اكتب ما تود البحث عنه و اضغط Enter

قصة أحببت مسيحية الفصل السادس

الرئيسية قصة أحببت مسيحية الفصل السادس
اوصلت فريده لبيت والدها.. قد مرت بضعه ايام لا بأس بها منذ ذلك الوعيد الذي توعدته لهم.. آمل ان يمر اليوم على خير…خاصه في عدم وجود ريهام
انطلقت الي الكنيسه
كنت سألت كريم علي شكل القسيس واسمه.. وتأكدت هذه المره انه لن يخدعني احد
دخلت الكنيسه.. وطلبت مقابله القسيس.. وقابلته.

وتحاورنا
اتفضل
سيادتك.. ليك سلطتك هنا في الكنيسه.. ومعروف بحكمتك…هل يرضيك ان فريده تبعد عن الكنيسه
فريده حره.. الي بيختار طريق المسيح.. هو حر.. والي بيعوز يبعد عنه هو حر..
مش قصدي.. قصدي هل يرضيك ان فريده تكره الكنيسه مثلا
لا طبعا.

طيب.. فريده مش حاسه انها مقبوله في الكنيسه.. حست من اخر مره تقابلتم.. انها مش ممكن تيجي تعيش حياتها هنا تاني
محدش منعها.. احضان الكنيسه مفتوحه لكل واحد.. ولا حد يقدر يمنع حد من عباده ربه وتأديت شعائر دينه
انا عمري ما حسست فريده انها مكروهه.

مش حضرتك.. بس انا عارف ان الجميع بيحترم كلمتك.. يعني فريده لما تيجي الكنيسه هنا.. خصوصا ان الناس عرفاها وحباها هنا.. وخدمتها في الكنيسه.. وحب الاطفال ليها.. كل ده ممكن تتحرم منه.. من الناس الي موجودين في الكنيسه .. هيستحقروها.. هينبذوها.. مشهيخلوها تحب الكنيسه مره تانيه
الوضع حساس .. انت مش مقدر.. لو كانت بنت مسلمه هي الي.

انا اسف لقطع كلام حضرتك.. وعارف ان الي حضرتك بتقوله.. بسمعه من ساعه ما حبيت فريده.. انا قصدي.. ليه حضرتك متقولش للناس ان مثلا.. ده هيكرهها في الدين.. ممكن يفتحلي مجال انا اكتر.. ان كده ممكن ادخلها الاسلام.. واستغل انها منبوذه في الكنيسه.. مش ممكن الناس تدرك ان دي ممكن تبقي مشكله اكبر من انها تتجوز واحد مسلم ؟
سكت القسيس.. ولم يجاوب.

انا عارف كلامي فيه نوع من انواع الاستفزاز.. ولكن انا بتناقش بالعقل فعلا.. كل الي بتحسه فريده من نبذ عن المسيحيه.. ممكن يفتحلها مجال انها تكره الكنيسه والدين.. ويبقي سهل انها تغير دينها.. ده شيء ممكن يسعدني انا شخصيا.. ولكن هيبقي اسلوب رخيص دخلت بيه الدين.. انا مش عايز كده.. مش عايز فريده تسيب دينها عشان اهل دينها بينبذوها.. فكر فيها بحكمتك يا ابونا.. وانا متأكد ان الناس هنا بيسمعوا كلام.. مش هعطل قداستك اكتر من كده..

كنتي في طريقي لبيت عائله فريده.. قلقا.ما اذا كان التعامل مع فريدا جيدا او لا..
بالصدفه لاحظت اني امشي في الشارع الذي يوجد به المستشفي التي كانت بها فريده والدكتور.. فقلت لربما علي بفعل شيئ ما قبل الذهاب الي فريده
توقفت بجانب المستشفى.. سلمت علي بائع الورد.. يتذكرني دائما بصلاة الفجر
اشتريت منه وردا فاخرا مره اخرى.. وتوجهت الي المستشفى.

لأذهب الي الدكتور.. واسلم عليه وليطمأن مني علي فريده..
ثم سألته علي تلك العجوز كنت ازورها.. كيف هي حالتها الصحيه الآن ومتى تخرج من المستشفى
فصمت الدكتور..
ثم نظر الي نظره صامته..
ثم ربَت علي كتفي..

بعد ان ربت الدكتور علي كتفي قليلا…
حالتها تدهورت والمرض اشتد عليها..
محتاجه يتعملها عمليه.. محدش يقدر علي تكاليفها.. كلها ايام معدوده.. وهي رافضه من الاساس ان العمليه تتعملها..

دخلت الي غرفتها.. في هدوء.. لاراها نائمه مستسلمه.. راضيه بقضاء الله وقدره.. ثم شعرت بوجودي رغم تقدمي اليها بهدوء..
ففتحت عيناها وابتسمت.. انا ذاك الرجل صاحب بوكيه الورد.. ها انا احمل مثله مره اخرى.. ادخل اليها الغرفه
جذبت كرسي.. وجلست جمب سريرها.. وامسكت يدها
ازيك يا حجه..
شاورت برأسها كانها تجيب علي.. انها بخير
ليه مش راضيه تعملي العمليه..
ابتسمت في هدوء..
انا مبسوطه اني شوفتك..

هتعملي العمليه وهتشوفيني تاني.
هعملها منين..
انا هتصرف.. متشغليش بالك ولا تشيلي هم..
مش هوافق عليها الا لما اعرف هتجيب فلوسها منين..
ليه كده..
جاوبني..
هبيع عربيتي..
وليه يابني ممكن حد في الدنيا يعمل كده..

انا بتسأل السؤال ده كتير يا حجه في حياتي.. ليه ديما ماشي عامل نفسي مثالي.. وكاني ملاك نزل علي الارض.. وفي الاخر كله بيشوفني بمثل…انا لا بمثل ولا انا ملاك والله..
كل الي في الموضوع.. اني من وانا صغير.. قعدت افكر كتير.. مهما جمعت في فلوس.. ومهما استلذيت بالحياة دي.. مسيرها تخلص.. مسيري اتدفن في التراب.. وكل الي بعمله ده هيروح.. وهبقي مجرد خبر الناس تفتكره.. يا تقول الله يرحمه.. يا تقول الحمد لله الي ريحنا منها..
يعني كل الدنيا دي .. بكل الي احنا بنتعبه فيها ده.. هيروح علي مفيش.. مبقاش فيها حاجه مستاهله تخلي الواحد متبت في الدنيا كده اوي ويخاف علي حاجه وهو مطمن ان ربنا كده كده كاتبها.. فإيه يعني

فداهيه الف عربيه.. الا اني اشوفك كويسه.. مبسوطه وجميله كده زي ما بشوفك.. ولما ربنا يجي يحاسبنا احنا الاتنين.. يقول خش الجنه مع الست الجميله لانك مش هتكون ارحم عليها مني.
ابتسمت ثم طبطبت علي يدي التي كنت امسك يديها بها
ثم قالت لي
تعرف تجيلي بكره الساعه سته.. بس تجيلي ضروري
حاضر.. بس عشان خاطري وافقي اننا نعملك العمليه..
بس تعالى بكره الساعه سته..
حاضر..

احضرت فريده من عند والديها.. الحمد لله مر اليوم بسلام.. اهل فريده كانوا يعاملوها بود ليس كالمعدات.. ولكنه نوع من انواع الود…ربما استجابوا وعلموا انه لا فائده من التقطيب والتأنيب وجلد ذات فريده بعد ان تزوجتني
ارتحت قليلا…
ومر اليوم في سلام..
كنا نقرا روايه في سريرنا انا وفريده كالمعتاد قبل ان ننام.. كنت دائما ما اطلب من فريده ان تحببني في القراءه واني لا اعشقها الا وهي في حضني نقرا كتاب واحدا..
في وسط قرائتنا وهي تختبأ في صدري..
فريده…انا هبيع العربيه
استغربت قليلا
اشمعنى..
موافقه..
موافقه…

انا خلاص اتفقت مع ناس يشوفولي حد يجي يشتريها وعملت اعلان علي النت
هتفضل مخبي عليا ليه طيب..
فقصصت علي فريده القصه..
فدمعت حتي شعرت بدموعها علي صدري
ثم قامت ومسحت دموعها واتصلت بصديقاتها.. لتبلغهم ان هناك سياره للبيع
كم احببت دائما في فريده.. عدم حب الدنيا الا في انا.. وعلمها انها دنيا حقيره تافهه لا تستحق التمسك بها.. لهذا كل امنياتنا ان نلتقى بعد ان تفنى دنيانا وندفن في التراب
فكنت احتضنها وهي مستغرقه في النوم.. ثم اتجه الي ربي قائلا : حمدا لله علي تلك الزوجه..

في صباح اليوم التالي الخامسه عصرا :
انا عايزه اجي معاك..
مش عايزها يجيلها احساس اننا بنعطف عليها يا فريده.. كل واحد عنده عزة نفسه
عايزه اكون جنبها يا هشام..

طيب.. غيري هدومك بسرعه عشان نلحق
وصلنا المستشفى..
وتوجهت الي غرفه العجوز.. داعيا في قلبي.. ان تكون علي قيد الحياة..
فوجدت رجل حزينا داخل الغرفه.. ثم وجدتها نائمه علي السرير.. ربما جاء ابنها من الخارج اخيرا.
دخلت.. انا وزوجتي
فنظرت العجوز الي فريده.. فابتسمت
فقالت : بسم الله ماشاء الله
حاولت فريده حبس دموعها.. ودت لو احتضنتها وحاولت ان تتماسك حتى لا تشعر العجوز بغرابه
ولكنها دخلت علي العجوز واحتضنتها..

وقالت :
سلامتك.. يا ريتني كنت عرفتك من زمان..
فردت العجوز : الحمد لله يا بنتي اني شفتك قبل ما اموت
فردت فريده : هتعيشي وتفضلي معانا وتخفي وتيجي تقعدي معايا انا وهشام ومش هنخليكي محتاجه حاجه ابدا…بس تعملي العمليه..
ظل صامتا الرجل.. ظننت انه سيغير نوعا ما ان امه تقال له ان هناك من سيرعاها بدل منه وهو اولى
بالطبع فريده قالتها بحسن نيه.. لم تنتبه ان هذا الرجل ربما يكون ابنها وان هذا الكلام يعتبر نوع من انواع الاحراج وقله الزوق
فردت العجوز : اقعدي يا بنتي.. اقعد يا ابني عشان عايزاكوا في موضوع..

جلست انا وزوجتي
فقالت العجوز : الاستاذ ممدوح.. محامي العيله..
رددت : اهلا وسهلا..
العجوز : الاستاذ ممدوح والده كان محامي العيله من ايام بابا.. واهه هو كمان طلع محامي قد الدنيا ومقدرناش نمسك امور العيله غير لحد ثقه زيه..
من سنتين..
حد من ولادي الي بره.. اتصل بالاستاذ ممدوح.. وبلغه.. اني لما اموت يكلمه.. عشان يجوا يشوفوا الورث هياخدوه ازاي
ولادي الي ربيتهم سنين.. ومكنتش بنام عشانهم.. مستنيني اموت عشان يورثوني..
وكانوا متفقين مع الاستاذ ممدوح انه هيبقي له مبلغ محترم.. لولا اني عارفه بابا وعارفه اخلاق ممدوح ده وبعتبره ابني.. مكانش جه قالي علي كل ده..

لم استطع النطق.. من كم البشاعه التي شعرت بها هذه السيده العجوزه في حياتها..
العجوز : انا كتبت وصيتي من امبارح.. ان كل املاكي والاراضي بتاعتي الي ورثاها عن العيله وحساباتي في البنك.. تروح باسمك.. ووصيت الدكتور انه ياخد اسمك عشان لو مكنتش لحقتني النهارده.. بس الحمد لله لحقتني..
هشام : يعني الفلوس موجوده….ليه مش عايزه تعملي العمليه
العجوز : فاكر امبارح قلتلي ايه.. نهايتي كده كده في التراب.. انا شوفت كتير في حياتي.. وتعبت كتير.. ومحدش وقف جمبي في حياتي خالص.. الا ربنا
اخر هديه بعتهالي ربنا هي انت.. عمر ما حد فكر يزورني.. ولا عرفني الا عشان كان عايز مني حاجه..

وانا مش عايزه اقعد في الدنيا دي اكتر من كده..
ربنا وحشني.. كفايه كده.. لازم اروحله
لم استطع النطق.. وبكت فريده..
العجوز : متعيطيش يا بنتي.. ده ربنا حلو.. مسيرنا كده كده كلنا نروحله.. ليه نقعد في الدنيا اكتر من كده.. مش هاخد زمني وزمن غيري.. انتي مبتسمعيش كلام جوزك ولا ايه

هشام : انا مش هقدر اخد حاجه من الفلوس دي يا حجه..
العجوز : انت مش كنت عايزني تشوفني مبسوطه وجميله.. صدقني انا مش هتبسط ولا ابقي راضيه قبل ما اموت الا لما تاخدهم.. وتخلص مع الاستاذ ممدوح كل حاجه انها تتكتب باسمك .. وانت حر اتصرف فيها زي ما انت عايز
هشام : مينفعش..
العجوز : متوجعش في قلبي يا واد انت.. ولا عايز تخلص عليا بسرعه عشان تخلص مني بدري بدري
قمت وقبلت رأس العجوز.. وقلت لها : سامحيني اني مكنتش بجيلك الايام الي فاتت..

ردت علي : ربنا يعينك يابني على حياتك
ثم قامت فريده واحتضنتها وظلت تبكي بكاء مكتوم خفيف في حضنها..
وظلت العجوز تطبطب علي ظهرها وهي في حضنها..
ثم قالت لي العجوز : افتكر.. اني مش هبقي راضيه لو مخلصتش كل حاجه مع ممدوح.. لو يهمك سعادتي فعلا قبل ما اسيبكوا وامشي….اعمل الي قلتلك عليه..
هشام :.. حاضر

دخلت العجوز في غيبوبه في صباح اليوم الثاني من لقائنا.. كنا نجلس انا وفريده في المستشفى نراقبها دائما…كأننا نراقب الشخص الوحيد الذي دخل حياتنا.. نراقبه وهو يرحل
دائما ما لم تكن فريده تطيل النظر اليها وهي في سرير العنايه المركزه.. وتختبئ في حضني كما لو كانت لا تريد ان ترى اي شيء في الدنيا
ولكني لم ازح عينا دقيقه عن العجوز.. لا اعلم فيما اتأمل.. هل هو في الموت.. ام في الدنيا وحقارتها.. ام في المرض.. ام في الطيبه.. لا اعلم فيما كنت افكر.. ولكني لم استطع تحريك عيني عن السيده العجوز وهي محاطه بالاجهزه.. تنازع لحظات حياتها الاخيره..

بعد ثلاثه ايام من الغيبوبه.. توفيت العجوز.. تركت دنياها وترحل.. وابنائها لا يعلمون عنها شيئا.. دفنت وكنا اخر من يغادر مدفنها..

قدرت ثروة واراضي العجوز بالملايين.. كانت من كبار الاغنياء الذين يحتفظون باموالهم في هيئه اصول
ترددت كثيرا.. في بيع تلك الاراضي ام استغلالها…
ولكني كنت اعلم اني ليس لي في اداره تلك الاشياء والاهتمام بها.. خصوصا وان في حياتي فريده.. وانا انشغل كثيرا بزوجتي علي حساب عملي ونقودي..
بعت كل ما كانت تملكه العجوز.. وجمعت تلك الملايين.. ووضعتها وديعه في بنك..

اوصيت الدكتور في المستشفى.. ان ارباح تلك الوديعه يعالج بيها فقراء المرضى بالمسشتفى ويجهزه وحده للعلاج بالمجان تحت اسم السيده العجوز..
حيث يكون ثوابا لها لا ينتهى.. ان يعالج الكثير وان يدعوا لها من يتم شفاؤه وان يؤنسها حب الناس بعد مماتها في اخرتها.. اقيم بكثير من ان يؤنسها احدا في الدنيا

مرت بضعه اسابيع والحياة بيني وبين فريده.. شبه حزينه.. كما لو كان المتوفى احد اقاربنا بل اشد..
وفي جلسه صافيه انا وفريده..
انا كنت اتكلمت مع القسيس يا فريده.. بيتهيقلي انك محتاجه تجربي ترجعي الكنيسه تاني
تفتكر..
الموضوع يستحق التجربه.. اديكي شفتي بابا وماما اتغيروا ازاي..
بس الناس مش هيتغيروا يا هشام.. هيفضلوا يستحقروني..
جربي.. كانك زي زمان رايحه تخدمي في الكنيسه

مش عارفه..
متخافيش.. هكون جنبك.. لو حسيتي باي حاجه مش هضغط عليكي تروحي
حاضر..
يوغوتي كميله مطيعه
ابتسمت وتكومت داخل ذراعاتي
وقالت :
الي يشوفك بحرص علي بابا وماما والدين بتاعي يفتكر انك مسيحي
وانتي الي يشوفك يفتكرك جايه من الجنه
انت بكاش اوي
خلاص جايه من شبرا..
هضربك..
هعضك
هزعلك
هعضك تاني

ذهبت فريده الي الكنيسه.. نظرات مريبه من الجميع.. كانها تمشي بعارها علي كتفها يراه الجميع.. الا فئه قليله..
تلك الفئه البريئه التي لم يتجاوز اعمارها لتعلم ما هي الاديان وما هي الاحقاد وما هو العار..
احتضنوا ميس فريده التي دائما ما كانت تلاعبهم.. شعرت فريده بالفرحه تعود الي قلبها مره اخرى في الكنيسه.. وظلت تلاعبهم مثل ما كانت تلاعبهم من قبل
قفز قلب فريده انه ما زال هناك شيئا ما يفرح قلبها في الكنيسه.. بعيدا عن استحقار الجميع لها..

كانت تعود للمنزل سعيده.. ولكنها كانت تداري حزنا
علمت ان الاطفال مازالوا يحبونها.. ولكني علمت انها تحاول ان تنظر الي سعاده الاطفال وتتناسى نظرات الاخرين
ذهبت فريده اكثر من مره..
ارتحت قليلا.. ربما تعود الحياة طبيعيه
وفي يوم من الايام ذهبت فريده الي الكنيسه.. لتلاعب الاطفال..
ولم اكن معها.. في العاده اوصل فريده الي المكان التي تريدها واظل معها ان احسست بخطر ما يحوم حولها.. ولكنها قد اعتادت ان تذهب خاصة وان الاطفال اصبحوا ان ينتظروها

الا ان جاء لي هاتف .. رقم فريده :
فريده..
ايوه انا جوزها.. مين حضرتك..
فين !!!

توجهت الى المستشفى التي وصفت لي من فاعل الخير الذي كلمني من هاتف فريده الجوال..
انتابني القلق الشديد.. شعرت واني اافقد فريده.. تزايدت ضربات قلبي وازدادت سرعه نفسي وانا اقود السياره
لا يأتي في بالي اي شيء سوى جمله الدكتور حينما كانت تغادر فريده المستشفى انها لم تتعافى تماما.. ويجب الحفاظ عليها..

خاطبت نفسي :
حد زعلها…حد من العيال الي بتلعب معاهم سألها عني.. حد ضايقها بكلمه.. انا الي غلطان.. كان المفروض افضل جنبها…انا الي استاهل ستين جزمه.. استرها واحفظها.. احفظها يا رب.. مش مستعد تروح مني.. احفظهالي يا رب
نزلت من السياره وركضت الي الاستعلامات.. اسال عن فريده.. لم تلبث موظفه الاستعلامات نطق مكان فريده الا ان ركضت الي مكانها
غرفه بسيطه.. خرج منها الدكتور بالصدفه
فريده مالها !!

انت مين
انا جوزها
سيادتك جوزها….مش المفروض ترعى مراتك يا افندي !
مالها !!
مراتك اغمى عليها يا استاذ
عندها ايه !!
ربت الدكتور علي كتفي..
ثم ابتسم..
مبروك
ثم تركني الدكتور في دهشتي…ظللت دقائق من الصمت مشلول الحركه .. لا اعرف التفكير.. كانما الدنيا توقفت كما لو ان هناك من يتحكم بيها بريموت ضغط زر التوقف.

هدأت قليلا واخذت انفاسي.. دخلت الي غرفه فريده في هدوء..
دخلت الي فريده .. نائمه علي السرير.. ابتسمت حينما رأتني.. ودمعت عيناي حينما رأيتها…تخيلت ولو لوهله اني سأفقدها.. وعلمت انها يجب ان اتمنى من الله ان تنتهي حياتي قبل ان تنتهي حياة فريده حتى لا ارى مثل هذا اليوم..
احتضنتها.. كما لو جائت من سفر سنين.. كما لو كانت ستسقط من اعلي برج والتقطتها..
انا آسف.. اني كنت سايبك..
ده بدل ما تقولي مبروك..
ابتسمت لها.. وقبلتها..
مبروك حبيبتي..
مبروك عليك انت كمان..
لم اعد قادرا علي الحديث.. اتناول انفاسي ببطئ.. تعرضت لضغط كثيرا في لحظات قليله منذ ان اتصل بي فاعل الخير

قالت لي..
الدكتور قالي اني ممكن اطلع النهارده.. بس تاخد بالك مني وادلع عليك براحتي
ابتسمت لها
وانا من امتى حارمك من انك تدلعي عليا
ماهي دي المشكله.. هحس ازاي انا بفرق بعد الحمل.. وعرفاك مش هتعمل الحركات المفتعله بتاعت مصطفي شعبان دي
جو رخيص الصراحه
مليش دعوه.. هتوحم علي زر بطاطا
زر..
بطاطا..
بتجيلك حاجات عجيبه وانتي في المستشفى..
بوتيتو
اتسعت شفتاي من الابتسامه وانا اراها تتصرف كالاطفال .. يوغوتي

حمدا لله علي ان طفلتي الصغيره بخير.. شعرت ان شريط حياتي مع فريده مر امام اعيني في ثوان وانا في طريقي للمستشفى..
اخذت فريده الي منزلنا
واضطررت اسفا انا امثل كما مصطفي شعبان يمثل واني افتح الباب رويدا رويدا وان اجعلها تدخل ببطئ كاما لو ان الارض ملغمه.. خوفا عليها وعلى حملها

بينما تنام فريده في حضني العب في شعرها اتأمل السقف سارحا..
نظرت لي فريده.. لتلاحظ سرحاني
مالك..
مش عارف..
انت شكلك مش مبسوط اني حامل..
بخاف عليكي يا فريده…كان نفسي الدنيا احسن من كده معاكي عشان تبقي مس حاسه انك شايله هموم اتقل من الي عليكي
انت مش محسسني ان في هم في حياتي يا هشام.. الدنيا معاك كلها بتهون.. والا مكنتش استحملت السنين الي حبيتك فيها وانت بعيد عني
عارفه.. احنا ممكن نستحمل بس الي جاي.. او الي جايه.. هيقدر يستحمل زينا.. في وسط مجتمعنا ده هيتحارب وهيجيلوا انفصام

مش متخيل طيب…انه هيبقي ابنك وابني.. تخيلي هيبقي عبقري ازاي
مش جايز تطلع بنت.. جميله شبه امها والكلام الي بيتقال في اي مسلسل مع اي واحده حامل
وفي الاخر يقولوا كل الي يجيبوا ربنا كويس وكده
سخفا اوي.. بوظوا لحظه زي دي كده
بس عيب عليك.. شوفت حد بيتوحم قبل كده علي زر بطاطا
يادي زر البطاط..
اتصرف مليش دعوه.. عايزه بوتيتو
هجيبلك بوتيتو حاضر..

ابوكي وامك عرفوا..
زمان الخبر انتشر في الكنيسه.. واكيد وصلهم
والخبر وصلهم ومتصلوش كل ده..
استني طيب اشوف موبايلي كده
بصوت مصطفي شعبان في مسلسل العار : لاا لا لا لا .. خليكي انتي هنا متتحركيش.. كل حاجه تجيلك لغايه عندك
ابتسمت فريده كالاطفال
احضرت هاتفها فوجدت بطاريته فارغه

فاصل شحن..
يا حلاوه.. ده زمانهم هيتجننوا
رن هاتفي..
ريهام الجوهري
اهلا يا هانم…
لا كويسه متخافيش
اه كان فاصل شحن..
طمنيهم طيب
لا مفيش جاتلها دوخه كده بسيطه مفيش حاجه يعني.
.طاايب
مقلتلهاش ليه
للاسف يا فريده الموضوع مش بالساهل.. لازم اخد احتياطاتي
هتعمل ايه..

في مبنى المخابرات في مدينه نصر :
مبروك يا اتش
الله يبارك فيك يا كيمو
انا يابني بيبقي نفسي اتبسطلك باي حاجه انت وفريده.. بس انتوا حالتكوا منيله بنيله
منا جايلك عشان كده
مبدأيا.. المتابعه تكون في المستشفى الي انت عارف فيها الدكتور الي كان بيعالج فريده.. وانا هتفق معاه اني هأمنها بمعرفتي..
ايه الخطر الي ممكن يتعرضلها

فريده ممكن تتخطف.. سواء من مسلمين او مسيحيين.. كله هيبقي عايز العيل الي جاي ده يبقي تبعه.. كانهم داخلين حرب
هو لو كان واحد غيري كده يا كيمو معندوش كريم مباحث.. كان عمل ايه في حياته.. وعاش حياته ازاي

واحد غيرك يابني كان خد فريده وساب البلد ومشي.. لا تقولي تبقي مع اهلها ولا كنيسه ولا غيره.. جايز ربنا عمل كده وعرفنا بعض من اعدادي عشان كنت بتقعد تقرفنا واحنا عيال هقعد اصلح في البلد هقعد اصلح في البلد ومش هسيبها واسافر وكنا هنقعد نتريق عليك.. فربنا مسبب الاسبابا
انبي يا كريم يا بني.. انت اخر واحد اتوقع منه الكلام ده

امال بس فالقنا بربنا بيسامح وبيغفر وجاي تحس اني معرفش ربنا كده
الصراحه انتوا ولاد كلب متعرفوش ربنا
يا اتش لو متعاملناش مع الاشكال دي كده…يبقي احنا مقصرين في حق ربنا في شغلنا
اللهم قوي ايمانك يابني
لا عيب عليك احنا متدينين اوي
لا منا عارف.
خد بالك من فريده.. ومتقلقش اي حاجه بتحصل انا ليا عين عليها
انا المشكله بيصعب عليا لو حد تاني في مكاني ومعندوش واسطه في بلدنا

محدش يابني.. بيتمسك التمسك الي انت وفريده فيه ده.. ومحدش بيقعد في البلد.. بلدنا الي عايشين فيها من غير مشاكل.. يادوبك عايشين فيها بالعافيه…وسر من اسرار البلد دي.. انك تبقي مشغول بالجري ورى لقمه عيشك عشان تتشغل عن اي تفكير تاني اعلى من كده….ويوم ما تفكر في حاجه اعلى من انك تجري ورى لقمه عيشك.. تلاقي عدم الامان يحاربك من كل حته.. دي لعبتنا.. عشان الشعب يفضل مخضوع للسيطره عليه.

ودي تتحل امتى…امتي يجيلكوا اوامر انكوا تسيبوا الناس تعيش في حيالها وتعوز تفكر زي ما هيا عايزه وتعيش حياتها زي ما هي عايزه
اول ما الشعب يعوز كده يا اتش.. بس المشكله ان نفسه قصير.. مش عامل زيك كده انت وفريده.. يحلموا بالي هما عايزينه يوم ولا يومين.. وبعد كده يقولك يلا نفسي.. اجري ورى لقمه عيشي احسن.. وضرب علي الاقفا وانا في بيتي.. احسن ما اتضرب علي قفايا وانا في الشارع..
وده امتى ممكن يحصل

وحياتك حصل يا اتش قبل كده.. ساعه الثوره الناس كانت عايزه تعيش حياة كريمه فعلا.. بس زي ما قلتلك.. نفسهم قصر.. وكله رجع يقول يلا نفسي.. وواحده واحده بقا يقولك موافق اخد علي قفايا بس تخلصني من فلان.. ومش مهم اي حاجه .. المهم اكل عيش.. ودلوقتي اسوأ من زمان.. فنرجع زمان.. مبيفكرش انه يبقي احسن من زمان ولا دلوقتي…عشان كده احنا شغالين زي الفل.

انبي يابني انا كل مره بنبهر انك فيك قدر ثقافه وصراحه.. طول عمرك معروف عنك الغباوة والغشم في التعامل.. عشان كده سميتك مباحث
طبعا الكلام ده مكانش هيطلع لحد غيرك.. دي حتى تبقي عيبه في حقي .. بس عشان عارفك من زمان نفسك تغير في البلد.. برسيك الدنيا ماشيه ازاي..
من زمان وانا بقول ان التغيير يوم ما يحصل يبقي في الشعب مش في الحكومه..
شعبك مش عايز يعيش نضيف يا اتش
مسيري ابقي ارجعله.. لما اطمن علي فريده

اطمن.. انا مراقب كل حاجه اي خطر عليك هقولك وهتخذ اي اجراءات تأمنك وتأمن فريده.. بس خليك جنبها.. وانت كده كده مش شغال في حته ولا مرتبط بعقد وبتعمل شغلك من بيتك….اهي دي حاجه كمان مكانتش هتحصل لحد غيرك ولا كان عرف ياخد باله من مراته.. شوفت ربنا بيعمل ايه
سبحان الله.. عقبال ما اشوفك تصلي كده يا بني
ادعيلي انت بس
اهه ده الي انت فالح فيه
حبيبي يا اتش
قشطه.. اشوفك في وقت لاحق.. عايزين نبقي نلعب بينج في السراج زي زمان
خلاص قشطه هظبط مع العيال ونروح
قشطه.
بنترست