فداء صح !؟
- فاطمه مش كبش فداء ولا حاجه.....اصلا الجوازة كانت ليكي إنتى بما إنك آكبر بنت في العيله بس مكنش في وقت نستناكى

قهقه كارما علي حديثه السخيف يبدو آن جدها بـ مرور العُمر يُخرف كثيراً
- انا......إنت بتهزر انتوا كنتوا عاوزين تجوزونى لـ عمر.....يا فرحتي !!
- دا الاتفاق اللي وصلناله ندمج الشركات ونسدد الدين ويتجوز بنت من عندنا...!
- انتوا بتفكروا ازاى....شغل ايه وجوازة أيه إنتوا بتقتلوا آنا سمعتكم بودني !!
إشارت علي آذنها وهى تتحدث بـ توتر لـ يتحدث الجد بـ حدة آجفلتها
- اللي سمعتيه يتنسي ..... فاهمه !!!
- جدو ......إنتَ بتهددنى....يعنى....لو منستش هتقتلني مثلا ؟
- كــارمــا.....اللي قولته يتنفذ !
صرخ بعنف بـ صوته الاجش لـ تقف هى وتتجه خارجاً

نظر عمر داخل الملفات يراجع الاوراق بتمعن ولكن تلك الكارما خطرت علي باله ....!؟
تلك الفتاة مازالت لا تروق له.... لا يعلم لما كل هذا البغض تجاهها ولكنه يكرهها بـ كثرة
الكتله الحمراء يبغضها بشدة ويعشق رؤيه ضعفها ودموعها !!

إن سنحت له الفرصه سيقتلها دون آن يرمش حتي .... !!
دلف شخص ما و قال بهدوء
- خد بالك ..... الاسمر بيحفرلك حفرة
تحدث ذلك الغامض بـ حديثه الملغم بـ الشفرات  ..... إختصاصه إخبار عمر بكل التطورات ثم يعود حيث آدراجه
إبتسم عمر بتهكم وقال بلا مبالاة : مش هيعرف يلوى دراعي برضو ....عرفتلي الملف بتاع عبدالله الزاهد فين !؟

- مش في اي شركه من شركاته....الملف آكيد في القصر !
همهم عُمر بتفهم وتحدث بأبتسامه ساخرة
- سهل إنى آجيبه.....او....
إتسعت إبتسامته عندما خطرت علي باله تلك الفكرة الشيطانيه فـ قال : او كاراميلا....!!

بعد يومان
صباح اليوم .....

ركضت كارما اليوم كثيراً ، تريد إشغال عقلها قدر الإمكان فـ هى إصتدمت بـ حقائق كثيرة وعقلها لا يستطيع إستيعاب ذلك الكم الهائل .

رفعت زجاجه المياة حتي ترتشف القليل ولكن الزجاجه فارغه.....القت بها بعيداً بغضب ودلفت القصر بـ وجه موجوم وغاضب

صرخت بخضه وعادت للخلف عندما إستمعت لـ صوت مفرقعات بـ القصر !!!
- مفاجأه......!!
صاحت العائله بـ آن واحد بـ وجه كارما وتقدمت فاطمه وهى تحمل قالب الحلوى المتوسط آعلاة رقم السابعه و عشرون
آشارت كارما علي قالب الحلوي بـ إستغراب لـ تجيب فريدة : كل سنه وإنتى طيبه يا كاراميلا ..... النهاردة عيد ميلادك

شعرت كارما آنها توقفت عن التنفس او شئ من هذا القبيل !؟ اليوم عيد مولدها

آتُ علي ذاكرتها ذلك اليوم المشؤم لـ تفقد وعيها وتسقط كـ الريشه

تصنعت كارما النوم..... منذ دخولها تلك المصحه وهى تتصنع النوم لـ تجنب آحاديث آي آحد من عائلتها ..... مر ٦ آشهر ومازالت بتلك الغرفه البيضاء السخيفه بنظرها .... ٦ آشهر في صراع داخلي ينهش بـ خلايا مُخها مزق قدرتها علي التعافي  ، وكآن ذبابات تطير برآسها فـ لا تستطيع إخراجهم ولا تنعم بـ سلام النفسي

لا تتحسن بل آعصابها في حاله دمار وصراع ، لا تستجيب لا لـ علاج نفسي ولا جسدى

إعتدلت من علي الفراش و آنزلت قدميها علي الارضيه بعدما تأكدت من خروج الممرضه ..... آدخلت يديها آسفل الوسادة وآخرجت مقصاً كبيراً إحتفظت به في آحدى المرات عندما قصت الممرضه القطن لـ تعالج جرح يد كارما ..... آخذته خلسه لـ اليوم
سارت بمنامتها البيضاء ثم وقفت علي المقعد لـ تصبح في مستوى المرآة ....
سحبت مثبت شعرها الناري ليقع علي ظهرها ، تطلعت به بـ حزن و آعين دامعه كم تعشق شعرها الطويل و السميك .... آمسكت جزء منه وقصته من فروتها بـ المقص لـ يُصبح مسكنه الارض !
دموعها تنساب من مقلتيها وهى ترآة يسقط كـ آوراق الشجر بـ فصل الخريف ،

عندما إنتهت منه تطلعت بهيئتها آصبحت كـ الفتيان ....شعرها الاحمر الطويل آصبح قصير يكاد يري في الاصل مقصوص بطريقه خاطئه خصله طويله بجانبها قصيرة

لا آشعر بأننى جزء من الجريمه ، ولكننى تلقيت العقاب بأكمله

قذفت المقص بكل ما آوتيت من قوة تجاه المرآة لـ تتحول الي فُتات من الزجاج متفاوت الاحجام
من حسن حظها آنه الزجاج لم يصيبها ولكن تمنت عكس ذلك

دلفت الممرضه الغرفه بسرعه وجال بصرها مابين الخصلات المقصوصه والزجاج المتناثر و كارما التي لا حول لها ولا قوة
ركضت تجاهها وحملتها بين يديها وقالت بتوجس
- كارما إنتى كويسه .... حصلك حاجه
كارما فقط ساكنه تنظر آمامها بهدوء فعاودت الممرضه آسئلتها وهى تملس علي ما تبقي من خصلاتها
- كارما.....ليه عملتي في شعرك كدا
- عشان النهاردة عيدميلادى....! النهاردة بقي عندى ٨ سنين و مينفعش إنى آفرح فيه وانا السبب في موتها
إحتضنتها الممرضه بـ شفقه و قلب حزين علي تلك الصغيرة كم تود مساعدتها ولكن كل السُبل تؤدى للفشل ، تشعر الممرضه آن الصغيرة آصبح عمرها خمسون من كثرة الهموم المحتله صدرها !

- كارما ..... إنتى كويسه
شعرت آن كفوف لُطمت علي خديها وقطرات ماء تناثرت إنها فقدت الوعى !
همهمت بهدوء وتوقفت علي قدميها قائله بـ إبتسامه بسيطه تجاهد في الظهور
- انا كويسه .....هطلع أريح في أوضتي عن إذنكم
تخطتهم جميعا وإرتقت درجات السلم لـ تتجه الي غرفتها سريعا تهرب منهم

ٱستوقفها عمر وهو يقول بسخريه مُفرطه  : مكنتش آعرف انك ٢٧ سنه .... شكلك ميديش اكتر من ١٦ سنه انا إفتكرتك قاصرة آصلا ...!
إلتفتت له وإبتسمت بتصنع الان هى ليس بمزاج جيد ، ماذا لو قتلته !؟ ...... آردفت بـ سخريه وهى تقترب منه
- هاهاهاها....ضحكتني فعلا ! بص انا مش فاضيه لـ لعب العيال دا

غادرت من آمامه تسب و تلعن به و باليوم الذي رآته به ..... كادت آن تغلق باب غرفتها ولكن وجدت من يدفع الباب للداخل و دخل هو بقامته الطويله وآحكم الباب خلفه..!
- إنت......ازاى تدخل كدا انت اتجننت....!
لم يعيرها آدني إهتمام فـ جال بـ بصرة في أنحاء الغرفه يتفحصها بهدوء ..... العديد والعيد من الصور لها و كتب علم نفس القديم والحديث متزاحمه آعلي مكتبها الخشبي ، حقائب سفرها مازالت تحتوى ملابسها يبدو آنها لم تفرغها بعد

- عارف لو مخرجتش من الاوضه .... هصوت وآخلي الكل.....
توقفت عن حديثها عندما رمقها بـ حدة ، آردف بنبرة خبيثه تشبه الافاعي
- كارميلا.. هطلب منك طلب ومش باخد رآئيك.....زى الشاطرة كدا هتجيبيلي ورق من عند جدو في المكتب.. ومحدش يعرف دا آحسنلك يا كاراميلتي  !؟

رواية صهباء أشعلت صدري الفصل التاسع

المشاهدات


كان عمر جالس علي مكتبه يتابع اوراق العمل بتركيز عالي حتي قطع تركيزة صورة الـ كارما..! وضع القلم الذي كان بين آصابعه جانبا وسرح بها ، يتذكر خوفها و إبتسامتها وتحركاتها و رقصها المهلك !!
إبتسم بسخريه علي نفسه بالتأكيد لم يعجب بها ، تلك الكتله الحمراء ما زالت لا تروق له هي بدآت في إغضابه بشدة وإن ثار لن يتوقف

رن هاتفه ليلتقطه بسرعه واضعاً إياه علي آذنه وإستمع لـ الشخص وهو يقول
- خطيبتك معايا.....عايز تستلمها كويسه تعالالي
قطع الاتصال لـ ينظر عمر الي الهاتف بـ برود ثم ضغط عدة أزرار وحدث فاطمه قائلاً : فاطمه إنتى فين.....متخرجيش من البيت النهاردة....لالا مفيش حاجه سلام

أغلق الهاتف و وضعه علي المكتب بـ برود حتى إستمع الي صوت طرقات علي باب المكتب ..

- إدخل ..
دلف ذلك الشاب الملقب بـ منبع الاسرار وقال بـ عمليه
- الاسمر عرفت إنه خطف خطيبتك .. بس خطيبتك في القصر ولحد دلوقتي مش عارف هى مين
رفع عمر منكبيه بـ لامبالاه وهدر : او ممكن ميكنش خطف حد اصلا وعايز يلوي دراعي ....في الحالتين فاطمه في القصر فـ مش فارق اخد مين...

هز الشاب رآسه بـ موافقه ورحل و عاد عمر في تفحص الاوراق دون أن يكترث بـ اي شيء...هو ملك الجليد بـ الفعل

إحتضنت قدميها الي صدرها وتطلعت متفحصه الرجال الواقفين أمامها بـ ريبه .... اللعنه علي عمر و فاطمه واللعنه عليها هى الاخري لوقوعها بـ ذلك المأزق

- عمر طول عمره ذوقه عالي جدا
تحدث المدعو بـ الاسمر وهو يتطلع بتلك الحوريه الحمراء فضحك رجاله بـ موافقه .... دنى الاسمر أمامها و سار بأنامله علي خصلات شعرها الحمراء فـ تلك الخصلات أعجبته بالفعل لونها غريب و ساحر  ،  إتبتعدت كارما للخلف بـ سرعه خوفاً من قربه !!

- شعرك حلو اوى...دا لونه ولا إنتى صبغاه !!
تحدث بـ فضول ، كارما تتطلع به بذهول ومن ذهولها فضلت الصمت ..

-  دا لونه ولا ...
نبرته تحولت من الإنبهار لـ الحدة فتحدثت هى علي الفور : دا... دا لونه الاصلي
إشتم رائحته الذكيه التي تشبهه رائحه الفراوله !! وهو يعشق الفراوله وبشدة .... إقترب أكثر منها يتمعن في تلك الرائحه ، آشار لرجاله بالخروج وبالفعل جرحوا جميعاً تاركين إياهم هو المنبهر وهى الخائفه ...

آغلقت كارما آعينها بـ قوة و خوف ..... آي مصيبه حلت عليا ، بالتأكيد لن تذكر إسم إبنه عمها وتقول الحقيقه فـ هى لا تريد آن تقع فاطمه في مصائب

- آرجوك ..... سيبنى أمشي !
تحدثت بنبره متحشرجه وهى تعود لـ الخلف بينما هو لم يعير توسلها آدنى إهتمام .... لفت أنظاره بشرتها البيضاء الخاليه من الشوائب و الملساء
كاد آن يلمس وجنتيها ولكنها وقفت علي الفور مبتعدة عنه !!

جلست فريدة بـ حديقه القصر والكُتب والاوراق متناثرة حولها فـ هى تذاكر منذ وقت طوويل

- قال يعنى لما أذاكر في الطبيعه الخلابه هنجح مثلا.... بابا دا عليه حاجات
سخرت من رد والدها عندما آخبرته أنها لا تستطيع آن تدرس جيداً فـ إقترح هو آن تدرس بالحديقه وسط الازهار و النجيله الخضراء !!

وضعت إحدى الكتب فوق رآسها تحميها من ضوء الشمس القوي .... هدرت بحدة و غضب : دا انا هيجيلي ضربه شمس ...!!
قذفت الكتاب جانباً ، رفعت أنظارها عالياً عندما شعرت آن أحداً ما حجب ضوء الشمس عنها

وجدت جسداً ضخماً ممشوقاً بـ شرفه القصر المجاور لهم يقف وهو يضع قبضتيه داخل بنطاله .... لم تتضح رؤيه وجهه لها بسبب ضوء الشمس من خلفه ولكنه ينظر تجاهها هى !

فركت آعينها عدة مرات و وضعت قبضتها فوق آعينها لـ تنظر براحه وتري وجهه ولكن فشلت الرؤيه فشلاً ذريعاً ..... عادت تتطلع بـ إحدى الكتب بعدما رفعت شعرها للآعلي وثبتته بـ قلم الرصاص الخاص بها

رآت لؤي إبن عمها يتجه لها فـ قالت : أخيرا لؤي بيه شوفناك....كنت مختفي فين !!
- يابنتى ما انا كنت لسه معاكي بنفطر ؟
ضرب رآسها لترد الضربه له بكتفه فـ وقع للخلف بتفاجؤ !!

- دى إيد بنت ... دا انتى إيدك أنشف من إيدي !!
توقفت علي ساقيها و وضعت قبضتها علي عنقها تحركه بمرونه وهى تقول : دا اقل حاجه عندى تحب تجرب الضرب بـ الرجل !!
آنهت جملتها وهى تتشبث بـ قميصه وتقترب منه ولكنه كان الاسرع بتفاديها قائلاً : لا ياوحش إهدا !

- مشفتش قلمي الرصاص ...!!
آخدت تتفحص الارضيه بـ إهتمام حتى وجدت شعرها ينسدل للخلف والقلم بـ يد لؤي
- بطلي تحطى القلم في شعرك وتنسيه !!
- فعلا.....شكراً علي المعلومه
- وكدا آحسن ...
قصد بحديثه شعرها وهو منسدل لتبتسم بخجل منه ، التفت ليغادر ولكنه آوقفه صوتها العالي وهى تقول : لؤي تعالا إتجوزنى وخلصني من التعليم ومن بابا

إلتفت لها يبتسم علي تلك البائسه ورد عليها بصوت عالي كـ علو صوتها : روحى إنتحري يا فريدة
- لا اتجوزنى !!
- حاضر هتجوزك إمشي بقي ورايا شغل

إبتسمت عليه وهتفت : فاشل والله
لملمت آشيائها و سارت حتى تدلف القصر ولكنها إستمعت الي صوت آشياء تنكسر والاصوات قادمه من القصر المجاور لهم ماذا يحدث بـ الداخل !!
السؤال الاهم متى إعتمر ذلك القصر بـ السكان الم يكن مهجوراً و مالكه يرفض بيعه ؟!

في المســاء.....

جلست العائله علي المائدة لتناول العشاء ولكن كارما غائبه ...... لفت إنتباه العائله و عمر آيضا بدأت تراودة الشكوك ....

- أومال فين كارما....
تحدث عمر بهدوء وهو ينظر لـ طبقه ، لم يستطع كبح فضوله في المعرفه فـ تجرأ وسأل

- قالت إنها هتتعشي برا مع صحابها
بررت فاطمه بأبتسامه مشرقه و عاد الجميع يأكل بصمت قاتل ..

دلف عمر غرفتها مستغلاً عدم وجودها لـ يبحث عن الملف بـ راحه

بدا في البحث دون آن يلمس آشياء في المعظم ولكنه آخد ينظر بين الاوراق الموضوعه اعلي المكتب ثم يبحث في الادراج حتى وجد درجاً مغلقاً بـ مفتاح ......سحبه بقوة لـ ينكسر في قبضته ووجد الملف .....إبتسم بـ مكر و فتحه لـ تختفي إبتسامته

الملف من الداخل فارغ ....فقط ورقه مدون عليها رساله من كارما له ومحتواها هو

مفجاه مش كداا.....فاكرني غبيه ومش هعرف إنك ممكن تدخل أوضتي زي الحرامى .... يلا معلش

إبتسم من جديد علي تلك الفتاة ثم القي بـ الغلاف علي الارضيه وخرج في إنتظارها تأتى ثم يلقنها آحد دروسه التي تخشاها

جلست فريدة علي الفراش تتطلع بـ هاتفها وتبتسم من حين لاخر .... إعتدلت في الفراش عندما لفت إنتباهها شئ ما

شعرت آن زوج من الاعين تراقبها من الشرفه المجاورة لها .... تقدمت تتطلع من خلف الستائر بخفيه حتى لا يراها ولكنه رآها وإبتسم لها هامساً بـ إسمها فـ آغلقت الشرفه علي الفور بقلق وخلدت الي النوم بعدما آطفات المصابيح ..

حل منتصف الليل وكارما لم تعد .... العائله خلدت الي النوم عدا عمر مستيقظ في إنتظار قدومها ، الملف يجب آن يأخذة بأسرع وقت هى تهدر وقته عبثاً
رن هاتف عمر برقم مجهول فـ أجاب وإستمع لـ الطرف الاخر
- إنت مش عايز خطيبتك ولا إيه يا عموري !
الطرف الاخر يالاصح هو الاسمر فـ إبتسم عمر بتهكم وهدر بلا مبالاه : خليهالك انا مبتهددش.....خطيبتى بتاكل رز مع الملايكه في بيتها

- عمر.....انا كارما
تحدثت بـ توتر وإبتسامه سخيفه عبر مكبر الصوت لـ تجهظ آعينه بـ صدمه ولكنه تخطاها بـ مهارة !!
- قدامك نص ساعه لو مجتش هقتلها !!
- إقتلها عادى دى بنت عم خطيبتى وانا مبطيقهاش وسلام بقي عندى شغل الصبح
كوكب البرود يتحدث !! ، شعرت كارما آن قلبها قد هوى آرضا منه كم هو مستفز !! قالت بنبرة مترجيه : ههههه عمر آرجوك هيقتلونى بجد....!؟

- وفيها إيه تموتى شهيدة
- شهيدة إيه......عمر هديلك الملف بس آرجوك تعالا الحقنى انا عندى تمرين الصبح ولسه منمتش ...!

ساد الصمت قليلاً فـ آردف عمر بيأس : شكلي مضطر... إبعتلي العنوان يا آسمر.

رواية صهباء أشعلت صدري الفصل الحادي عشر

المشاهدات


- طالما الذوق مجاش معاة يبقي العافيه هى اللي هستخدمها

تحدثت كارما وهى تتطلع بـ نفسها في المرآه... آصدرت قرار آولا ستردع ذلك الحديدي بأي ثمن كان ، و ثانيا ستكشف حقيقته آمام فاطمه لتبتعد عنه ، آخراً هى متوترة وقلقه ولكن لا بأس بقليل من المخاطرة

إبتسمت بـ شر لا يليق بملامحها الجميله ونزلت الي الطابق السفلي ، اليوم عطله آي ان العائله بأجمعها بـ المنزل ..

جلست بـ جانب إياد وآخدا يتحدثا ..... زوجين من الاعين تتابعهم بـ غضب و تفحص
الاولي لـ مرام شقيقه فاطمه تتابعهم بـ غضب غير محببه لـ قربهم ذلك

والثانيه لـ عمر يتفحصهم بـ نظرات غير مفهومه ، إنتشلته فاطمه من شرودة وهى تضع آمامه كوب القهوة
- مالك يا عمر ... في حاجه مضايقاك
وضعت قبضتها فوق قبضته لـ يجيب هو بـ قنوط و هو يهم بـ سحب قبضته : مفيش...
- عمر إنت في حاجه فيك..

- حاجه إيه يا فاطمه انتى عاوزة تتخانقي وخلاص ، قولت مفيش
غادر تجاه الشرفه يشرب سيجارة ... قلبه يؤلمه

أول مره قلبه ألمه عندما آخبرته كارما أنها تبغضه .... والان رؤيتها مع أخر تبتسم و تتحدث تؤلمه أيضاً
نفث الدخان بـ سخريه إنها رغبه او شهوة تجاهها فقط بالطبع لا يكن مشاعر حب أو إعجاب حتى ..... كارما مازالت لا تروق له !! ولن تروق

- تعرف إن السجارة الواحدة بتقصر عمر الانسان ١٠ سنين
التفت لكارما التي تحدث فجأه و سخر قائلاً
- أعتبر دا تحذير عشان أبطلها ؟
- لا .... دى نصيحه مش اكتر انا دكتوره و فاهمه

- دكتورة مجانين ...
سحبت السيجاره من أنامله و القت بها بعيداً ثم هتفت موضحه : إسما دكتورة نفسيه .... يعنى بتعالج المضطربين نفسياً و غريبي الاطوار زى حضرتك كدا

نظر لها بـ دهشه من سبها الصريح له وهتف بهدوء : ليه دخلتى الطب النفسي !!

- حب مش اكتر او صدفه
- صدفه ولا عشان ..... عشان تعالجي الناس زي ما إتعالجتي ؟
التفتت له وعقدت ذراعيها أمام صدرها متصنعه الثبات ولكن داخلياً يحدث صراع !! مين آين علم ...  فاطمه حكت له ؟!؟
- فاطمه قالتلك ...
سكت هو لتتحدث هى بنبرة متحشرجه وأعين ترقرت بها الدموع
- دا شئ ميخصكش و فاطمه حسابها معايا..
كادت آن تغادر ولكن سؤاله شغل عقلها و زعزع ثباتها فـ هتفت موضحه

- اه بعالج الناس زى ما إتعالجت .... !!

غادرت كارما متألمه بالفعل من حديثه ، تطلعت بـ قبضتها فـ وجدتها في حاله تشنج ملحوظ .... صعدت الدرج لـ تتحرر دموعها .... خانتها ذاكرتها فـ تذكرت !

- علي الصاعق لـ ١٠٠٠ وات
تحدث الطبيب لـ مساعدة ، رفع المساعد التيار كما آمره رب عمله فـ سارت الكهرباء من الجهاز عبر الاسلاك لــ رآسها وتنشنج جسد كارما الهزيل آثر التيار الكهربائي  !!

آطلقت صرخات مكتومه من كم الآلم ..... ذراعيها مثبتين بـ المقعد والعديد من الآسلاك مثبتين برآسها وتلك ..... جلسه كهرباء لـ عقلها

بعدما دلفت المصحه تدهورت صحتها ..... لم تستجب لآي علاج نفسي آو جسدي ، آصبحت الكوابيس تراودها في المنام و في الواقع وكأنها لعنه آبديه ، آصبحت تتمنى الموت !!

مر حتي الان علي دخولها المصحه عَشر سنوات !! آصبحت بـ السادسه عشر ، فقدت نطقها منذ مدة  ليست بعيدة وحركتها آصبحت في التهلكه ، عظام وجهها برزت وكذلك عروق الوجه من صعق الكهرباء بـ هما ، آعينها تكاد تُري من الارق المزمن المصيب إياهم

جلسه الكهرباء تلك كل يومان تحدث... لاتعلم هل هى قانونيه ام لا ولكن لا يهم ، هي آصبحت دميه لا تشعر ولا تهتم... من المفترض أن تلك الجلسه تنتشل عقلها من الوهم و الضياع ولكنها لا تفعل شئ البته... لولا الوهم لكانت الحياة عبارة عن جحيم حقيقي !!

عادت برآسها للخلف من الآلم و الوهن .... فتحدث تلك المره الطبيب بـ غيظ من عدم إستجابتها لـ علاجه البغيض : إرفع لـ ٣٠٠٠
نظر له المساعد بـ توتر وقال : كتير كدا عليها....مش هتستحمل ...!!

- نفذ .....!!
إمتثل لآوامره و زاد من الكهرباء فـ آمره برفع التيار الف آخر وفعل المساعد غافلين عن آنها غير صالحه لـ ذلك الضغط

- إرفع لـ ٥٠٠٠
ما آن إنتهت جملته إستمع الإثنان لصوت الصافرة القادم من الجهاز فـ تطلعا بـ بعضها في دهشه تمنوا آن تكون شئ آخر ولكن في ثوانى تحركا بـ سرعه يفكون وثاقها حتى ينعشوا قلبها ....... رفعوا جسدها ووضعوة علي الفراش في سرعه و توتر  لان نبضها توقف !!

فاقت علي صوت دقات الغرفه وفاطمه تدلف

نظرت لها بحدة وقالت : فاطمه... عمر عرف منين إنى كنت في مستشفي أمراض عقليه !؟

- انا قولتله.....كُـ....
قاطعتها كارما بـ حدة و صراخ : مش من حقك .... مش من حقك يا فاطمه !!
- عمر مش غريب يا كاراميلا.... انا قولت بحسن نيه
آشارت كارما بـ سبابتها محذرة إياها : مش من حقك ..!!

تحدثت فاطمه بـ آسف لـ توقفها : آنا آسفه يا كارما
سارت كارما من جانبها بعدما إرتطمت بـ كتفيها تركتها بـ الغرفه وحدها .... بينما شعرت فاطمه أنها مخطئه للغايه

بعد منتصف الليل

قذفت فريدة الكتاب جانباً و آحكمت باب الغرفه من الداخل جيداً ثم آخرجت من آسفل وسادتها الهاتف عندما رن بأسم لؤي إبن عمها
إبتسمت بـ بساطه وآجابت قائله بسعادة من سماع صوته : انت لسه منمتش !!
- لا....انزلي الجنينه دلوقتي انا مستنيكي

إرتمت علي الفراش بكسل فـ هى لم تنم كثيراً وجسدها أُهلك بـ حق لاتريد آن تفوت ليله الجمعه معه و تريد النوم كثيراً .... هتفت بقنوط : لؤي أنا هموت و انام والله خليها بكرا !!
- متبقيش بايخه .... انا مستنيكي تحت

آغلق المكالمه فـ توقفت هى ساحبه وشاح شبه خفيف تداري به ذراعيها العاريان ثم خرجت من الغرفه بـ حرص حتى لا يستيقظ آحد علي حركتها

وعندما خرجت من القصر لـ الحديقه فـ تنفست الصعداء ... كادت آن تسير بـ حريه ولكن يدة آطبقت علي كتفيها فـ صرخت بخضه ....

- أسكتتتى....اسكتى هيصحوا الله يخربيتك ...!!!
لم يتوقف صراخها فـ وضع قبضته علي فمها قائلاً : افصلللي....مشافهومش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيصوتوا !!

إبتلعت ريقها بـ وجل وتحدثت بـ غضب بعد آن دفعت قبضته بعيداً عن فمها : انت غبي....حد يخض حد كدا !!!! دا رد فعل طبيعي ؟؟

- دا رد فعل مسعور يا ديدا....ايه يابنتى دا صوتك خرم ودانى !!
نظرت له شزراً وتحدثت بـ تشويق : هاا هنتفرج عليه إيه النهاردة !! Angle has fallen ؟؟
هز رآسه بـ آجل ، ثم سحبها من قبضتها وسار بها الي الحديقه الخلفيه فـ وجدت مقعدان بجانب بعضهم و منضدة آعلاها جهاز اللأبتوب و بعض المقرمشات و التسالي

كل يوم جمعه بعد منتصف الليل يجلسان سوياً يشاهدا فيلماً من أحدث الافلام ويذهبا الي النوم بعد الفجر .... كلاً منهم يعشق هذا اليوم بـ دون آسباب يكفي جلوسهم سوياً وحديثهم !!

جلست علي إحدى المقاعد آمام اللأبتوب فـ ضغط هو بعض الآزرار بـ اللوحه و عُرِض الفيلم
- مش مفروض الفيلم دا انا اللي آشتريه !!
تحدثت فريدة بـ إبتسامه سمجه فـ رد عليها لؤي بـ سخريه : فريدة العيله كلها عارفه آن عمي احمد حارمك من المصروف ... هتجيبي منين حق السي دي !!

- للدرجاتى سمعتى وحشه ...... وبعدين في طرق كتير عشان اجيب بيها فلوس
- زى ايه يا ست ديدا ؟؟
- الشحاته علي جامع السيدة زينب...ماله يعنى شغلانه شريفه !!

وضعت رآسها علي كتفه عندما شعرت بـ جفونها ثقلت وقالت بهدوء متنافر لـ طبيعتها الضاخبه : بابا محسسني ان هو مش ابنى ...!!

- محسسك ايه...!!
- ان انا مش ابوة...!!
كتم صوت ضحكاته فـ هى بدآت آن تغفو ولا تشعر بماذا تتفوة  .... ناداها بـ همس عندما شعر بثقل رآسها

- فريدة ...
همهمت بهدوء فـ إلتفت هو لها   ....... آحكم الوشاح علي جسدها بـ دفء وحملها بـ ساعديه من الحديقه لـ غرفتها

- انت خاطفنى ولا ايه !!
تحدثت وهى مغلقه الاعين فـ آجاب لؤي : نامى يا ديدا...

وضعها آعلي الفراش وغادر من الغرفه الي الاسفل يلملم كل شئ ..... إستمع الي صوت تحطم شئ قادم من القصر الجانبي فـ رفع آعينه يطالع الغرفه المضيئه بـ فضول .... ولكن عندما إختفي الصوت وآغلقت الاضاءه دلف هو القصر لينام بـ راحه

صباحاً..

خرجت من غرفتها كـ اللصوص بعدما تأكدت من آن الجميع ذهب لآعمالهم ..... فقط فريدة بـ الآسفل تدرس جيداً

بمجرد من آن خرجت من غرفتها نظرت لـ غرفته المقابله لها وركضت فـ دلفت بها ...!!!
سارت بـ فضول تتفحصها عن طريق النظر فقط .... ثم بدآت تستخدم آناملها برفع الاوراق ، بالتأكيد لن يضع هنا آي شئ قد تستخدمه هى ضدة ثم آن تلك آوراق العمل التافهه
فتحت درج المكتب وآخرجت آوراق رسومات

خرجت من الغرفه ونزلت الي الآسفل فـ إستوقفتها فاطمه قائله : كارما ...

إلتفتت كارما لها بوجه عابس من فعلتها آمس .... تحدثت فاطمه بـ ندم حقيقي : كارما.... آنا آسفه جداً
طأطأت فاطمه رآسها بـ آسف آخطات بـ الفعل هى تعلم آن ذلك الآمر حساس للغايه لـ كارما !!  ، رق قلب كارما من هيئتها فـ آمسكت وجهها بين كفيها ورفعت رآسها لآعلي قائله
- خلاص يا هبله إنتى أختى الصغيره  !!
- بجد مش زعلانه ؟؟ ....صدقينى آخر مره ؟
طبعت قبله علي رآسها وقالت بـ تروي و بشاشه : قولتلك إنتى آختى الصغيره مقدرش آزعل منك لوقت طويل !!

- لاول مره آطمن علي نفسي....عشان آنا وإنت متفقين ، لاول مره آنام و آقوم انا وقلبي حبايب وأحنا متصالحين !!
آتاهم صوت فريدة وهى تدندن بـ صوت كـ الكروان ، تلك القصيره الشقيه تمتاز بـ صوت مُميز و ناعم والجميع يعشقه ، توجهت الفتاتان لها ، فوجداها تغنى وهى مغلقه الآعين
- يا آجمل حب في الدنيا وفي عنيا .... بقيت روحى وبقيت غالي آوى عليا ..... انا حلمي اللي بتمناه تكون ليا وآكون جمبك في دنيا إحنا اللي فيها عايشين !!

آنهت المقطع بـ صوت قوي ثم إستمعت لـ آصوات تصفيق حاره فـ إنقضت للخلف بعد فتحت عيونها علي مصرعيهما !!!

- ياربي ...... إفتكرتكم بابا !!! مش تقولوا إحم ولا دستور ؟
تحدثت فريدة وهى تضع قبضتها علي قلبها المرتجف فـ آجابت فاطمه وهى تقهقه  :  طالما إنتى قلبك قطه كدا بتغنى ليه وسايبه مذاكرتك ؟

- خلاص كلها أسبوع وآخلص من كابوس الثانويه العامه  !!
كادت آن تخرج قلوب من آعينها لـ تلك الفكره الرائعه
- هو البيت هادى كدا ليه !!
- جدو والباقي في الشغل و عمر كمان في الشغل بس هيتأخر النهاردة عشان هيجيب شويه حاجات من شقته الـ...
قاطعتها كارما بقولها المستفسر : إنتى قولتى عمر عندة شقه !!

- آه....فيها حاجته كلها لانه كان مستقر برا مش هنا لحد ما نلاقي فيلا او شقه قريبه من هنا

إنفرجت شفتي كارما عن إبتسامه خبيثه .... ما تبحث عنه موجود بـ تلك الشقه ، ستتابع مخططها وإنتهى النقاش ، سيد حديدي لـ نلعب قليلاً !!

رواية صهباء أشعلت صدري الفصل العاشر

المشاهدات


دلف عمر ذلك الوكر بـ برود وآضعاً قبضتيه داخل بنطاله ويطلق صفيراً مملاً .... توقفت كارما وإبتسمت كَـ البلهاء ، راود تخيلاتها أنه لن يأتى ولكنه ملئ بالمفاجآت

نظر لها شزرًا وهى مازالت تبتسم له فـ إنفرج عن شفتيه إبتسامه بسيطه لم يستطع كبحها من هيئتها المتبسه !...

- عايز إيه يا آسمر !
هتف عمر لـ الاسمر وهو يقترب منه ، تحدث الأسمر موضحاً بغل : عايز أقتلك .. أنا كنت ناوى أقتل خطيبتك كمان بس خسارة فيها الموت الصراحه عجبتنى !

إبتلعت ريقها بـ وجل ونظراتها تتراوح من بينهم ، جهظت آعينها عندما رآت الاسمر يستقر بـ سلاحه علي جمجمه عمر ..

- إنت هتقتله ؟
آشار عمر لها آن تصمت بـ أنامله والغضب بدا بـ التسلل له فـ تابعت حديثهم بصمت
- موبايلك هيرن كمان خمس ثوانى وصدقنى لازم ترد...
تحدث عمر بـ حده  ليثير فضول كارما بشدة ، تطلع الاسمر به بـ عدم فهم لـ يرن هاتفه بالفعل .... إبتسمت كارما بـ إنبهار علي ذلك المحتال بـ التأكيد سيبتزه او شئ من هذا القبيل !
بينما رد الاسمر علي الهاتف و غادر جانبا ليتحدث بـ حريه

إقتربت كارما من عمر وهمست قائله : مين الناس دى شكلهم بلطجيه او أقطاع طُرق !!
- صدقينى دول آسوأ....
عاد الاسمر وهو يقول بغضب : لينا مقايله تانيه يا إبن الحديدى .... وإنتى آنسه كارما  !!

تشبث عمر بقبضه كارما وترك له إبتسامه ساخره ثم رحل معها كما جاء سالم .... ظنت كارما آن بـ قدومه ستحدث إشتباك بـ الرصاصات ولكن ما حدث غير متوقع ؟

سحبت قبضتها منه وركبت السياره بـ هدوء تفكر ، إن كان مُقدر لها الزواج من عمر كما تقول فاطمه لكانت إنتحرت علي الفور !! قاتل و غبي وآحمق بالاضافه الي أنه لوح ثلج بتحرك و يتحدث بدراما
- حمدالله علي سلامتك آنسه كاراميلا ..

آدارت نفسها له تنظر بـ غضب فهتف هو بنبرته الإعتياديه : خدتيلي كام صوره ؟
- إنت بارد ليه كدا....مين الناس دى !
- يفرق معاكى ؟ أظن أنك خرجتي من وسطهم من غير أذي ..!؟

ضربت تابلوه السيارة بـ قبضتها و هتفت بـ حدة : كان ممكن آتأذي بسبب واحد زيك حقيقي فاطمه غلطت إنها اختارتك ، انت الناس اللي حواليك ممكن حد منهم يموت بسببك

- إنزلي...
- إنت جيت بس عشان مصلحتك عشان الملف غير كدا كنت إتقتلت !!
- إنزلي...
- انا بكرهك ....
- إنزلي ...
نظرت له بعضب و ترجلت من السيارة لـ داخل القصر وهى تتذمر من ردودة السخيفه

صعدت الدرج بـ خطوات آشبه بالركض و دلفت غرفتها صافعه الباب خلفها بقوة .... تطلعت بغرفتها المُبعثره !! كما توقعت بحث بـ غرفتها ولم يجد شئ فـ إضطر لإنقاذها

خلعت سترتها السوداء وقذفتها بـ غضب علي الفراش ثم إتجهت الي المكتب و زحزحته بعيداً عن الجدار بصعوبه لـ تظهر تلك الفتحه الخفيه بـ الجدار

وضعت يديها بـ داخلها لـ تجدها فارغه !!!!! إين الملف ؟ آدخلت يديها قليلاً لـ تخرج تلك الرساله

إعتدلت في وقفتها تتطلع لـ الورقه بدهشه ! عمر وضع لها رساله وآخد الملف
 الغبي اللي يفكر إن الناس كلها أغبيه يا آنسه كاراميلا
إذاً هو حصل علي الملف لما آنقد حياتها كان ممكن تركها طالما حصل علي مبتغاة  ! كورت الورقه بـ قبضتها والقتها بـ سله المهملات ثم ألقت بـ ذاتها علي الفراش و غفت

صباحاً

خرجت فريدة بـ رفقه لؤي الي الحديقه  ،  قرر لؤي آن يمارس لعب الكره معها  لسببين ، الاول لـ يخرجها من توتر الدراسه و الثانى لانه يفوز كل مرة عليها

هتفت فريدة بـ قنوط و هى تعصج شعرها للأعلي
- لؤي انا مش عايزة العب كوره انت علي طول بتكسب  .... انا هروح اغير و اذاكر
آشارت علي ملابسها الرياضيه و التفتت للمغادرة ولكن أوقفها لؤي بقوله : يابنتى كفايه مذاكرة بقي .... بصي لو خسرتي هجبلك اللي إنتى عاوزاة يلا

- ثانيه بس دماغي عملت Error مش المفروض لو كسبت !!
وضح قائلاً وهو يضع الكره بين قبضتها : لا إخسري إنتى بس وبطلي كلام ....إحدفي الكورة

رفعت منكبيها بلا مبالاه و دفعت الكره بقوه لـ تقع بـ حديقه القصر المجاور لهم
نظر لها لؤي بـ غضب وهتف بحدة : ينفع كدا..... إتفضلي بقي روحي هاتي الكوره وذاكري انا غلطان يا شيخه ..

غادر هو للداخل تاركاً إياها تقف مصعوقه ... هو اراد آن تدفعها فـ فعلت !!
خرجت من القصر وسارت خطوتين حتي وقفت أمام القصر المجاور

قضمت أضافرها بـ توتر و قلق .... جدتها المرحومه دوماً كانت تقص عليهم أحاديث عن ذلك القصر
أنه قصر مسكون بـ الجان !! هى تعلم آن جدتها كانت تخترع تلك القصه ولكن الان هى خائفه

دفعت الباب الجانبي بـ قبضتها لتجدة مفتوح ، دلفت أيضاً وهى تتطلع بـ الحديثه في إنبهار  ،  تلك الحديقه أجمل من حديقتهم بمراحل و يوجد آيضا نافوره مياه !!

- إنتى مين !!

هدر شخص ما بـ حدة لتلتفت فريدة علي الفور صارخه ومن خوفها وقعت آرضاً تتطلع بذلك الرجل بقلق

دقت السكرتيره باب الغرفه ودلفت قائله لـ عمر بعمليه
- مستر عمر.....في واحدة برا إسمها كارما الزاهد مصممه تشوفك ومن غير معاد
رفع أنظارة سريعا ثم هتف بخشونه : قوليلها تدخل
التفتت السكرتيره ودلفت كارما تجلس

- نعم يا أنسه كاراميلا !!
- اولا بطل تقولي كاراميلا... ثانياً أنا عندى ليك عرض

- لو العرض دا في غلط وإساءة زي كلامك إمبارح يبقي اتفضلي إمشي !!

إعتدلت في جلستها لـ تقابله ثم خلخلت أصابعها بين خصلاتها لتزيحهم من آعينها وتحدثت بـ إبتسامه حتى تقنعه بعرضها المُغري في نظرها هى !

- انا عرفت إنك هتتجوز فاطمه عشان تبقي رابطه بين العيلتين و صورة للشراكه اللي بينا .....  طبعا عشان نسددلك الفلوس

همهم بـ تفهم وقال : جدو مبيخبيش عنك حاجه خالص ؟
تغاضت عن سخريته وتابعت بـ هدوء تحاول الحفاظ عليه قدر الإمكان

- انا هتنازل عن نصيبي من الاملاك ليك والورث وكل  حاجه بشرط إنك تسيب فاطمه وتبقي علاقه شغل فقط بين العائلتين
أنهت حديثها في إنتظار ردة .... خوفاً علي إبنه عمها شقيقتها المحببه من بطشه دفعها لـ تتجرأ بعرض قوي فقط من آجلها وستفعل المستحيل حتي تضمن سلامتها !
- إنتى جايه تهزري صح !!
تحدث بقهقه فتوقفت علي الفور وقالت بـ ترجي : أرجوك يا عمر....أنت حاجه و فاطمه حاجه تانيه ، لو عرفت حقيقتك ممكن يحصلها حاجه .... بص من الاخر أنت مش محل ثقه وأمان ليها

- وإنتى مين عشان تقرري إيه اللي ينفع وإيه اللي مينفعش !؟

نظرت له بـ غضب وسحبت هاتفها للمغادرة فـ الحديث لن يجدى نفعاً معه ولكنه آوقفها قائلاً
- آنسه كاراميلا...... ياريت بعد كدا تهتمى بـ اللي يخصك بس متبقيش فضوليه ...... الفضول آخره وحش !!

كادت آن تعنفه ولكنه قطعها بقوله : ومش هبطل آقولك كاراميلا عاجبني اووى !

تأوهت فريدة آثر إرتطامها وكادت آن تبكي من حرج موقفها الان بألتأكيد الرجل يظنها سارقه !! ولم يكذب حدسها فـ تقدم الرجل الاربيعينى نوعا ما وسحبها بقوة ضاغطاً علي ذراعها النحيف .... هدر بحدة آجفلتها

- قولت إنتى مين وازاى دخلتى هنا !
هوى قلبها آرضا من معاملته الخشنه معها ....فـ سحبها هو تجاه القصر قائلاً
- دا يعتبر تعدى علي آملاك خاصه
- إنت موديني علي فين
حاولت سحب ذراعها من قبضته التي تشبه الاصفاد الضيفه ما نوع هذا الرجل .... هه آربعيني ضخم و قوى معادله متنافرة نوعا ما

- يا عم إستهدا بالله أنا مش حراميه ولا شحاته .... انا في حاجه وقعت عندكم وجيت أجيبها !!
ترك ذراعها عندما دلف بها القصر وصرخ بصوت عالي : كرم يا كرم تعالا شوف لقيت أنهى بلوة

- ما تحسن ملافظك يا حاج مش عايزة أغلط منك الصبح عشان راجل كبير

- في إيه يا عمى ؟
إلتفتت علي مصدر الصوت لـ تجدة هو صاحب البينه صباح البارحه !! و شاب حادثه السيارة ما تلك الصدفه !!

- لقيت البنت دى عماله تلف في الجنينه .... شكلها شحاته
نظرت فريدة له بسخط وآشارت علي هيئتها قائله : دا منظر شحاته , يا حاج والله انا
قطع حديثها وهو يوجه بندقيه الصيد آمام ناظريها لتصدر منها شهقه تشبه الصراخ
- بطل تستفزيني وتقولي يا حاج !!
- خلاص يا عمى....آنسه فريدة أنا آسف جدا
تحدث كرم وهو يسحب البندقيه من قبضته عمه ، بينما تنهدت فريدة قائله

- حضرتك بتاع العربيه....بس إنت عرفت إسمي منين ؟
نظر لـ عمه بتوتر وهتف : السواق بتاعك....كان بينادى عليكي بـ فريدة

- أه....انا آسفه جدا علي دخولي المفاجئ بس ملقتش لا حارس ولا غفير برا وفي حاجه بتاعتي وقعت عندكم ...

آشارت علي القصر المجاور وهتفت : انا جارتكم من قصر عائله الزاهد ...

- نورتينا ..... إتفضلي أجبلك حاجتك
إبتسمت له إبتسامه متسعه لـ تظهر عن نغزتيها وسارت خلفه هو و عمه الغاضب

- اهى هناك ....
توجهت تجاه تلك الكره الملعونه وإلتقطتها بسعادة غامرة ثم إعتذرت مرة آخري : اسفه مرة تانيه....بس انا مش شحاته والله
نظرت لـ العم مجهول الاسم بلؤم فتطلع بها بـ تقزز ثم إبتسمت من جديد علي هيئته
- نورتينا يا آنسه فريدة
- لالا بلاش آنسه ، فريدة بس او ديدا

هز رآسه لها وهو يتطلع بـ آعين لامعه لها فـ لوحت هى مودعه إياهم وغادرت ..... التفتت وهو يبتسم لـ يجد عمه عاقد ذراعيه أمام صدرة ناظرة لها بنظرات بائسه يعلم آن إبن آخاه لن يكل ولن يمل عن المحاوله.

رواية صهباء أشعلت صدري الفصل الثالث عشر

المشاهدات


دلف مجموعه من الشرطه والاطباء الي الغرفه بعدما بلغتهم الممرضه بـ سوء المعالجه التى تتلقاها كارما من الطبيب المجنون والمساعد الخاص به

عاد كلاهما للخلف يتطلعا بـ دهشه وخوف إنفضح آمرهما ، آردف آحد الاطباء وهو يستشعر نبض كارما
- مفيش نبض .... جهاز الإنعاش بسرعه !!
صرخ بـ الممرضه فـ آحضرته علي الفور وبدأ في محاولات بآئسه إحياؤها

- بقالها ٦ دقايق مفيش نبض
تحدث الطبيب المختل وهو يتلعثم إن ماتت سيعاقب هو من قبل القانون !! رمقه الطبيب الآخر بـ غضب آخرسه فسحبهما رجال الشرطه خارجاً

إقتربت الممرضه منها وآخدت تنعش قلبها يدوياً وبداخلها بصيص من الامل
- وقت الوفاه ١٢ : ٥
تحدث الطبيب بيأس وهى يعود الي الخلف حتى تدون الممرضه الوقت ولكنها لم تستمع له من الاساس ، كل ما تفعله هو إنعاش قلبها بقوة

هزها الطبيب آن تبتعد ولكنها صرخت تخبرة آن يبتعد هو فهى لن تكل ولن تمل حتى تفعل آكثر من اللازم !!
- خلاص يا تيسير ماتت !!
رفعت تيسير الممرضه قبضتها وبـ لحظه آنزلت بها للآسفل لترتطم بـ صدر كارما

شهقه عاليه آتت من كارما جعلت الممرضه تبتسم بدموع ، كارما منذ آتت المصحه وهى قريبه منها وفراقها صعب عليها !! آنفاس كارما المتحشرجه سيطرت علي الآجواء نظرت لهم بآستغراب ماذا حدث !؟

- حمدالله علي السلامه يا كارما
تحدث الطبيب وهو يرتب علي كتفيها ، فـ نظرت له بآستغراب وقالت بدون استيعاب ودهشه : مش هتصدقوا اللي حصل !! انا قعدت معاها ... روحى طلعت وقعدت معاها

- مين مامتك !!
تحدثت الممرضه لتومئ كارما رآسها بـ آجل
ركز الطبيب معها ، نطقت آخيراً فقدت نطقها من عامين والان آصبحت تتحدث ، ويبدو آن آشياء حدثت معها خلال الخمس دقائق !!

- مين !!
تحدثت كارما بصوتها الناعس بعدما إستمعت لـ صوت طرق الباب
إعتدلت في جلستها علي الفراش وجالت ببصرها في الغرفه محدثه نفسها متى آتت الي الغرفه ، هى غفت بـ الحديقه ليله آمس يبدو آنها تسير آثناء نومها

إزداد الطرق فـ إتجهت وفتحت باب الغرفه بنصف عين
- كارما ممكن تشرحيلي السؤال دا
تحدثت فريدة ببراءة متصنعه وهى تناولها الكتاب ، نظرت كارما لها شزراً وقالت : طبعا إدخلي

ثم صفعت كارما الباب بوجهها مانعه إياها من الدخول .... تحدثت فريدة من الخارج قائله
- شفتي انك بنت عم مش جدعه !!

- بس ياستى هتوزنى المعادله والنواتج هتبقي  2Nacl .... فهمتى !!

تحدثت كارما بأبتسامه مشرقه لـ فريدة ، سحبت فريدة الكتاب من آسفل قبضته كارما ودونت المعادله الصحيحه ثم قالت وهى تسفق كـ كلاب البحر : طبعا فهمت دى سهله جدا معرفش كنت مستصعباها ليه .... عن إذنك بقي يا حبي

غادرت فريدة من آمام كارما فـ توقفت كارما وتوجهت الي الحديقه تُجري إحدى إتصالاتها .... لمحت عمر يسير تجاه باب الخروج فركضت خلفه قائله
- استنا إستنا يا عمر !!
توقف عمر عندما إستمع الي إسمه منها لاول مره !! ، إرتطمت رآسها به فور آن وقف فجآة
وضعت قبضتها علي رآسها بـ تألم ومالت للخلف ولكنه آمسك بخصرها قائلاً بتوتر :
- إنتى كويسه !!
- إنت مصنوع من إيه !! حسيت إنى خبطت عمود

ترك خصرها علي الفور عندما شعر بحراره تحتاج قبضته وقال بفتور : آفندم ..
- هتيجي النهاردة علي الغداء
- حضرتك خطيبتى .... مراتي !! بنت عم امى
آردف بـ سخريه من إهتمامها المفاجئ بألتاكيد تحيك آمراً ما ، آمسكت بخصلاتها الحمراء وعادت بها خلف آذنها ثم هتفت بتوتر وإبتسامه ساحره

- بحاول آحسن علاقتنا بـ بعض ..
- بس انا مش عايز علاقتنا تتحسن إبعد عنى آنسه كارما لانى لما بشوفك مزاجي بيتعكر !!

نظر لها بلامبالاة والتفتت لـ يغادر فوقفت في طريقه مرة آخري قائله : مش بمزاجك....اووف عمر
ضربت جبهتها وتحدثت بـ سرعه وهى تبتسم : بص من الاخر هتقول مش عايز علاقتنا تتحسن فانا هقول لا وهفضل آقرفك في عيشتك لحد ماتقولي سماح يا كارما ياريتنى وافقت إن علاقتنا تتحسن وتتمنى الزمن يرجع لـ اللحظه دى !!

- خلصتي !!
تحدث بحدة آسكتتها وجعلتها ترتد للخلف ليرحل ، مر من جانبها حيث تقف سيارته وإستقلها
التفتت كارما وسارت تجاه القصر تسبه داخلياً بالطبع ولكنها إستمعت له وهو يقول بتكبر
- هاجى علي الغدا
إتسعت إبتسامتها كما كانت ودلفت الي الداخل وبداخلها يرقص فرحاً يجب آن تتأكد أنه سيعود القصر حتي تذهب هى منزله وتنفذ مخططها !!

مساءاً

خرجت فريدة الي شرفه غرفتها ، آحكمت الوشاح جيداً حول جسدها الضئيل وزفرت الهواء من فمها الآجواء آصبحت باردة ها هما علي مشارف الشتاء تتمنى آن يحل بتروي وليس بقسوة كعادته

آمسكت كوب العصير بين قبضتها وآرتشفت القليل منه ثم رفعت آنظارها عندما وجدت من يقف قبالتها ولكن بـ القصر المجاور

- كرم .....!!
- فريدة...!!
تحدث وهى يتكئ بمرفقيه آعلي سور الشرفه فأبتسمت له مستفسره عن آحواله وعندما آجابها صمتا برهه من الوقت !! عاودت فريد سؤالها مره آخري بنبرة إعتياديه وهى ترتشف من الكوب

- إزاى قدرت تشتري القصر دا من صاحبه الاصلي .... انا فاكره إن جدو عرض عليه الف مره إنه يشتريه بس رفض !!

- عرضت عليه ضعف المبلغ
شهقت فريدة قائله بعدم تصديق : مش خساره ليك !! يعنى ليه تجازف وتشتريه بـ ضعف السعر وهو آصلا قديم !!

رفع منكبيه وهو يطالعها بـ آعين حالمه سعيدة لآبعد المراحل من الوقوف آمام آعينها الآمعه ... آعين تعطيك بريق فتنسحر بهم !!

- بصراحه بيطل علي منظر إتمنيت آشوفه قصادي
- يبقي يستحق فعلا إنك تشتريه ضعف

إبتسمت له وهى تضع الكوب آعلي سور الشرفه ثم قالت مرة آخري : إنت عايش مع عمك آقصد وحيد الآخوات !!

- انا ياستى إسمي كرم وعندى ٢٨ سنه مهندس بترول وكان عندى آخ في سنك بس إتوفي من سنه

وضعت قبضتها آعلي فمها بأحراج وتحدثت معتذرة : آسفه مكنتش آعرف !!
- ولا يهمك

رن هاتف فريدة فـ إستاذنت منه ودلفت حتى تجيب ، تحدث مع صديقتها بسعادة آخذن دقائق يتسايرن ثم آغلقت الهاتف عندما آخبرتها ربه القصر آن الغداء جاهز

دلفت الي الشرفه لتأخذ كوب العصير ولكنه وجدته آنه إرتشفه بأكمله ، رفعت حاجبها بإستغراب فتحدث هو قائلاً
- العصير حلو مقدرتش آقاومه
هزت رآسها بـ هدوء وبداخلها متضايقه ، اليس من الذوق آن يستأذن منها !!
- بيقولوا إن اللي بيشرب ورا التانى بيتجوزة
- لا إنت عجوز عليا ثم إن دى عادة هبله آوى

رفع حاجبه بغير رضا فـ هى نجحت بمضايقته ثم دلفت ..... السؤال هو هى قاصدة مضايقته ام لا ؟؟

ترجلت كارما من سياره الآجره آمام البنايه ، تطلعت بـ الارجاء بخوف هى تشبه اللصوص بالفعل ، دلفت الي الردهه وهى تبحث عن منزله

- عايزة مين يا آنسه ؟
التفتت الي حارس البنايه وقالت بتلعثم ملحوظ : لالا ولا حاجه
كادت آن تذهب ولكن آوقفها بقوله : عايزة شقه ٢٧ شقه عمر بيه !!
توقفت كارما بأحراج يبدو آن عمر زير نساء قوي ، التفتت الي الحارس وهزت رآسها بـ آجل
آردف الحارس بسخريه : ومالك مكسوفه كدا ليه مش دا شغلك عمر بيه مش فوق إطلعى لحد ما يجي ...

إبتلعت كارما العضه والإهانه بمراره وآخذت مفتاح المنزل هو لن يأتى

دلفت المنزل وآغلقت الباب خلفها ثم آخذت تدور وتتمعن في الآنحاء ،  المنزل منسق ومرتب بـ الفعل يستحيل آن تكون تلك شقه عازب !!!
الطابع الحديث مهيمن كثيراً ، مطبخ أمريكانى وآسع أسود اللون ذو نقوش في الارضيه والجدار والرخام باللون الآحمر القاتم و ردهه طويله بها خمسه أبواب

فتحت الباب الآول لـ تجد غرفه المكتب ، بها عدة رفوف مليئه بـ كتب إدارة الاعمال و علم النفس
إبتسمت بسخريه يبدو آنه قاتل مثقف فعلا !!

فتحت الباب الثانى ، باب غرفه المعيشه ليس بها شئ يذكر سوي آنها كحال آى غرفه ممتلئه بـ شاشه تلفاز وحاسوب وآريكه وماشابه

الباب الثالث باب غرفه نومه ، دلفت كارما تتطلع الي الفراش الواسع ذو اللون الابيض وشراشيف مزيج من اللون الاخضر والاصفر والزيتى
فتحت دولاب ملابسه المكون من قسم الجوارب وقسم الملابس الرسميه والخارجه وقسم الاحذيه كم هو مرفهه !!

- طب هو ليه قال إنه شقته مش جاهزة وجه يسكن عندنا ...!!
آردفت بـ تفكير وحيره ، هو قال ذلك ولكن مارآته عكس ذلك !!

آغلقت الدولاب والآضاءة وخرجت كانت تقف
كادت آن تغود الي غرفه المكتب وتبحث عشوائياً ولكن إستمعت لصوت مقبض الباب يفتح ويدلف هو !!! لم الامور تسوء

رواية صهباء أشعلت صدري الفصل الثاني عشر

المشاهدات


خرجت فريدة من القصر خلسه وذهبت الي إحدى الكافيهات التي إعتادت الجلوس بها لـ شده هدوئها
بالطبع لم تترك كُتبها بـ القصر بل آخذتهم معها وجلست تحتسي قهوه وهى تدرس !!
آخذت تدون الآشياء المهمه بـ إحدى آوراقها .... ٱستمعت الي صوته المآلوف الذي إنتشلها
- صباح الخير آنسه فريدة!!
رفعت آعينها لـ تقابل آعينه ورسمت علي وجهها إبتسامه بسيطه : صباح النور ....إستاذ كرم

- كرم بس....
- لا استاذ كرم طالما آنا آنسه فريدة !!
إبتسم لها بأعجاب فـ قالت بـ دهشه وإعتذار لقله ذوقها ...
- اووة .... إتفضل اقعد انا آسفه !!
جلس مقابلاً إياها يتأملها عن كثب كما إعتاد آن يفعل ولكن تلك المره عن قرب و محاورة بينهم .... تطلع بـ الآرجاء قائلاً : المكان هنا حلو جداا.... إنتى متعوده تيجي هنا ...؟

إرتشفت قطرات القهوة وهزت رآسها بـ آجل قائله : الثانويه خلتنى آتعرف علي آماكن هاديه زى دى ..... نظراً آن القصر ٢٤ ساعه دوشه
إبتسم لها فـ تابعت مره آخري : وانت بقي متعود تيجي هنا
- حد بحبه بيجي هنا علي طول فـ آدمنت المكان !!
- حد محظوظ بقي ...!!
- حاجه زى كدا
ٱبتسما الآثنان فـ عادت تتطلع في الكتب  ،   وهو يرتشف من قهوته الساخنه

دقت السكرتيره علي باب مكتبه فـ آمرها آن تدخل
، قالت بـ نبره متعنجه
- مستر إياد في إجتماع النهاردة الساعه ٦
نظر لها بـ نظرات مبهمه وآشار لها بـ الآقتراب فـ فعلت هى بـ صدر رحب وجلست علي حافه المكتب بجانب مقعده

طوق خصرها بـ ذراعيه وسحبها فـ جلست علي قدميه بأبتسامه عذبه إختفت فور آن شد خصلاتها للآسفل وحلت محلها صرخه شبه مرتفعه
بينما هو نظر لـ شعرها الآحمر بأمتعاض و نفور !! الآحمر ليس لون شعرها الحقيقي
- إيه اللون دا !!
- انا عرفت إنك بتحب الشعر الآحمر ...فـ

آسكتها بـ حدة وهو يشدة آكثر فـ آكثر : بحب الشعر الآحمر بس مش عليكي واضح كلامى ؟
هزت رآسها بـ دهشه فـ سحب آنامله من خصلاتها وإبتسمت له مستمتعه بـ قسوته تلك معها كم يليقا ببعضهما متملك و ساديه !!

طوقت عنقه بـ ذراعيها ، كان علي وشك آن يقبلها ولكن فُتِح باب الغرفه علي مصرعيه لـ يجدها تقف آمامه مصعوقه ...... فقال بتلعثم : كـ..كارمااا إستنى

دلف كرم القصر وهو يطلق صفيراً سعيداً  ، آصبح يتمنى الجلوس معها بعد اليوم فـ هى عفويه و جميله كثيراً لم يتوقع آنه سيحبها آكثر !
تلاشت إبتسامه عندما رآي عمه إعترض طريقه .... قال بحدة : كنت فين يا كرم ؟

- مع فريدة يا عمى !!
- انت خلاص دماغك ضاعت صح ..!؟
نفث كرم في الهواء بملل من تكرار الحديث الا يمل ذلك العجوز آبداً ، آردف كرم بـ حدة : يا عمى بحبها !!
- يابنى دا غلط دى لسه صغيره إبعد عنها آحسن

- مش بعد ما عملت كل حاجه وكل دا تقولي أبعد عنها لاا يا عمى.....لا !!
صرخ بحدة جعلت العم يرتد لـ الخلف
- مش بعد اللي عملته لا  ،  فريدة من نصيبي آنا انا اللي هفوز بيها انااا

آعين كرم آصبحت سوداويه دمويه ، عروق جسدة الزرقاء برزت ومفاصله إبيضت من فرط غضبه ، آشار العم له آن يهدأ فـ فعل ! مسد كرم علي شعره الناعم وقال بهدوء وكأن لم يحدث شيئاً : كدا تعصبنى !! .... تشرب شاي ؟
ثم غادر الي غرفته تاركاً عمه يتطلع في طيفه بيأس .... حبه الجنونى لـ تلك الفتاه سيرهقه كثيراً هو يعلم !!

دلفت كارما مكتب والدها عندما وجدت إياد في ذلك الوضع المُخجل ، هى آتت الشركه حتى تستدرجه بـ الحديث و تعلم إين منزل عمر ولكن ما رآته ليس جيداً فـ فضلت آن تذهب الي والدها

- الدكتوره كاراميلا بنفسها هنا !! لا دا إحنا نوزع حلويات علي الشركه !!
تحدث رفعت والدها بـ تعظيم لتنفرج عن شفتيها إبتسامه خجله ..... إحتضنه كارما بسعادة وهتفت : اعمل ايه بقي بابا عايشين مع بعض بس بشوفه صدفه فقولت آعمل زياره وآعزمه علي الغدا فكرك يوافق

تحدث بأخر حديثها بمكر وهى تتصنع التفكير ، آردف والدها بـ شك : مش عارف والله !! اظن إنه ممكن يوافق وممكن لا بس انا عندى فكره آحلي

- إيه !!
- تسيبك منه وتأخدينى انا !!
- بس كدا بابا يزعل !!؟
تحدثت كارما بأبتسامه عذبه فـ تابع والدها قوله : يتفلق.....يلا بينا
تأبطت ذراعه وتحدثا الإثنان في الوقت ذاته كما إعتادا سابقاً
- الي الانهائيه وما بعدها ...!!

- بتعملي إيه يا ديدا !!
تحدث لؤي وهو يهم بـ الجلوس بجانبها ، تحدثت فريدة وهى تتطلع بـ الاوراق دون آن ترفع آنظارها
- بلعب بلياردو ..
آخد الاوراق من قبضتها فـ التفتت قائله بضيق
- بابا بيخيرنى وقال يا تجيبي مجموع تدخلي طب يا اما هجوزك .....

- هايل وانتى إختارتي إيه
- اتجوز طبعا انا مش حمل تعليم ، مش دا المهم دلوقتي دور علي عريس شرط انه يكون دكتور عشان بابا عاوز يعايرني بيه

قهقه لؤي علي تفكيرها وحديثها الجادى ... وضعت رآسها آعلي قبضتها ثم ضيقت آعينها بـ ضيق : انا بتكلم جد !!
- خلاص ياست ديدا .... عريسك عندى
- الله بـ السرعه دى طب مين !؟
ضرب آنفها بـ سبابته وقال بهدوء وهو يقترب من وجهها المتحمس ثم آردف بسعادة  : انا .

حملقت به عدة مرات بـ دهشه غير إعتياديه ... ألجم لسانها لفتره وجيزة من الدقائق ، آهذا مزاح آم جد !!
عادت برآسها للخلف تبتعد عن آنفاسه التي تلفح وجهها بـ دفء وهتفت وهى تخفي وجهها بين الكتب كما تخفي دقات قلبها العاليه بين ضلوعها

- بس إنت مش دكتور ....
- إنتى اللي هتبقي دكتورة .... لان من حبك جانى سكر وباخد آنسولين !!
إبتسمت بوجهه يشبه حبات الطماطم وقالت بـ حدة خفيفه : خلاص روح اذاكر انا غيرت رائي مش هتجوز البنت ملهاش الا تعليمها !
تحدث هو قبل آن يغادر من آمامها : بس انا لسه علي موقفي !!

مساءاً
جلست كارما آمام والدها في إحدى المطاعم للمأكولات البحريه ثم إنتفقا علي صنف لهم وجلسا يتحدثاً في مختلف الامور

- بابا
إنتبه رفعت لها وتحدثت بـ حب وحنان : عيونى !
- ممكن آعرف إنتً بتشتغل إيه ؟
قهقه رفعت علي سؤالها السادج والغريب حتي هتف ساخراً : نجار قبل الظهر وبعد العشا سباك

نفثت الهواء من فمها بـ ضيق وتطلعت بـ الجهه الاخري بعيدا ً ، تطلع والدها بـ عدم فهم من ضيقها ثم
آمسك قبضتها بين قبضته وتحدث مستفسراً من تغييرها الجدري تلك الفتره

- في إيه يا كاراميلتى !!
نظرت له بآعين ملآتها العبرات الخاذله ، جاهد عقلها الا تذرفهم ولكن فعلت
- بتشتغل إيه يا بابا مع عمر
- بنشتغل في الشركه يا كارما..... إنتى بتعيطي ليه يابنتى
سحبت قبضتها وقالت بنبرة شبه عاليه : لا يا بابا إنتوا بتشتغلوا في حاجه لها علاقه بـ القتل !! انا سمعتكم ؟

- يابنتى ....
كاد آن يكمل حديثه بتوضيح ولكن قاطعته بتوضيح : بابا انا مش صغيره متحاولش تخترع تفسير ليا

- يلا يا كارما عشان نروح
تحدث رفعت وهو يهم بـ الوقوف ، نظرت له بيآس من التهرب ويآس من كل شئ
إبن الحديدى هو السبب بكل الامور السيئه منذ دخوله العائله والسئ يحدث

بعد منتصف الليل !
بعد خلود الجميع الي النوم خرجت كارما من غرفتها متوجهه الي الحديقه ثم فردت جسدها علي العشب بـ الحديقه تتطلع بـ السماء في شرود
الآن هى تخطط آن توقع الحديدى بـ فخ تذكرت الان آمر الملف الشامل معلومات عنه وعنوانه به سـ تفعل شئ خطر تلك المره
آغلقت آعينها من الارهاق تتذكر آنها كُتِب لها آن تحيا مره آخري آثناء إقامتها بـ المصحه ولكنه صدفه !!