هو يونس بن متى بن ماثان بن رجيم بن ايناشاه بن سليمان، إشتهر بأسم يونس بن متى، وذو النون، ويعرفه اليهود والمسيحيين بأسم يونان بن أمتاي، ويقال أنه من أسباط بنيامين بن يعقوب وهو أخو يوسف الصديق من أمه راحيل.
أرسل يونس عليه السلام لقوم سكنوا مدينة نينوى الموصل في العصر الحالي، وكانت المدينة بأسرها لا تؤمن بالله الواحد القهار، وكان عدد سكانها 100 ألف، ولم يؤمن مع يونس أحدا قط، وأذوا يونس وسخروا منه، وأتهموه بالجنون والسحر، قال تعالى:( إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ)، ولكن يونس عليه السلام صبر وتحمل كثيرا، حتى جاء يوم نفذ صبره تماما، وغضب من قومه غضبا شديدا وأخبرهم أن ينتظروا عقاب الله لهم، لكنهم عاندوا وأتستكبروا أكثر وأكثر، فرحل عنهم وتركهم.
وبعد ذلك تغير الحال في نينوى، وأحس الناس أن هناك شئ عظيم سوف يحدث، فخافوا وبكوا وأستغاثوا بالله لكي يرحمهم وينقذهم، ويرفع عنهم الكرب والعقاب، فآمن كل من في القرية، وندموا على ما فات من كفر وعناد، وتابوا إلى الله العزيز التواب، قال تعالى: (فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ).
ولما ترك يونس قوم نينوى لأنه سئم منهم ومن عنادهم وكفرهم، وخرج دون أن يأذن له الله تعالى بالخروج من القرية، توجه للبحر وركب أول سفينة وجدها، وكانت السفينة تحتوي على الكثير من البضائع والناس، ولما حل حل الليل، إرتفع الموج، وهبت الرياح، وإهتزت السفينة بمن فيها، وصاح من فيها، فألقى البحارة بكل البضائع الموجودة بالسفينة لكي لا تغرق السفينة، ولكن السفينة بدأت في الغرق شئ فشيئا، فقرر الناس بالقيام بقرعة لإختيار من يلقى من الناس من السفينة، لكي ينجوا الباقون، فكانت نتيجة القرعة في 3 مرات متتالية، إلقاء يونس في البحر، فإلقى يونس بنفسه في البحر، فبلعه الحوت، الذي أوحى له الله أن لا يؤذي يونس، قال تعالى:( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ)،وفي ظلام الليل، وظلام بطن الحوت، وظلام أعماق البحر، سمع يونس الأسماك ومخلوقات تسبح وتحمد الله تعالى، وأدرك أنه أخطأ بخروجه من نينوى دون أذن الله، فسجد وصلى ودعا فقال وكله رجاء، قال تعالى:( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ).
قال تعالى:( فلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، فلفظ الحوت يونس من جوفه على شاطئ من شواطئ البحر، وكان جلده قد رق، ودب في جسمه الضعف والوهن، فأنبت له الله تعالى نبتة اليقطين، فإستظل بورقها الكبير، وأكل ثمرها اللذيذ، الذي أمده بالقوة، ولما أستعاد قوته قررالعودة لقوم نينوى، فعاد لها فوجد أهلها أصبحوا مؤمنين.
لما مات يونس دفن في قبر بني حوله جامع سمي بإسم جامع النبي يونس في الموصل بالعراق.
كل قصة من قصص الأنبياء دليل على أن من يكون مع الله، ويتقي الله، ويتبع أوامر الله، ويبتعد عن كل ما نهى عنه الله تعالى، فاز بالخير في الدنيا والآخرة.
المصدر : قصص واقعية