كنت فيما مضى أعمل على شاحنة وكنت ممن يفضلون العمل في الليل، حيث أن الطرق تكون أكثر هدوءًا وكالعادة كنت في إحدى مهامي وكانت الساعة تقترب من منتصف الليل وكان الطريق خالي من السيارات وكانت الأجواء جيدة ولا تنذر بأي تغير، إلا إنه وفجأة انقلبت الأجواء وبدأ المطر في الهطول بشكل غزير كما أن البرق كان كثيف حتى أن الطريق كان منير وواضح بشكل أثار القلق في نفسي، وكانت أصوات الرعد مرعبة وقوية، ومع ما تسلل إلى من الخوف بل الرعب الذي لم أدري ما سببه بالتحديد اضطررت إلى إيقاف الشاحنة لبعض الوقت.
حاولت التخلص من هذا الهاجس والإحساس بأن هناك شئ مريب فيما يحدث حولي، وبعد أن هدأت نفسي قليلًا بدأت في التحرك لاستئناف الطريق إلا أنني لم أكد أتحرك من مكاني إلا ورأيت هذا النور في منتصف الطريق ومع التدقيق لاحظت بأنه آت من سيارة تعيق الطريق، وكان يبدو أنها قد تعرضت إلى الاصطدام لأن مقدمتها كانت محطمة.
نزلت من الشاحنة وبدأت في الاقتراب من هذا الجالس في وضع غريب بجانب السيارة وأنا أسأله ما به وهل هناك ما أصابه، إلا إنني حافظت على أن تكون هناك بعض المسافة بيننا فقد كان الإحساس بالخوف والقلق يتزايد من هذه الوضع الغريب، فأجابني بأن رأسه يكاد يقتله ويحتاج للمساعدة وكان لا يجيب على أسئلتي ويطلب فقط المساعدة وهو ومازال على هذه الجلسة الغريبة إلى جانب صوته الذي أثار الرعب في نفسي.
كان الرعب يملئني إلا إنني لم افقد تركيزي وبدأت في تفحص السيارة والأنوار ولاحظت بأنها ليست سيارة وإنما مجرد هيكل لسيارة مع كشافات تشبه كشافات السيارة فقط، وكان كل تفكيري منصب على الهرب من هنا وبسرعة.
فجأة عاد صوته المرعب والذي أصبح مملوء بالغصب ألن تساعدني، لكن خوفي كان قويا وأخبرته بأنني لا أستطيع ويجب ان أرحل، وقف ولكن رأسه مازال متدليًا إلى أسفل وهو يتحدث لكن أنا أحتاج المساعدة وهنا ارتفعت رأسه، ولم أدري ما هذا فكل شئ في وجهه معكوس، لم أدري إلا وأنا أطلق ساقي للريح وأركض حتى وصلت إلى شاحنتي وأغلقت عليا أبوابها، وهو ينظر إلى من زجاج الشاحنة ويأمرني بصوته المرعب وملامحه المعكوسة وابتسامته التي تثير الذعر أن أنزل أو أن أدخله، إلا أنني لم أفعل إلا شئ واحد أدرت شاحنتي وانطلقت ولم أنظر خلفي ولم أنتظر أن أسمع أو أرى أي شئ أو اتبين من أو ما الذي رأيته وما طبيعته.
المصدر : قصص واقعية