سلمت من اذان الفجر.. وخرجت لالبس جزمتي بعد الصلاة.. لاجد صاحب محال ورد يفتح قريبا من الجامع والمستشفى..
محل ورد الفجر ؟ .. اه صحيح ده جنب المستشفى.. ده يفتح 24 ساعه
دخلت عند صاحب محل الورد.. فتعجب وجودي.
ايه يا عم .. مستغرب كده ليه.. في حد بردو يفتح الفجر كده
يعني.. احب ارش ميه واظبط الورد وكدزه —
طاايب.. نقيلي بوكيه ورد احمر كده كبير من الغالي
الله الله.. وبدله وحركات.. بس مش الفجريه يعني يا استاذ
لا عيب عليك احنا في اي وقت
ماشي يا عم الله يسهلوا
من سوء الحظ.. ان العاملين بالمستشفى تناولوا حكايه ان هناك عروسه بفستان فرحها كانت تبكي.. ومن الظاهر من مظهري اني كنت العريس.. فظن الجميع ان هذا الورد لمصالحه زوجتي التي ابكيتها
مررت علي الغرفه 52 لاجد تلك العجوز في ركعتها الثانيه للفجر في وضع التشهد.. كانت تصلي علي سريرها في دقه متناهيه وبطئ شديد
انتظرت حينما سلمت من صلاتها
خبطت ثلاثه خبطات علي الباب ودخلت
اسسسسسسلاام عليكم
عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
قالتها في دهشه
ازيك يا حجه..
ازيك يابني.. اهلا بيك
والله واحشاني يا شيخه
هو انت تعرفني يابني
يوه…ده انا جارك من وانا قااااد كده.. وانتي كنتي حلوه وكميله كده والقوام الرشيق.. زي ما انتي دلوقتي كده
مش فاكراك يابني
يلا يا حجه مش مهم.. المهم اني جيت اطمن عليكي..
حد يجي يطمن علي حد الفجريه كده يابني
يا حجه.. بقالي سنين مشوفتكيش اول ما صحيت من النجمه جيتلك علي طول
معلش يابني والله.. انا محدش بيزورني وقاعده لوحدي زي ما انت شايف كده.. بس انا لا انا اعرفك ولا انت حتى لبسك يقول انك جاي تزورني….ده كانك عريس
تتجوزيني يا حجه.
ههههه يو كتك ايه.. ربنا يحميك لشبابك
في حد يلاقي واحده حلوه زيك كده ويسيبها
ربنا يخليك يابني ويطرح فيك البركه.. ويدبرلك امورك ومايجعلك في حوجه لحد ابدا
آمين يا رب.. انا عايزك تقومي بالسلامه كده عشان انتي الي متحتاجيش لحد
الحمد لله ياباني.. ربنا كافيني.. وانا مستنيه الايام الي باقيه في عمري عشان اروحله وارتاح معاه
صمتت للحظات..
ودمعت عيناي
ثم قبلت رأسها..
خدي بالك من نفسك يا حجه
وانت كمان يابني.. ربنا يسعدك زي ما اسعدتني..
تبسمت.. ورحلت غرفتها في هدوء بعد ان تركت الورد بجانبها
وقفت قليلا لانظر الي والد فريده من خلف زجاج غرفته.. ودعوت في سري ان ينجوا من هذه الجلطه سريعا.
التاسعه صباحا :
حضرت ريهام وفريده واالدتها
كان مغشيا علي على نفس الكرسي الذي اعتدت النوم عليه
رأت فريده حالي
فأيقظتني باحتضانها لي في حنان
لم ادرك ما الذي يحدث لي ولكني احسست بدفئ وكأنني انام علي سريري في دفئ شديد في وسط برد قارس
عدت للوعي رويدا رويدا.. لارى اني في حضن امرأه..
ينهار احوس.. مين دي .. قلتها في سري وابتعدت عن فريده كما المفزوع
خفت ان تكون واحده غير فريده تحتضنني
فنظرت الي وجهها لارى ملاكي السمائي قد هبط علي ليطمأنني
حبيبي.. انا اسفه
فارتميت في حضنها مره اخرى
انا الي اسف يا فريده
فاحتضنتي بشده كما لو ارادت مني الصمت .. فقط الصمت
قمت من على كرسيي واخذتها انا في حضني كما لو انها من تحتاج الي هذا الحضن
همست في اذنها
انا اسف اني مصحتكيش في اليوم ده علي سريرك في حضني
متتأسفش يا هشام
مهما اتأسفتلك عمري ما هحس اني قدرت اوفيكي حقك يا فريده
بس.. متقولش حاجه
ظلت في حضني قليلا.. ثم قبلت رأسها
ونظرت بالصدفه الي والدتها.. كانت تنظر ليه في تجهم.. كما لو انها لا تطيقني.. هي بالفعل لا تطيقني
ولكني احترم في هذه المرأه صمتها.. قد ازال عني الكثير من العبئ
اخذت ريهام لاتحدث معها قليلا
مكلمتنيش ليه امبارح
فريده كانت مقطعه نفسها من العياط
وكلت..
غلبت معاها ومرضيتش تاكل وكلت بالعافيه لما قلتلها انك انت الي موصيني عليه .. مبقتش قادره عليها
معلش.. استحمليها شويه
جاء الدكتور ليطمأننا ان والد فريده جاهز لمقابله اي احد
واخذني ليتحدث معي بجانب
وقال لي
في مندوب جه من الكنيسه الصبح.. والقسيس ووفد من الكنيسه جاي يزور والد فريده
مممم…وايه راي حضرتك في الموضوع
انا مش عايز والد فريده يحتك بيك.. او يحس انك موجود.. ووفد الكنيسه والقسيس ممكن يساعدوه حالته تتحسن شويه
ماشي.. شكرا يادكتور
ربنا معاك
ذهبت الي فريده.. وقلت لها :
فريده.. في وفد من الكنيسه جاي يزور بابا..
هتمشي..
مش بإيدي.. مش عايز استفز حد.. وعايز صحه باباكي تتحسن بسرعه متخافيش.. الدكتور متوصي علي بابا.. وريهام هتفضل معاكي
خليك قريب.. عشان حاسه اني هحتاجك..
هبقي جنبك.. كلميني في اي وقت
—انا اسفه يا هشام علي كل ده
احتضنتها وهمست في اذنها
انا الي اسف يا فريده اني مفرحتكيش زي اي بنت نفسها تفرح.. وانا الي ديما بيبقي نفسي افرحك اكتر ما اي واحده في العالم فرحانه
بحبك..
وانا بعشقك يا فريده…خدي بالك من نفسك
دخل القسيس و ومعه وفد الكنيسه.. وحينما علم والد فريده.. طلب دخول الوفد اولا والقسيس.. وبعد نصف ساعه
خرج واحدا من وفد الكنيسه.. ونادى على فريده
ابونا عايزك يا فريده
اندهشت فريده وشعرت بحيره
ثم قامت في هدوء ودخلت غرفه والدها
مرت ساعتان وانا انتظر بجانب المستشفى عند بائع الورد.. تكرم عليا واحضر لي فنجان من القهوه واقسم ان يحاسب عليه.. حينما رآني احارب النوم بسيوف واسلحه فتاكه
رن هاتفي
ايوه يا فريده …
اهدي طيب انا جاي حالا
تبكي فريده في حضني بغزاره
مالك بس حصل ايه
انا عايزه امشي من هنا..
اهدي طيب..
بجد يا هشام مش عايزه اقعد هنا.. لو سمحت تعالى نمشي
بيني وبين نفسي كنت اتمنى ان لا اترك فريده منذ البارحه خاصه مع شعور اني اشتاق اليها منذ اليوم الاول الذي عرفته فيها
وصلنا بيتنا
ظلت فريده في حضني دون كلام.. هدأت عن البكاء قليلا..
كثيرا متحتاج المراه الي حضن لتهدأ به ولا تريد الكلام.. فقط هذا السكون في هذا الحضن.. وكثير من الرجال لا يفهم هذه النقطه .. لذا كنت احترم سكون فريده في حضني. الا ان تشاء هي ان تتحدث معي
مرت ساعتان.. غفوت فريده في حضني.. ولم استطع ان النوم.. كاني لا اريد ان اضيع تلك اللحظه الثمينه وهي في حضني كأني في قطعه من الجنه.. رغم اطمأناني نوعا ما ان فريده اصبحت زوجتي.. واني سأنام في حضنها الي ان انتقل الي الرفيق الاعلى
عادت فريده للوعي فازاحت رأسها من علي صدري قليلا لتنظر الي عيناي.. فوجدتني انظر اليها.. فكومت نفسها في حضني اكثر..
حبيبي.. أنا اسفه سبتك ونمت
متتأسفيش معايا علي حاجه بعد كده يا فريده
ربنا يخليك ليا حبيبي..
مسحت بييد علي شعرها بضع دقائق.. ثم تكلمت
انا شكلي مش هروح الكنيسه تاني
ليه كده
القسيس طلب يقابلني عند بابا…
في غرفه والد فريده حينما قيل لفريده ان القسيس يريدها..
دخلت فريده الي الغرفه
وجدت اباها يرقد علي السرير في غضب صامت
فقال لها القسيس :
اقعدي يا فريده يا بنتي…
ازيك .. عامله ايه
كويسه يا ابونا
واخبار جوزك ايه
كويس..
ليه يا فريده اختارتي جوزك ده
عشان بحبوا يا ابونا
وبتحبي المسيح يا فريده
بحبه طبعا
والي بيحب حد.. يخالفه
انا مبقتش عارفه اعيش حياتي الطبيعيه بره جوزي يا ابونا
يا بنتي بس المسيح بيخاف عليكي.. والا مكانش منعك من جواز حد علي غير دينك وطائفتك
بس انا يا ابونا فعلا مبقتش عارفه اعيش حياتي بفكره اني مش ممكن اتجوزه.. مش هعرف اكمل حياتي
طيب عاجبك بابا كده.. دي اولى نتيجه عدم مباركه جوازك.. يرضيكي بابا يحصله كده
انا عمري ما اتمنى بابا يحصله حاجه.. ولا حتى هشام.. هو الي فضل وراه ومكانش عايز حاجه غير اني افضل مع عيلتي..
مش جايز يا بنتي بيتمسكن لحد ما يتمكن..
ازاي
يعني بكره يمنعك.. ويقولك خشي معايا الاسلام.. وسيبك من عيلتك دي كافره.. وكنيستك دي كافره
هشام لا يمكن يعمل كده
انتي متعرفيش يا فريده احنا بنتحارب ازاي.. وقد ايه الناس بتكرهنا ومش بيحبولنا الخير.. وعايزين يبعدونا عن طريق المسيح
هشام هو الي بيقولي لازم تروحي الكنيسه يا ابونا
يا بنتي جايز كمان يكون بيعمل كده قبل الجواز.. وبعد الجواز يتغير.. وواحده واحده يحبسك في البيت.. انتي مش عارفه انه متوصي في دينه.. ان لو مراته بتكسرله امر من حقه انه يضربها.
هشام يضربني انا
دينه سمحله بكده.. اكيد مش هيسيب حاجه في دينه وشايف انها حقه وميعملهاش
استحاله…
قالتها فريده وهي علي وجهها ملامح الحيره والاندهاش..
مش بعيد يا بنتي كمان سنه او اتنين.. يتجوز عليكي.. دينه محلله انه يتجوز اكتر من واحده…والطمع بيعمي عين الانسان وزي ما طمع فيكي يطمع في غيرك
انتوا متعرفوش هشام.. ولا تعرفوا حبي انا وهشام عامل ازاي
ممكن يا بنتي تكونوا بتحبوا بعض جدا.. بس افتكري ان الرب مش مبارك في جوازكوا.. واديكي شايفه بابا حصلوا ايه.. مهما كان حبكوا كبير.. جايز يحصل مصايب كبيره عشان الرب مش راضي عنكوا
هو ربنا مش عايزلي الخير يا ابونا
عشان عايزلك الخير يا بنتي.. اداكي اوامر ومنعك عن حاجات تانيه.. عشان ميحصلكيش حاجه تبعدك عن طريقه
وليه ميكنش الحاجات دي بتحصل من نفسنا احنا
في اصل الموضوع.. نفسنا هي الي اخطأت ومسمعتش كلام الرب واختارت تعصيه وتخطي
انا اسفه يا ابونا…انا مضطره امشي
براحتك يا بنتي.. بس افتكري انك ممكن بكره تندمي.. وتقولي يا رتني سمعت كلام الانجيل.. ومشيت ورى ربنا
دمعت عيناي فريده.. وهيا تقف لتقوم وتقبل رأس والدها وقطب والدها جبينه كما لو انه لا يعطيها اي نوع من انواع المشاعر والاهتمام.ونظر اليها الجميع كما لو كانت عاهره معروفه في المجتمع .. ليس لها كيان وليس لها مشاعر تجرح
لم تتحمل فريده ذلك الكم من القسوه.. فذهبت مسرعه الي مصدر امانها في هذه الدنيا
الذي فضلته عن جميع اساسيات حياتها الاخرى
انهت فريده القصه ودموعها علي صدري.. احسست بها دافئه.. ضممتها الي حضنى اكثر.. وقبلت راسها حيث كانت امام فمي مباشره
وقلت لها
كنت فاكر ان انا الي هشيل عنك هموم الدنيا.. ولما تبقي في حضني هحميكي من اي حاجه تيجي عليكي واشيل عنك اي جرح ممكن يصيبك.. مكنتش اعرف ان انا الي هسببلك كل ده..
عمري ما اتبسطت بالكلام ده يا هشام.. عشان خطري.. مش عايزه احس ان انت كمان بتعاني بسببي…انا تقريبا مبقاليش حد في الدنيا غيرك.. ولا حتي عيلتي عايزني ولا هقدر اروح في حضنهم.. خليني في حضنك انت
محدش هياخدك من حضني يا فريده…وهترجعي الكنيسه.. وتمارسي دينك زي ما انتي عايزه..
مش عايزه اشوفهم تاني يا هشام.. مش كل مره هحس نفس الاحساس ده.. الدين عندي هيبقي مؤلم..
هوديكي كنيسه تانيه يا فريده.. محدش يعرفك فيها.. ولا يعرف قصتك.. يتعاملوا معاكي كمسيحيه بغض النظر عن اي حاجه في حياتك
ضغطت فريده بيديها لتحتضنني اكثر..
صلي مع نفسك.. وصلي في البيت.. وصلي قبل اكلك عيشي حياتك.. واوعي تحطي حساب لفكره اني ممكن اضايق من حاجه ف دينك.. انتي حره.. ومعتقدتك انتي حره فيه.. وعلاقتك بربنا محدش له دخل فيها غيرك انتي وهو.. وهو الي هيحاسبك يا فريده.. مش الناس
بس اهلك لازم اتدخل فيهم..
مش عايزني اروحلهم..
بالعكس.. مش عايزك تقطعي معاهم يا فريده مهما حصل.. مهما كرهوني.. مهما كرهوكي.. حتي لو هيقفلوا السكه في وشك.. اتصلي بيهم واسألي عليهم.. وخليكي جنبهم.. والي ميعرفوش القسيس.. ان انا الي ممكن اغضب عليكي لو سبتي اهلك مش انا الي اخليكي تسيبيهم
ليه متمسك بيهم اوي كده…
عارفه يا فريده عندنا في القرآن…عقوق الوالدين.. جريمه جايه بعد الشرك بالله.. ربنا وصانا علي الابهات والامهات .. انا عارف ان الموضوع معقد.. وانهم شايفينك علي انه عاقه ليهم وانك سبب المصايب في حياتهم .. الي هو بالطبيعي بسببي انا.. بس معلش.. ممكن عشان انا اناني وعايز انتزعك من الدنيا انتزاع عديت فكره الجواز بيكي.. انما بعد كده.. لازم تتمسكي بيهم
وقلتلك قبل كده.. لولاهم ماكنتش لقيتك.. معتقدكش ان كان هيبقي اتخلق الي ممكن احبها
هتفضل تحبني الحب ده علي طول.. مش هتحتاج تتجوز عليا في يوم من الايام…
عارفه لو مكنتش لقيت واحده زيك يا فريده.. لو مكنتش لقيت فريده .. واحده حبتها حب عادي وحبتني حب عادي.. مش زي حبك الي شفته منك.. اعتقد كان ممكن احتاج لواحده واتنين.. وكنت هحس ان قلبي يسع لاربعه
انما انا تقريبا بتشغل كل يوم ازاي هحبك بطريقه جديده وقلبي مشغول مفيهوش مكان لحد غيرك
بكره هتزهق مني
كنت زهقت من كل حاجه بتمنعني عنك.. كل مره تحسسيني بنفس الموضوع ده.. وكل مره حديثنا بيبقي متكرر
بحاول اكدبني يا هشام.. بحاول اقول اي احتمالات خارجه عن الي في قلبي.. جايز انا هبله وعبيطه
الصراحه الي تحبني الحب الي انتي بتحبيهوني ده تبقي هبله وعبيطه فعلا
بس انا عمير ما هعشق العشق ده الا للهبله والعبيطه دي..
مرت ثلاث ايام في هدوء.. نتزوار علي والد فريده من بعيد.. وفي الخفاء ازور العجوز الوحيده في الغرفه 52
وفي اليوم الرابع.. ايقظتني فريده فجرا
حبيبي..
ممم
يلا قوم عشان تصلي الفجر
…حاضر
يلا عشان ميروحش علييك
حاضر يا فريده.حاضر..
واكملت نوم
جائت بعد خمس دقايق
ياواد قوم ياد انت عشان تلحق السنه
ماشي ا حج سيد قايم اهه
يلا متعوئش
معوئش.. جبتي الكلمه دي منين
بيقلوها كده في المسلسلات
حسبي الله
نهضت من علي سرير.. وعيناي تحاول تجميع الصوره التي تصل اليها لتكون وعيي امشي به الي الحمام لاتوضأ واصلي
توضأت وخرجت لتناولي فريده منشفه اتنشف بها
صليت السنه.. ثم صليت الفجر
وجلست اسبح قليلا.. ثم اقرا ما تيسر من القرآن
وفي ظل قرائتي وانا جالس علي الارض
جائت فريده وتكومت في حضني.. وانا اقرأ القرآن.. كما لو كانت قطته تجلس بجانبي في هدوء وسكينه مستمتعه بدفئ من بجانبها
اخذت فريده في حضني وامسح علي شعرها ووانا اقرأ وعيناي في المصحف.. كما لو كنت محتضنا ابنتي ذات الثلاث سنوات جائت لتجلس في حضن ابيها
قرأت ما تيسر من القرآن..
ثم اغلقت المصحف.. وقلت صدق الله العظيم..
ثم قبلت رأس فريده
وهي مغمضه عيناها مبتسمه في حضني فحمدت الله علي ان رزقني اياها
ثم دعوت ربي.. ان يفرجها قريبا
في التاسعه صباحا.. اتصل بي الدكتور ليطمأنني .. ان والد فريده قد تحسنت حالته وهو جاهز للخروج من المسشتفى بعد ساعه
فرحت وبشرت فريده ففرحت وقالت الحمد لله
فقلت لها
لازم تروحي تشوفيه يا فريده
مش عايزه ادايقه تاني
مهما كان ده ابوكي.. اكيد هيفرح لما تيجي تشوفيه
اتصلت فريده بوالدتها لتخبرها..
وقد اعلمتها انها عرفت الخبر وانهم علي وشك ان يأخذوا والدها ويتوجهوا الي بيتهم
فقالت فريده اننا سنأتي لزيارته
صمتت قليلا.. ثم تبدل وجهها
وقالت في انكسار….طيب
مالك يا فريده..
سألتها في حيره
ممكن منروحش يا هشام..
ماما قالتلك ايه يا فريده..
عشان خطري.. مش عايزه اروح
قالتلك ايه يا فريده..
سكتت قليلا
ضممتها الي حضني لتشعر بالامان
متخافيش.. قولي قالتلك ايه
قالتلي تيجي لوحدك.. ومتجيبيش هشام معاكي..
حقهم يا فريده..
مش حقهم يا هشام..
هوصلك.. ونجيبلهم حاجه حلوه.. واستناكي في العربيه
لا يا هشام عشان خطري..
انتي ناسيه نقاشنا من كام يوم…لازم تروحي تشوفي ابوكي يا فريده
حاضر..
يوغوتي.. بحبك وانتي مطيعه كميله كده
حرام الي بتعمله في نفسك ده يا هشام
انا مبعملش حاجه في نفسي يا فريده.. أنا سعادتي من سعادتك.. ولما الاقيكي في وسط عيلتك بيحبوكي انا هكون مبسوط حتي لو انا مش موجود….يلا غيري هدومك ويلا بينا
في السياره امام بيت عائله فريده
هستناكي هنا.. وطولي براحتك.
روح يا هشام اعمل مشوار او اقعد في اي كافيه.. ليه تتزنب في العربيه
روحي انتي بس متشغليش بالك.. وخدي راحتك
مش هتأخر عليك
فريده.. اتاخري يا فريده.. دي عيلتك.. متشيليش همي فعلا صدقيني كل ما تقضي وقت معاهم انا هتبسط
ابتسمت.. ثم قبلتني.. ونزلت في يدها صنيه البسبوسه لتذهب الي بيتها التي ترعرعت فيه
فتحت لها والدتها وادخلتها.. في وجه ليس له ملامح سوى اللا مبالاه.والغضب.. تعلم ان بنتها عنيده.. وانها قد اتت بي الي البيت.. فلم تغلق الباب.. وانتظرت.. ثم خرجت لتلقي نظره.. هل هناك احد معها ام لا.. اندهشت.
ثم دخلت واحتضنت فريده.. وقبلتها
ثم دخلت فريده وقبلت رأس و يد والدها كما اوصيتها.. لم تكن معتاده ان تتعامل بعطف مخصوص مع والديها اثناء حياتها.. بل كانت هي المدلـله في العائله كلها.
جلسوا الجميع.. بالطبع كانت ريهام هناك .. ريهام تعتبر واحده من العيله.. صديقه فريده منذ نعومه الطفوله.. لريهام سرير مخصوص في غرفه فريده.
بدأت والدة فريده في الكلام :
امال فين جوزك
مش انتوا مش عايزينه ييجي
يا سلااام…وهو بقي البيه ما صدق بعد ما اتجوزك.. راحت الحنيه والحببتين الي كان بيعملهم عشان يورينا انه شايريكي وحركتين كده
تمالكت فريده نفسها والتزمت الصمت.. التزمانا توصيتي لها…انهم لربما يذكروا سيرتي بسوء.. لا تردي عليهم تجاوزي اي اساءه في فهم معذورون.
قالت فريده لوالدها :
صحتك عامله ايه يا بابا
جوزك عامل معاكي ايه
جوزي كويس..
متجوزش عليكي لسه..
لازمته ايه بس يا بابا..
ازاي سابك اصلا تيجي تشوفيني.. مقالكيش اقعدي اطبخي ولا اكنسي وسيبك من ابوكي.. ولا هو ابوكي ده كل شويه هيقرفنا في عيشتنا
فريده تكظم غيظها..
مقاليش يا بابا
اه.. بكره يقولك وماله
تدخلت ريهام
يا جماعه مش كده.. عمو لسه طالع من المستشفى وفريده جايه تطمن عليه…ليه تعملوا خلاف وتزعلوا من بعض
فصمت الجميع
بدأ حوار صغير
فريده : انا هخش اقعد مع ريهام جوه شويه
والد فريده : ايه.. لحقتي متطيقناش عشان البيه..
فريده : يابابا شويه وهنقعد كلنا
ريهام : انت عارف يا عمو البنات بيحبوا يقعد مع بعضيهم.. بعدين ياما قعدنا مش الجواز الي هيخطف مننا فريده
الوالد في سخريه : اذا كان خطفها من دينها وعيلتها.. مش هيخطفها منك انتي كمان
قامت فريده.. واخذت يد ريهام ودخلا الي الغرفه
فريده حابسه دموعها تكاد ان تسقط من عيناها
بس بس بس.. وحيات ابوكي ما ناقصه عياط
شايفه بيعاملوني ازاي
معلش يا فريده.. الموضوع مش سهل.. اديكي شفت باباكي من كتر الضغط كانت جتله جلطه
انا تعبت.. وهشام ديما يضغط عليا عشان اعاملهم كويس وهما بيعاملوني بالطريقه دي..
طيب اهدي.. خلاص بقي.. مش عايزه عياط والنبي
مسحت فريده عيناها.. وهدأت قليلا
فجائت في خبث ريهام لتسألها
قوليلي بقي.. عملتوا ايه
عملنا ايه ف ايه..
يا بتت…عملتوا ايه
ااه.. معملناش حاجه
نعم ياختي..
يا بنتي.. هشام مش زي اي حد
وضحي كلامك لو سمحتي عشان كده هفهم غلط
انا في يوم.. حاولت اتدلع علي هشام.. زي مراته بردو.. حضني.. وقالي انتي مش مضطره تعملي كده يا فريده.. انا عارف انك حزينه علي بابا.. وانا مش مستني منك حاجه …ولا عمري هرضى انك تمثلي عليا عشان ترضيني.. لما الدنيا تبقي كويسه هنبقي احسن عرسان في الدنيا
هشام !؟
انتي مستغربه كده زي ما تكوني كنتي مراته قبل كده وعارفاه كويس في الحته دي
الصراحه انا عارفه انه موسوعه متنقله.. ده انا فاكره انه كان بيقرا كتب من ايام العصر العباسي.. مسابش حاجه معرفهاش
انتي صاحبته اوي كده من ورايا
لا هو هشام الي صريح مبيخبيش.. مبيشوفش ان دي حاجه عيب او قليله الادب ومبيتكسفش لو حد جه يتناقش معاه ف حاجه
عامة…انا احترمت ده فيه اوي.. خصوصا اني مراته بقالي كام يوم.. ومراعي شعوري وديما بياخدني في حضنه يحسسني بالامان.. بدل ما احس منه اني جسد عايز يستخدمه..
رغم انه زي ما قالي قبل كده.. اي بنت تنتقل من بيتها لبيت جوزها لازم بتخاف.. الصراحه كنت خايفه
ولكن مدى حبه ليا الايام الي فاتت .. والي مكنتش اتخيل انه بيحنبي كده.. رغم اني كنت معتقده ان مفيش اتنين في الدنيا بيحبوا بعض كده.. الا اني مكنتش اتوقع انه بيخاف عليا وبيحبني اوي كده.. خصوصا انه يجي علي نفسه في حته زي دي
هيح.. ارزقنا يا رب
ملحقتيهوش انتي ليه مدام هو صاحبك اوي كده ياختي
واجوزك مين يا كتكوتي مقدرش اجوزك حد احسن من هشام يوتي
الناس في المستشفى كانوا بيستغربوا انك مسلمه.. كانوا فاكرينك اختي من كتر ما بيشوفوكي
انا لولا ان ماما وبابا عارفين الظروف .. كانوا زمانهم علقوني في باب زويله
طب تعالي نلحق نقع معاهم بره شويه.. عشان ميقعدوش يقولوا دي جايه تقعد معاكي.. واستحملي كلمتين.. ونروح سوى
يلا بينا
محل ورد الفجر ؟ .. اه صحيح ده جنب المستشفى.. ده يفتح 24 ساعه
دخلت عند صاحب محل الورد.. فتعجب وجودي.
ايه يا عم .. مستغرب كده ليه.. في حد بردو يفتح الفجر كده
يعني.. احب ارش ميه واظبط الورد وكدزه —
طاايب.. نقيلي بوكيه ورد احمر كده كبير من الغالي
الله الله.. وبدله وحركات.. بس مش الفجريه يعني يا استاذ
لا عيب عليك احنا في اي وقت
ماشي يا عم الله يسهلوا
من سوء الحظ.. ان العاملين بالمستشفى تناولوا حكايه ان هناك عروسه بفستان فرحها كانت تبكي.. ومن الظاهر من مظهري اني كنت العريس.. فظن الجميع ان هذا الورد لمصالحه زوجتي التي ابكيتها
مررت علي الغرفه 52 لاجد تلك العجوز في ركعتها الثانيه للفجر في وضع التشهد.. كانت تصلي علي سريرها في دقه متناهيه وبطئ شديد
انتظرت حينما سلمت من صلاتها
خبطت ثلاثه خبطات علي الباب ودخلت
اسسسسسسلاام عليكم
عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
قالتها في دهشه
ازيك يا حجه..
ازيك يابني.. اهلا بيك
والله واحشاني يا شيخه
هو انت تعرفني يابني
يوه…ده انا جارك من وانا قااااد كده.. وانتي كنتي حلوه وكميله كده والقوام الرشيق.. زي ما انتي دلوقتي كده
مش فاكراك يابني
يلا يا حجه مش مهم.. المهم اني جيت اطمن عليكي..
حد يجي يطمن علي حد الفجريه كده يابني
يا حجه.. بقالي سنين مشوفتكيش اول ما صحيت من النجمه جيتلك علي طول
معلش يابني والله.. انا محدش بيزورني وقاعده لوحدي زي ما انت شايف كده.. بس انا لا انا اعرفك ولا انت حتى لبسك يقول انك جاي تزورني….ده كانك عريس
تتجوزيني يا حجه.
ههههه يو كتك ايه.. ربنا يحميك لشبابك
في حد يلاقي واحده حلوه زيك كده ويسيبها
ربنا يخليك يابني ويطرح فيك البركه.. ويدبرلك امورك ومايجعلك في حوجه لحد ابدا
آمين يا رب.. انا عايزك تقومي بالسلامه كده عشان انتي الي متحتاجيش لحد
الحمد لله ياباني.. ربنا كافيني.. وانا مستنيه الايام الي باقيه في عمري عشان اروحله وارتاح معاه
صمتت للحظات..
ودمعت عيناي
ثم قبلت رأسها..
خدي بالك من نفسك يا حجه
وانت كمان يابني.. ربنا يسعدك زي ما اسعدتني..
تبسمت.. ورحلت غرفتها في هدوء بعد ان تركت الورد بجانبها
وقفت قليلا لانظر الي والد فريده من خلف زجاج غرفته.. ودعوت في سري ان ينجوا من هذه الجلطه سريعا.
التاسعه صباحا :
حضرت ريهام وفريده واالدتها
كان مغشيا علي على نفس الكرسي الذي اعتدت النوم عليه
رأت فريده حالي
فأيقظتني باحتضانها لي في حنان
لم ادرك ما الذي يحدث لي ولكني احسست بدفئ وكأنني انام علي سريري في دفئ شديد في وسط برد قارس
عدت للوعي رويدا رويدا.. لارى اني في حضن امرأه..
ينهار احوس.. مين دي .. قلتها في سري وابتعدت عن فريده كما المفزوع
خفت ان تكون واحده غير فريده تحتضنني
فنظرت الي وجهها لارى ملاكي السمائي قد هبط علي ليطمأنني
حبيبي.. انا اسفه
فارتميت في حضنها مره اخرى
انا الي اسف يا فريده
فاحتضنتي بشده كما لو ارادت مني الصمت .. فقط الصمت
قمت من على كرسيي واخذتها انا في حضني كما لو انها من تحتاج الي هذا الحضن
همست في اذنها
انا اسف اني مصحتكيش في اليوم ده علي سريرك في حضني
متتأسفش يا هشام
مهما اتأسفتلك عمري ما هحس اني قدرت اوفيكي حقك يا فريده
بس.. متقولش حاجه
ظلت في حضني قليلا.. ثم قبلت رأسها
ونظرت بالصدفه الي والدتها.. كانت تنظر ليه في تجهم.. كما لو انها لا تطيقني.. هي بالفعل لا تطيقني
ولكني احترم في هذه المرأه صمتها.. قد ازال عني الكثير من العبئ
اخذت ريهام لاتحدث معها قليلا
مكلمتنيش ليه امبارح
فريده كانت مقطعه نفسها من العياط
وكلت..
غلبت معاها ومرضيتش تاكل وكلت بالعافيه لما قلتلها انك انت الي موصيني عليه .. مبقتش قادره عليها
معلش.. استحمليها شويه
جاء الدكتور ليطمأننا ان والد فريده جاهز لمقابله اي احد
واخذني ليتحدث معي بجانب
وقال لي
في مندوب جه من الكنيسه الصبح.. والقسيس ووفد من الكنيسه جاي يزور والد فريده
مممم…وايه راي حضرتك في الموضوع
انا مش عايز والد فريده يحتك بيك.. او يحس انك موجود.. ووفد الكنيسه والقسيس ممكن يساعدوه حالته تتحسن شويه
ماشي.. شكرا يادكتور
ربنا معاك
ذهبت الي فريده.. وقلت لها :
فريده.. في وفد من الكنيسه جاي يزور بابا..
هتمشي..
مش بإيدي.. مش عايز استفز حد.. وعايز صحه باباكي تتحسن بسرعه متخافيش.. الدكتور متوصي علي بابا.. وريهام هتفضل معاكي
خليك قريب.. عشان حاسه اني هحتاجك..
هبقي جنبك.. كلميني في اي وقت
—انا اسفه يا هشام علي كل ده
احتضنتها وهمست في اذنها
انا الي اسف يا فريده اني مفرحتكيش زي اي بنت نفسها تفرح.. وانا الي ديما بيبقي نفسي افرحك اكتر ما اي واحده في العالم فرحانه
بحبك..
وانا بعشقك يا فريده…خدي بالك من نفسك
دخل القسيس و ومعه وفد الكنيسه.. وحينما علم والد فريده.. طلب دخول الوفد اولا والقسيس.. وبعد نصف ساعه
خرج واحدا من وفد الكنيسه.. ونادى على فريده
ابونا عايزك يا فريده
اندهشت فريده وشعرت بحيره
ثم قامت في هدوء ودخلت غرفه والدها
مرت ساعتان وانا انتظر بجانب المستشفى عند بائع الورد.. تكرم عليا واحضر لي فنجان من القهوه واقسم ان يحاسب عليه.. حينما رآني احارب النوم بسيوف واسلحه فتاكه
رن هاتفي
ايوه يا فريده …
اهدي طيب انا جاي حالا
تبكي فريده في حضني بغزاره
مالك بس حصل ايه
انا عايزه امشي من هنا..
اهدي طيب..
بجد يا هشام مش عايزه اقعد هنا.. لو سمحت تعالى نمشي
بيني وبين نفسي كنت اتمنى ان لا اترك فريده منذ البارحه خاصه مع شعور اني اشتاق اليها منذ اليوم الاول الذي عرفته فيها
وصلنا بيتنا
ظلت فريده في حضني دون كلام.. هدأت عن البكاء قليلا..
كثيرا متحتاج المراه الي حضن لتهدأ به ولا تريد الكلام.. فقط هذا السكون في هذا الحضن.. وكثير من الرجال لا يفهم هذه النقطه .. لذا كنت احترم سكون فريده في حضني. الا ان تشاء هي ان تتحدث معي
مرت ساعتان.. غفوت فريده في حضني.. ولم استطع ان النوم.. كاني لا اريد ان اضيع تلك اللحظه الثمينه وهي في حضني كأني في قطعه من الجنه.. رغم اطمأناني نوعا ما ان فريده اصبحت زوجتي.. واني سأنام في حضنها الي ان انتقل الي الرفيق الاعلى
عادت فريده للوعي فازاحت رأسها من علي صدري قليلا لتنظر الي عيناي.. فوجدتني انظر اليها.. فكومت نفسها في حضني اكثر..
حبيبي.. أنا اسفه سبتك ونمت
متتأسفيش معايا علي حاجه بعد كده يا فريده
ربنا يخليك ليا حبيبي..
مسحت بييد علي شعرها بضع دقائق.. ثم تكلمت
انا شكلي مش هروح الكنيسه تاني
ليه كده
القسيس طلب يقابلني عند بابا…
في غرفه والد فريده حينما قيل لفريده ان القسيس يريدها..
دخلت فريده الي الغرفه
وجدت اباها يرقد علي السرير في غضب صامت
فقال لها القسيس :
اقعدي يا فريده يا بنتي…
ازيك .. عامله ايه
كويسه يا ابونا
واخبار جوزك ايه
كويس..
ليه يا فريده اختارتي جوزك ده
عشان بحبوا يا ابونا
وبتحبي المسيح يا فريده
بحبه طبعا
والي بيحب حد.. يخالفه
انا مبقتش عارفه اعيش حياتي الطبيعيه بره جوزي يا ابونا
يا بنتي بس المسيح بيخاف عليكي.. والا مكانش منعك من جواز حد علي غير دينك وطائفتك
بس انا يا ابونا فعلا مبقتش عارفه اعيش حياتي بفكره اني مش ممكن اتجوزه.. مش هعرف اكمل حياتي
طيب عاجبك بابا كده.. دي اولى نتيجه عدم مباركه جوازك.. يرضيكي بابا يحصله كده
انا عمري ما اتمنى بابا يحصله حاجه.. ولا حتى هشام.. هو الي فضل وراه ومكانش عايز حاجه غير اني افضل مع عيلتي..
مش جايز يا بنتي بيتمسكن لحد ما يتمكن..
ازاي
يعني بكره يمنعك.. ويقولك خشي معايا الاسلام.. وسيبك من عيلتك دي كافره.. وكنيستك دي كافره
هشام لا يمكن يعمل كده
انتي متعرفيش يا فريده احنا بنتحارب ازاي.. وقد ايه الناس بتكرهنا ومش بيحبولنا الخير.. وعايزين يبعدونا عن طريق المسيح
هشام هو الي بيقولي لازم تروحي الكنيسه يا ابونا
يا بنتي جايز كمان يكون بيعمل كده قبل الجواز.. وبعد الجواز يتغير.. وواحده واحده يحبسك في البيت.. انتي مش عارفه انه متوصي في دينه.. ان لو مراته بتكسرله امر من حقه انه يضربها.
هشام يضربني انا
دينه سمحله بكده.. اكيد مش هيسيب حاجه في دينه وشايف انها حقه وميعملهاش
استحاله…
قالتها فريده وهي علي وجهها ملامح الحيره والاندهاش..
مش بعيد يا بنتي كمان سنه او اتنين.. يتجوز عليكي.. دينه محلله انه يتجوز اكتر من واحده…والطمع بيعمي عين الانسان وزي ما طمع فيكي يطمع في غيرك
انتوا متعرفوش هشام.. ولا تعرفوا حبي انا وهشام عامل ازاي
ممكن يا بنتي تكونوا بتحبوا بعض جدا.. بس افتكري ان الرب مش مبارك في جوازكوا.. واديكي شايفه بابا حصلوا ايه.. مهما كان حبكوا كبير.. جايز يحصل مصايب كبيره عشان الرب مش راضي عنكوا
هو ربنا مش عايزلي الخير يا ابونا
عشان عايزلك الخير يا بنتي.. اداكي اوامر ومنعك عن حاجات تانيه.. عشان ميحصلكيش حاجه تبعدك عن طريقه
وليه ميكنش الحاجات دي بتحصل من نفسنا احنا
في اصل الموضوع.. نفسنا هي الي اخطأت ومسمعتش كلام الرب واختارت تعصيه وتخطي
انا اسفه يا ابونا…انا مضطره امشي
براحتك يا بنتي.. بس افتكري انك ممكن بكره تندمي.. وتقولي يا رتني سمعت كلام الانجيل.. ومشيت ورى ربنا
دمعت عيناي فريده.. وهيا تقف لتقوم وتقبل رأس والدها وقطب والدها جبينه كما لو انه لا يعطيها اي نوع من انواع المشاعر والاهتمام.ونظر اليها الجميع كما لو كانت عاهره معروفه في المجتمع .. ليس لها كيان وليس لها مشاعر تجرح
لم تتحمل فريده ذلك الكم من القسوه.. فذهبت مسرعه الي مصدر امانها في هذه الدنيا
الذي فضلته عن جميع اساسيات حياتها الاخرى
انهت فريده القصه ودموعها علي صدري.. احسست بها دافئه.. ضممتها الي حضنى اكثر.. وقبلت راسها حيث كانت امام فمي مباشره
وقلت لها
كنت فاكر ان انا الي هشيل عنك هموم الدنيا.. ولما تبقي في حضني هحميكي من اي حاجه تيجي عليكي واشيل عنك اي جرح ممكن يصيبك.. مكنتش اعرف ان انا الي هسببلك كل ده..
عمري ما اتبسطت بالكلام ده يا هشام.. عشان خطري.. مش عايزه احس ان انت كمان بتعاني بسببي…انا تقريبا مبقاليش حد في الدنيا غيرك.. ولا حتي عيلتي عايزني ولا هقدر اروح في حضنهم.. خليني في حضنك انت
محدش هياخدك من حضني يا فريده…وهترجعي الكنيسه.. وتمارسي دينك زي ما انتي عايزه..
مش عايزه اشوفهم تاني يا هشام.. مش كل مره هحس نفس الاحساس ده.. الدين عندي هيبقي مؤلم..
هوديكي كنيسه تانيه يا فريده.. محدش يعرفك فيها.. ولا يعرف قصتك.. يتعاملوا معاكي كمسيحيه بغض النظر عن اي حاجه في حياتك
ضغطت فريده بيديها لتحتضنني اكثر..
صلي مع نفسك.. وصلي في البيت.. وصلي قبل اكلك عيشي حياتك.. واوعي تحطي حساب لفكره اني ممكن اضايق من حاجه ف دينك.. انتي حره.. ومعتقدتك انتي حره فيه.. وعلاقتك بربنا محدش له دخل فيها غيرك انتي وهو.. وهو الي هيحاسبك يا فريده.. مش الناس
بس اهلك لازم اتدخل فيهم..
مش عايزني اروحلهم..
بالعكس.. مش عايزك تقطعي معاهم يا فريده مهما حصل.. مهما كرهوني.. مهما كرهوكي.. حتي لو هيقفلوا السكه في وشك.. اتصلي بيهم واسألي عليهم.. وخليكي جنبهم.. والي ميعرفوش القسيس.. ان انا الي ممكن اغضب عليكي لو سبتي اهلك مش انا الي اخليكي تسيبيهم
ليه متمسك بيهم اوي كده…
عارفه يا فريده عندنا في القرآن…عقوق الوالدين.. جريمه جايه بعد الشرك بالله.. ربنا وصانا علي الابهات والامهات .. انا عارف ان الموضوع معقد.. وانهم شايفينك علي انه عاقه ليهم وانك سبب المصايب في حياتهم .. الي هو بالطبيعي بسببي انا.. بس معلش.. ممكن عشان انا اناني وعايز انتزعك من الدنيا انتزاع عديت فكره الجواز بيكي.. انما بعد كده.. لازم تتمسكي بيهم
وقلتلك قبل كده.. لولاهم ماكنتش لقيتك.. معتقدكش ان كان هيبقي اتخلق الي ممكن احبها
هتفضل تحبني الحب ده علي طول.. مش هتحتاج تتجوز عليا في يوم من الايام…
عارفه لو مكنتش لقيت واحده زيك يا فريده.. لو مكنتش لقيت فريده .. واحده حبتها حب عادي وحبتني حب عادي.. مش زي حبك الي شفته منك.. اعتقد كان ممكن احتاج لواحده واتنين.. وكنت هحس ان قلبي يسع لاربعه
انما انا تقريبا بتشغل كل يوم ازاي هحبك بطريقه جديده وقلبي مشغول مفيهوش مكان لحد غيرك
بكره هتزهق مني
كنت زهقت من كل حاجه بتمنعني عنك.. كل مره تحسسيني بنفس الموضوع ده.. وكل مره حديثنا بيبقي متكرر
بحاول اكدبني يا هشام.. بحاول اقول اي احتمالات خارجه عن الي في قلبي.. جايز انا هبله وعبيطه
الصراحه الي تحبني الحب الي انتي بتحبيهوني ده تبقي هبله وعبيطه فعلا
بس انا عمير ما هعشق العشق ده الا للهبله والعبيطه دي..
مرت ثلاث ايام في هدوء.. نتزوار علي والد فريده من بعيد.. وفي الخفاء ازور العجوز الوحيده في الغرفه 52
وفي اليوم الرابع.. ايقظتني فريده فجرا
حبيبي..
ممم
يلا قوم عشان تصلي الفجر
…حاضر
يلا عشان ميروحش علييك
حاضر يا فريده.حاضر..
واكملت نوم
جائت بعد خمس دقايق
ياواد قوم ياد انت عشان تلحق السنه
ماشي ا حج سيد قايم اهه
يلا متعوئش
معوئش.. جبتي الكلمه دي منين
بيقلوها كده في المسلسلات
حسبي الله
نهضت من علي سرير.. وعيناي تحاول تجميع الصوره التي تصل اليها لتكون وعيي امشي به الي الحمام لاتوضأ واصلي
توضأت وخرجت لتناولي فريده منشفه اتنشف بها
صليت السنه.. ثم صليت الفجر
وجلست اسبح قليلا.. ثم اقرا ما تيسر من القرآن
وفي ظل قرائتي وانا جالس علي الارض
جائت فريده وتكومت في حضني.. وانا اقرأ القرآن.. كما لو كانت قطته تجلس بجانبي في هدوء وسكينه مستمتعه بدفئ من بجانبها
اخذت فريده في حضني وامسح علي شعرها ووانا اقرأ وعيناي في المصحف.. كما لو كنت محتضنا ابنتي ذات الثلاث سنوات جائت لتجلس في حضن ابيها
قرأت ما تيسر من القرآن..
ثم اغلقت المصحف.. وقلت صدق الله العظيم..
ثم قبلت رأس فريده
وهي مغمضه عيناها مبتسمه في حضني فحمدت الله علي ان رزقني اياها
ثم دعوت ربي.. ان يفرجها قريبا
في التاسعه صباحا.. اتصل بي الدكتور ليطمأنني .. ان والد فريده قد تحسنت حالته وهو جاهز للخروج من المسشتفى بعد ساعه
فرحت وبشرت فريده ففرحت وقالت الحمد لله
فقلت لها
لازم تروحي تشوفيه يا فريده
مش عايزه ادايقه تاني
مهما كان ده ابوكي.. اكيد هيفرح لما تيجي تشوفيه
اتصلت فريده بوالدتها لتخبرها..
وقد اعلمتها انها عرفت الخبر وانهم علي وشك ان يأخذوا والدها ويتوجهوا الي بيتهم
فقالت فريده اننا سنأتي لزيارته
صمتت قليلا.. ثم تبدل وجهها
وقالت في انكسار….طيب
مالك يا فريده..
سألتها في حيره
ممكن منروحش يا هشام..
ماما قالتلك ايه يا فريده..
عشان خطري.. مش عايزه اروح
قالتلك ايه يا فريده..
سكتت قليلا
ضممتها الي حضني لتشعر بالامان
متخافيش.. قولي قالتلك ايه
قالتلي تيجي لوحدك.. ومتجيبيش هشام معاكي..
حقهم يا فريده..
مش حقهم يا هشام..
هوصلك.. ونجيبلهم حاجه حلوه.. واستناكي في العربيه
لا يا هشام عشان خطري..
انتي ناسيه نقاشنا من كام يوم…لازم تروحي تشوفي ابوكي يا فريده
حاضر..
يوغوتي.. بحبك وانتي مطيعه كميله كده
حرام الي بتعمله في نفسك ده يا هشام
انا مبعملش حاجه في نفسي يا فريده.. أنا سعادتي من سعادتك.. ولما الاقيكي في وسط عيلتك بيحبوكي انا هكون مبسوط حتي لو انا مش موجود….يلا غيري هدومك ويلا بينا
في السياره امام بيت عائله فريده
هستناكي هنا.. وطولي براحتك.
روح يا هشام اعمل مشوار او اقعد في اي كافيه.. ليه تتزنب في العربيه
روحي انتي بس متشغليش بالك.. وخدي راحتك
مش هتأخر عليك
فريده.. اتاخري يا فريده.. دي عيلتك.. متشيليش همي فعلا صدقيني كل ما تقضي وقت معاهم انا هتبسط
ابتسمت.. ثم قبلتني.. ونزلت في يدها صنيه البسبوسه لتذهب الي بيتها التي ترعرعت فيه
فتحت لها والدتها وادخلتها.. في وجه ليس له ملامح سوى اللا مبالاه.والغضب.. تعلم ان بنتها عنيده.. وانها قد اتت بي الي البيت.. فلم تغلق الباب.. وانتظرت.. ثم خرجت لتلقي نظره.. هل هناك احد معها ام لا.. اندهشت.
ثم دخلت واحتضنت فريده.. وقبلتها
ثم دخلت فريده وقبلت رأس و يد والدها كما اوصيتها.. لم تكن معتاده ان تتعامل بعطف مخصوص مع والديها اثناء حياتها.. بل كانت هي المدلـله في العائله كلها.
جلسوا الجميع.. بالطبع كانت ريهام هناك .. ريهام تعتبر واحده من العيله.. صديقه فريده منذ نعومه الطفوله.. لريهام سرير مخصوص في غرفه فريده.
بدأت والدة فريده في الكلام :
امال فين جوزك
مش انتوا مش عايزينه ييجي
يا سلااام…وهو بقي البيه ما صدق بعد ما اتجوزك.. راحت الحنيه والحببتين الي كان بيعملهم عشان يورينا انه شايريكي وحركتين كده
تمالكت فريده نفسها والتزمت الصمت.. التزمانا توصيتي لها…انهم لربما يذكروا سيرتي بسوء.. لا تردي عليهم تجاوزي اي اساءه في فهم معذورون.
قالت فريده لوالدها :
صحتك عامله ايه يا بابا
جوزك عامل معاكي ايه
جوزي كويس..
متجوزش عليكي لسه..
لازمته ايه بس يا بابا..
ازاي سابك اصلا تيجي تشوفيني.. مقالكيش اقعدي اطبخي ولا اكنسي وسيبك من ابوكي.. ولا هو ابوكي ده كل شويه هيقرفنا في عيشتنا
فريده تكظم غيظها..
مقاليش يا بابا
اه.. بكره يقولك وماله
تدخلت ريهام
يا جماعه مش كده.. عمو لسه طالع من المستشفى وفريده جايه تطمن عليه…ليه تعملوا خلاف وتزعلوا من بعض
فصمت الجميع
بدأ حوار صغير
فريده : انا هخش اقعد مع ريهام جوه شويه
والد فريده : ايه.. لحقتي متطيقناش عشان البيه..
فريده : يابابا شويه وهنقعد كلنا
ريهام : انت عارف يا عمو البنات بيحبوا يقعد مع بعضيهم.. بعدين ياما قعدنا مش الجواز الي هيخطف مننا فريده
الوالد في سخريه : اذا كان خطفها من دينها وعيلتها.. مش هيخطفها منك انتي كمان
قامت فريده.. واخذت يد ريهام ودخلا الي الغرفه
فريده حابسه دموعها تكاد ان تسقط من عيناها
بس بس بس.. وحيات ابوكي ما ناقصه عياط
شايفه بيعاملوني ازاي
معلش يا فريده.. الموضوع مش سهل.. اديكي شفت باباكي من كتر الضغط كانت جتله جلطه
انا تعبت.. وهشام ديما يضغط عليا عشان اعاملهم كويس وهما بيعاملوني بالطريقه دي..
طيب اهدي.. خلاص بقي.. مش عايزه عياط والنبي
مسحت فريده عيناها.. وهدأت قليلا
فجائت في خبث ريهام لتسألها
قوليلي بقي.. عملتوا ايه
عملنا ايه ف ايه..
يا بتت…عملتوا ايه
ااه.. معملناش حاجه
نعم ياختي..
يا بنتي.. هشام مش زي اي حد
وضحي كلامك لو سمحتي عشان كده هفهم غلط
انا في يوم.. حاولت اتدلع علي هشام.. زي مراته بردو.. حضني.. وقالي انتي مش مضطره تعملي كده يا فريده.. انا عارف انك حزينه علي بابا.. وانا مش مستني منك حاجه …ولا عمري هرضى انك تمثلي عليا عشان ترضيني.. لما الدنيا تبقي كويسه هنبقي احسن عرسان في الدنيا
هشام !؟
انتي مستغربه كده زي ما تكوني كنتي مراته قبل كده وعارفاه كويس في الحته دي
الصراحه انا عارفه انه موسوعه متنقله.. ده انا فاكره انه كان بيقرا كتب من ايام العصر العباسي.. مسابش حاجه معرفهاش
انتي صاحبته اوي كده من ورايا
لا هو هشام الي صريح مبيخبيش.. مبيشوفش ان دي حاجه عيب او قليله الادب ومبيتكسفش لو حد جه يتناقش معاه ف حاجه
عامة…انا احترمت ده فيه اوي.. خصوصا اني مراته بقالي كام يوم.. ومراعي شعوري وديما بياخدني في حضنه يحسسني بالامان.. بدل ما احس منه اني جسد عايز يستخدمه..
رغم انه زي ما قالي قبل كده.. اي بنت تنتقل من بيتها لبيت جوزها لازم بتخاف.. الصراحه كنت خايفه
ولكن مدى حبه ليا الايام الي فاتت .. والي مكنتش اتخيل انه بيحنبي كده.. رغم اني كنت معتقده ان مفيش اتنين في الدنيا بيحبوا بعض كده.. الا اني مكنتش اتوقع انه بيخاف عليا وبيحبني اوي كده.. خصوصا انه يجي علي نفسه في حته زي دي
هيح.. ارزقنا يا رب
ملحقتيهوش انتي ليه مدام هو صاحبك اوي كده ياختي
واجوزك مين يا كتكوتي مقدرش اجوزك حد احسن من هشام يوتي
الناس في المستشفى كانوا بيستغربوا انك مسلمه.. كانوا فاكرينك اختي من كتر ما بيشوفوكي
انا لولا ان ماما وبابا عارفين الظروف .. كانوا زمانهم علقوني في باب زويله
طب تعالي نلحق نقع معاهم بره شويه.. عشان ميقعدوش يقولوا دي جايه تقعد معاكي.. واستحملي كلمتين.. ونروح سوى
يلا بينا