اسمه هو نوح بن لامك بن متوشلح بن إدريس بن يارد بن مهلاييل أو مهلائيل بن قينان أو قينن بن أنوش بن شيث بن آدم، وقد ورد في السيرة بأن نوح جاء بعد آدام بحوالي الف عام أي عشرة قرون حيث ذكر النبي صل الله عليه وسلم” كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام”.
كان نوح بين قوم ممن يعبدون الأصنام، وجاء الأمر إلى نوح بدعوة قومه إلى الإسلام وعبادة الله الحق وبدأت رحلته التي استمرت حوالي 950 سنة كما جاء في القرآن الكريم ” فَلَبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا” وخلالها لم يترك نوح طريقة أو وسيلة لدعوة قومه للبعد عن عبادة الأصنام والتوجه إلى عبادة الله والإسلام فقدم لهم وسائل الترغيب والترهيب، كما ورد في قصة نوح عليه السلام في القرآن ” اعبُدوا اللهَ ما لكُم من إلهٍ غيرهِ إنِّي أخافُ عليكم عذابَ يومٍ عظيمٍ”.
قيل بأن القوم كانوا يقومون بإيذاء نوح بشكل كبير حتى إنهم كانوا يقومون بخنقه إلى أن يصاب بالإغماء، ومع إستمرار الدعوة ومرور الأعوام كان كل قرن أسوء ممن قبله وكانوا يتهمون نوح عليه السلام بأنه مجنون كما توارثوا عن آبائهم، إلا إن ذلك لم يفت في عضد نبي الله نوح بل ظل على طريق دعوته، إلا إن دعوته لم تجد صدى كبير لدى قومه إذا لم يؤمن معه إلى القليل من القوم.
أوحي إلى نوح من الله عز وجل بأن من آمن من قومه هم كل من سيؤمنون به ولن يكون هناك المزيد ” وأُوحيَ إلى نوحٍ أنَّهُ لن يُؤمِنَ مِن قومِكَ إلا مَنْ قد ءامنَ” وهنا دعا نوح عليه السلام ربه أن لا يدع على الأرض أي كافر حتى تتطهر ” ربِّ لا تذر على الأرضِ مِنَ الكافرينَ دَيَّارًا* إنَّكَ إنْ تذرهُم يُضِلُّوا عِبادكَ ولا يَلِدوا إلا فاجِرًا كَفَّارًا” وقدم الشكوى إلى الله مما يلاقيه من قومه فأوحى له الله أن يقوم بصناعة الفلك والتي عرفت بيننا بسفينة نوح وطوال المدة التي كان يقوم نوح بصناعة الفلك كم سخر منه القوم فلم يعرفوا السفينة من قبل.
اختلفت الأقاويل في حجم الفلك الذي جهزه نوح، وقد جهز نوح في هذا الفلك الطبقة السفلية للدواب والمواشي والوحوش، أما الطبقة الوسطى فجهزها للبشر، بينما الطيور جهز لها الطبقة العليا، وبعد الانتهاء من تجهيز الفلك جاء الأمر ” حتى إذا جاءَ أمرنا وفارَ التَّنُّورُ قُلنا احْمِلْ فيها مِن كُلّ زوْجَينِ اثنينِ وأهلَكَ إلا مَن سَبَقَ عليهِ القولُ ومَنْ ءامَنَ وما ءامَنَ معهُ إلا قليلٌ”.
فار التنور فجمع نوح من آمن معه وكان منهم ثلاث من أبنائه سام، وحام، ويافث بينما قيل بأنه إبنه الرابع راح في الطوفان لأنه كان من الكفار، بدأ الماء بفوران التنور ثم جاء نزول المطر مما دفع الوحوش إلى التجمع حول الفلك فأخذ من كل نوع زوجين وعندما تم تنفيذ الأمر بجمع الدواب والطيور والناس كان إنهمار المطر ” ففتحنا أبوابَ السَّماءِ بماءٍ مُنهَمرٍ* وفجَّرنا الأرضَ عُيونًا فالتقى الماءُ على أمرٍ قدْ قُدِّرَ* وحَملناهُ على ذاتِ ألواحٍ ودُسُرٍ”.
اختلف العلماء في تحديد المدة التي استمر فيها الطوفان حيث أغرقت الأرض تمامًا فكانت المياه تغطي أعلى قمم الحبال الموجودة على وجه الأرض مما تسبب في إهلاك كل المخلوقات خارج الفلك، وقيل بأن الفلك استقر في أرض الموصل بعد أمر الله ” وقيلَ يا أرضُ ابْلعي ماءَكِ ويا سماءُ أقْلِعي وَغيضَ الماءُ وقُضِيَ الأمرُ واستوت على الجودي وقيلَ بُعدًا للقومِ الظالمينَ”، و” قيلَ يا نوحُ اهبط بسلامٍ مِنَّا وبركاتٍ عليكَ وعلى أمَمٍ مِمَّن معكَ وأممٌ سنُمَتِّعُهُم ثمَّ يَمَسُّهُم مِنَّا عذابٌ أليمٌ”.
لقب نوح عليه السلام بابو البشرية الثاني حيث أن كل النسل الذي عمر الأرض بعد حادثة الطوفان من نسل نوح فقط فالبشر ممن نجوا مع نوح لم يكن لهم نسل وذلك تصديقًا لقول الله عز وجل ” وجَعلنا ذُريتهُ هُمُ الباقينَ”.
حدد العلماء عمر نوح بأنه عاش تقريبًا الف وسبعمائة وثمانون عامًا، أما فيما يخص اين دفن نوح عليه السلام فقد اختلف العلماء في تحديد المكان فهناك من قال بأنه دفن بالمسجد الحرام، وهناك من قال بأنه دفن في البقاع في قرية تسمى كرك نوح، وهناك من قال بأنه دفن في الموصل.
المصدر : قصص واقعية