إسلام طالب من طلاب المرحلة الثانوية، وهو يسكن مدينة الفيوم، وكان والديه منفصلين، وأخذت الأم أولادها الخمسة لينتقلوا للعيش في حلوان، وبحثوا كثيرا على شقة ليسكنوا فيها حتى وجدوا شقة ذات إيجار رخيص ومناسب لهم ولحالتهم المادية، وعندما علم سكان المنطقة أن أسرة إسلام ستأجر الشقة الفارغة، قالوا لهم هل أنتم مجانين، فشكت أم إسلام في الأمر، وسألت سمسار العقارات وأخبرته بما يقولون، فقال لها أنهم يريدون الشقة لأنفسهم، وأنه لم يوافق على ذلك لأن الشقة ذات مميزات كثيرة من حيث المساحة والموقع، شكت أم إسلام في الأمر وقالت له إذا كان هناك فيها عيب عليك أن تقول الآن، فقال لها السمسار أنها فقط تحتاج للترتيب وتصليح، أخذت أم إسلام المفتاح من السمسار، وذهبت وأولادها للشقة، فوجدوا الباب يغطيه التراب كأن مر عليه دهر ولم يفتح، وخرج الجيران ينظرون لأم إسلام وأولادها وهم يفتحون الباب ويدخلوها، وكانت الشقة مكونة من غرفتين وصالة واسعة، وفجأ صرخ أصغر الأولاد واستغاث بأمه وإخوانه الكبار، فقال لهم أنها رأى أمرأة مقطوعة الرأس وكانت رقبتها متدلية من ظهرها، وهذه المرأة تمشي من أول النافذة حتى باب الغرفة، وتكرر هذا عدة مرات، فقال له أخوته وهم يضحكون أنها خيالات وأوهام، لكن الأم لم تشارك أولادها الضحك والسخرية من أخيهم الصغير لشعورها القوي من وجود سر غريب وراء هذه الشقة، وقام الأولاد وأمهم بتنظيف الشقة، وأثناء التنظيف وجدوا آثار دماء لكنهم فسروها على أنها نوع من الدهانات المستخدمة لطلاء الجدران، وقاموا بفرش الأثاث الذي أحضروه معهم من مدينة الفيوم،
وكانت الغرفتين غرفة للأم والبنتين دينا وصابرين وغرفة للأولاد أسلام ومحمد وخالد، وفي الليل قام إسلام بمذاكرة دروسه كما تعود كل مساء ، وأقترب الفجر وقرر إسلام التوقف وشرب الماء قبل أن ينام، لكنه أيقظ أخوه محمد لشعوره بالخوف من الذهاب للمطبخ لوحده، لكن محمد رفض الإستيقاظ، فذهب إسلام لوحده للمطبخ ولكنه أحس بحركة من وراءه فالتفت فلم يجد أحدا نهائيا، فشرب وأيقظ أخوه محمد ليشرب ثم عاد للنوم، وفي الصباح ذهب الأولاد للمدرسة، ولما عادوا للبيت سألت الأم إسلام هل كنت تريد مني شيئا بالأمس لأنك كنت تضع القلم في فمك وكلمتك ولم ترد علي ، فأستغرب إسلام من كلام أمه وقال أنه لم يأتي لغرفتها بالأمس، وأنه قام ليشرب ومحمد شرب أيضا، لكن محمد قال أنه لم يستيقظ بالأمس ولم يشرب، فخاف الجميع مما حدث وقررت الأم أن تسال السمسار عما يحدث ، وأخذت أولادها معها، لكنهم لم يجدوا السمسار، فقرروا العودة للشقة حتى يقابلوا السمسار،
فنام الكل ماعدا إسلام الذي سهر لكي يذاكر ، لكن فجأ كوب الماء انسكب على كتبه، فركض ليأتي بشئ لكي يجففها وعاد ليجد كأن لم يحدث شئ ، ووجد أخوه خالد أستيقظ وقال أنه لن ينام وسيظل معه مستيقظ، ولكن بعد حوالي نصف ساعة قررا أن يناما فنام خالد بجانب محمد، فنام خالد وظل إسلام مستيقظا ، وفجأ صرخ إسلام وأستيقظ من نومه فوجد أمه وأخوته حوله وقالوا له أنه رأى كابوس، وأثناء حديثه وجدوا الطلاء الأحمر الذي ظنوا أنه دم عاد للجدران مع أنهم غسله جيدا وأزالوه جيدا من كل جدران الغرفتين ، ولكن الأم أخبرت أنهم مضطرين أن يتحملوا ما يحدث لأنهم لا يملكوا أي خيار آخر،
وفي أحد الأيام تحدث إسلام لزميل له في المدرسة الثانوية أسمه باسم، أخبره ماذا يحدث في بيتهم، ولكن باسم ضحك على كلامه فقرر إسلام أن يدعوه لمنزله لكي يذاكر معه ويرى بنفسه، وأتى باسم وذاكروا مع بعض ، ورن هاتف باسم وكان والده على خط فإستأذن إسلام من والد باسم أن يبيت باسم معه الليلة ويذهبا معا للمدرسة في اليوم التالي، فوافق والد باسم، وظل باسم وإسلام يذاكرا حتى جاء وقت النوم فنام باسم في الصالة على أريكة ونام إسلام في سريره، وفي الصباح إستيقظ باسم مذعورا ولبس حذائه وذهب باسم وإسلام لمنزل باسم الذي إرتدى ملابس المدرسة بسرعة، ونزل لإسلام وقال له أنه لا يريد أن يكلمه مرة أخرى وقال لإسلام انه سمع صوت قدمين على سجاد المنزل، رأى تحت الأريكة يد سوداء ، وطلب من إسلام ان ينقذ أخوته وأمه، فركض إسلام لمنزله وطرق الباب ففتحت أمه الباب بسرعة، وركض إسلام للأريكة فوجد الذراع السوداء التي وصفها باسم تحت الأريكة ولما أخرجها صرخت أمه بصوت عالي، وأستيقظ كل من في الشقة، وخرجت صابرين مقطعة الشعر وكانت على جسم دينا آثار ضرب مبرح، وإنقطع التيار الكهربائي عن الشقة، وصرخ الجميع، وسمعوا على باب الشقة أصوات طرقات على الباب، وقام الجيران بكسر الباب ، ورأى الجميع صورة أمرأة مقتولة في المرآة ، فقال الجيران هي تلك المرأة التي قتلت من فترة
وأخبروهم أنه كان في الشقة زوجين وكانت الزوجة حامل ، وفي يوم من الأيام أتت ضرة الزوجة وأخوها وهجموا عليها وشدوا شعرها وقاموا بتقطيعه، وقاموا بتكميم فمها وخنقها وقاموا بتقطيع الجثة، ورموا أشلاء الجثة في القمامة ولما وصلت الشرطة لحل لغز الجريمة وجدوا كل أشلاء الضحية ما عدا ذراعها الشمال، والسمسار هو صاحب الشقة الأصلي ، والسمسار هرب بأموالكم، فقررت الأم ترك الشقة والعودة للفيوم.
المصدر / قصص واقعية