اكتب ما تود البحث عنه و اضغط Enter
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حروب. إظهار كافة الرسائل

قصة معركة أنتيتام

المشاهدات

وقعت معركة أنتيتام في سبتمبر 1862م كأول غزو كونفدرالي كبير للشمال الأمريكي في الحرب الأهلية ، وقد منحت لرئيس لينكولن انتصارًا عسكريًا كافيًا لجعله يتقدم بقوة لإعلان التحرر ، وكانت معركة عنيفة بشكل مثير للصدمة ، حيث كانت الإصابات مرتفعة على كلا الجانبين مما جعلها تعرف باسم ” أكثر الأيام دموية في التاريخ الأمريكي ”

وقد أصبحت تلك المعركة مترسخة في الذاكرة الأمريكية لأن المصور ألكسندرجاردنر قد زار ساحة المعركة في خلال أيام قليلة من انتهاء القتال وقام برسم صور للجنود القتلى الذي كانوا لا يزالون في ساحة المعركة ، وقد سببت تلك الصور صدمة كبيرة للمشاهدين عندما تم عرضها في نيويورك .

وقد أتت المعركة بعد أن قضى جيش الاتحاد صيفًا من الهزائم في فرجينيا وأصبح مصاب بحالة من الإحباط  وخاصة في معسكراته القريبة من واشنطن العاصمة ، لكن على الجانب الفيدرالي كان الجنرال روبرت إي لي يأمل في توجيه ضربة حاسمة بغزو الشمال ، وكانت خطته تتمثل في ضرب بنسلفانيا وتعريض العاصمة للخطر لإجبارها على الدخول في الحرب ، وبدأ الجيش الكونفدرالي في العبور إلى بوتوماك في 4 سبتمبر ، وفي خلال عدة أيام دخل بلدة تقع في غرب ولاية ماريلاند تسمى فريدريك ، ثم قام لي بتقسيم قواته وأرسل جزء من الجيش للاستيلاء على بلدة هاربرز فيري وترسانتها العسكرية .

أما قوات الاتحاد بقيادة الجنرال جورج مكليلان فبدأت تتحرك شمال غرب منطقة واشنطن العاصمة لمطاردة قوات الكونفدرالية ، وقد صادفتهم ضربة حظ غير متوقعة بالمرة ، حيث قاموا بالتخييم في منطقة كان جيش الكونفدرالية قد خيم فيها قبل عدة أيام ، وهناك وجدوا نسخة من أوامر الجنرال لي بالتفصيل وكيف سيقوم بتقسيم قواته .

وبالرغم من أن ماكملان أصبح يمتلك معلومات استخباراتية لا تقدر بثمن عن التقسيم الدقيق لجيش الكونفدرالية ومواقع انتشارها ، إلا أن عيب ماكميلان المميت أنه كان مفرطًا في الحذر ، وهذا جعله لا يستفيد جيدًا من تلك المعلومات التي بين يديه وواصل سعيه للحاق بجيش الكونفدرالية الذي كان قد بدأ بالفعل في تعزيز قواته والتحضير لمعركة كبرى .

وفي الرابع عشر من سبتمبر عام 1862م وقعت معركة ساوث ماونتن من أجل تحرير الممرات الجبلية المؤدية إلى غرب ولاية ماريلاند وأخيرًا أجبرت قوات الاتحاد الكونفدراليين على التراجع إلى الحقول الزراعية الواقعة بين الجبل الجنوبي ونهر بوتوماك ، وقد بدا لجنود الاتحاد أن هذه هي المعركة الكبرى التي كانوا يتوقعونها من الكونفدراليين ، إلا أن جيش الاتحاد كان قد تراجع لكنه لم يهزم ، وكان لي يعيد ترتيب قواته بالقرب من أنتيتام .

وفي 16 سبتمبر استعد الجيشين للمعركة ، وعلى جانب الاتحاد كان ماكميلان معه أكثر من 80 ألف رجل تحت قيادته ، أما لي فقد تضاءلت قواته بسبب المعارك السابقة ليصبح معه 50 ألف رجل فقط ، وفي ليلة 16 سبتمبر بعدما استقر كل من الفريقين في معسكره ، بدا واضحًا أن معركة كبرى سوف تدور في اليوم التالي .

بدأت المعركة في 17 سبتمبر وكانت مثل ثلاثة معارك مختلفة مع وجود حدث كبير دار في مناطق متفرقة على أجزاء متفرقة من النهار ، وقد وقعت أول معركة في الصباح الباكر وكانت صدام عنيف في أحد حقول الذرة ، وبعد الفجر بفترة وجيزة فتح الرجال في كلا الجانبين النيران وعلى مدار ثلاثة ساعات متتالية اشتبك الجيشين ذهابًا وإيابًا ، وقد أصيب ومات عدد كبير من كلا الجانبين .

وخلال الجزء الأكبر من الصباح بدا القتال يدور على أرض حيطة بكنيسة ريفية بيضاء صغيرة أقامتها طائفة محلية ألمانية مسالمة تدعى دونكرز ، وقد تلقى قائد قوات الاتحاد في هذا الهجوم رصاصة في قدمه وتم نقله بعيدًا عن الميدان ،وبحلول وقت متأخر من الصباح كانت مذبحة حقل الذرة قد انتهت لكن الحركة القتالية بدأت تعود للاشتداد في ساحة أخرى .

بعد نهاية يوم دامي من المعارك المتفرقة والمواجهات الطويلة ، كانت الخسائر من الطرفين مذهلة ، حيث يرجح أن حوالي 23 ألف رجل قد قتلوا أو جرحوا في ذلك اليوم ، وفي صباح اليوم التالي اشتبك المتبقي من الجيشان قليلًا لكن ماكميلان بحذره المعتاد لم يضغط من أجل استمرار الهجوم ، بل بدأ في إخلاء جيشه والانسحاب عبر نهر بورتماك عائدًا إلى فيرجينيا ، وقد مثلت الخسائر الفادحة صدمة للأمريكيين من كلا الفريقين ، ولا تزال تلك المعركة من أكثر الأيام دموية في التاريخ الأمريكي .

قصة خشوع

المشاهدات

وطنٌ ولكن""
من قصص وطن في بلد السنديان والسلام
أثناء الجلوس الهادئ مع حفنة من نسيم الاستقرار، كسرته موجة من الحناجر الخائفة، فكان الردُّ قذيفة رجّت قلوب المئات ، وما هي إلّا دقائق حتى ملئت المنطقة صراخ النساء والأطفال، نظرت إلى نفسي جسدي حتّى عائلتي ما من أحد تأذّى . هرعت أمي بمناجاتي بترك المنطقة خوفاً بتلوثي بغبار الحرب ،مقترحةً فكرة اللجوء إلى البلد الشقيق الذي يقطنه العديد من أخوالي ..حافظت على رفضي البات ومنعي الدائم ، إلى أن أخضعني حنانها الكبير بالقبول بفعل الأمر ولكن اشترطتُ عليها مصاحبتي السفر لخوفي من الأخبار المتتالية حول اغتصاب العديد من نساء الأحياء المجاورة.
والقصة لم تنتهي هنا حيث اعترضت سيارتنا اثناء الرحيل مجموعة مسلحة بدأت بفتح النار علينا فلم تكن النتيجة إلّا طلقة في ساقي وساعات من الإغماء . استيقظت على آيات قرآنية تهمس في أذني طمأنت قلبي ، ولكن ذلك لم يدم طويلاً فما إن فتحت عيني حتّى تعالت الأصوات بلهجاتٍ مختلفة ،نظرت من حولي فكانت الحالة عبارة عن نساء ورجال عاطلون عن العمل ، خرجتُ لأروّح عن نفسي ، فزاد ذلك الأمر سوءاً فلم أجد إلّا أطفال هويتي يرعبون المارّة راسمين عناويين من الشغب والأذى .بدأت أكره جنسيتي .

بحثتُ عن حلٍّ فوجدت قدماي تسوقانني إلّى المحال التجارية و الأماكن الصناعية ، ورحت اسأل هنا وهناك فلم أجد أيّ عملٍ يملأ الفراغ الذي أعيشهُ وحالة التقشف والفقر التي تقتلني ، عدت إلى المنزل سألت رجال هويتي كيف يعيشون لا عمل ولا مال، فتفاجئت أبناء بلاد الخيرات والأموال يعيشون من وراء المساعدات الإغاثية ، ولكن مواجهة مشكلة عدم العمل أجبرني إلى وضع كرامتي جانباً والذهاب إلى الحصول عليها .. وعند ذهابي أكتشفت الحالة المريرة التي يعانيها الآلاف حيث انهم لم يضعوها فقط بل باعوها كليّاً.

إلى أين أذهب ؟! أأعود إلى وطن عانفت الأشباح شوارعه وسكنت الأرواح حطام منازله ؟! .. إلى أين ألجأ ؟! وأرى كلّ يومٍ آلاف المواطنين يعانون حالة اليأس والألم ويحترقون بنيران الغربة غارقين ببحور الشوق والحنين إلى الوطن .. ماذا عساي أفعل ؟ ما من أحد يستطيع شرح ما حصل ويحصل ، كل شيء يختصر بالمثل المأثور " جبناء سلبوا منّا الحرية فبتنا بلا وطن "

قصة تدهور الجمهورية الرومانية

المشاهدات


حتى عام 140 قبل الميلاد كانت الإقطاعيات الزراعية الكبرى قد انتشرت تمامًا في الجمهورية الرومانية ، وكان مجلس السيناتوس محتكرًا للسلطة السياسية ، إلا أن هذا الاحتكار قوبل بدءًا من هذا التاريخ بتحدي عنيف ، وخاصة عقب ظهور زعيما الإصلاح ؛ الأخوان تيبريوس وجايوس جراكوس ، ولم ينته هذا التحدي إلا بزوال النظام الجمهوري نفسه .

تيبريوس جراكوس :
رأى تيبريوس أن الخطر الأكبر على الجمهورية الرومانية يكمن في نظام الإقطاعيات الزراعية الضخمة ، والتي نتج عنها تشريد المزارعين الرومان الفقراء ، وكان العلاج في وجهة نظره هو إعادة توزيع الأراضي الزراعية من جديد ، فقام تيبريوس بترشيح نفسه نقيبًا للعامة وذلك في عام 133 قبل الميلاد ، حيث قدم اقتراح بإعادة تطبيق قانون ليكينيوس سيكستوس والذي صدر في 367 قبل الميلاد .

وحدد الحد الأقصى للملكية الفردية في الأراضي بما لا يزيد عن خمسمائة فدانًا رومانيًا ، وأضاف إليه خمسمائة فدانًا أخرى ، للابنين البالغين ليصبح بذلك الحد الأقصى للملكية ألف فدان للأسرة الواحدة .

ثم عمل تيبريوس على تشكيل لجنة للإصلاح الزراعي ، تكونت منه ومن شقيقه جايوس جراكوس ، وأبيوس كلاوديوس لممارسة تطبيق الاقتراح السابق عمليًا ، وذلك بعد أن نجح في استصدار قانون من مجلس السيناتوس بهذا المعنى .

ثم حاول تيبريوس ترشيح نفسه للعام الثاني على التوالي ، لمنصب التريبون وهذا التشريح المتوالي ، بالنسبة للجمهورية الرومانية آنذاك كان مخالفًا لتقاليدها ، حيث كانت التقاليد الرومانية تقتضي أن يرشح التربيون نفسه لعام واحد فقط ، والترشيح مرتين هو أمر مخالف لقوانين فيلليوس الصادر عام 180 قبل الميلاد ، إلا أن تيبريوس كان قد رشح نفسه لهذا المنصب للعام الثاني على التوالي ، مبررًا ذلك بأنه أراد ضمان تنفيذ القانون ، فثار ضده بعض أنصار مجلس السيناتوس وقبضوا عليه وبعض أعوانه واغتالوه .

وعلى الرغم من حادث الاغتيال ، إلا أن لجنة الإصلاح الزراعي ظلت تمارس عملها ، لفترة أربعة أعوام متتالية حتى عام 120 قبل الميلاد ، وكان بها جايوس جراكوس ، الذي حرص بدوره على تنفيذ رؤية شقيقه تيبريوس في الإصلاح الزراعي .

جايوس جراكوس :
كون جايوس جبهة قوية ضد مجلس الشيوخ من أصحاب المصالح المالية والتجارية والفقراء والحلفاء الإيطاليون ، وفي ظل السماح بدءًا من عام 131 قبل الميلاد ، بإعادة ترشيح التربيون لنفسه مرة أخرى ، قام بترشيح نفسه لمنصب التربيون من 124 قبل الميلاد وحتى 122 قبل الميلاد .

ونتيجة لازدياد شعبيته بين الفقراء الرومان على وجه الخصوص ، بسبب القوانين المتتالية التي أصدرها والتي كان هدفها الأول تحقيق قدر من الرخاء للفقراء كقانون توزيع الغلال على فقراء روما ، بنصف سعر السوق مجانًا فيما بعد ، حاول مجلس الشيوخ التخلص منه وتمكنوا من قتله، هو وثلاثة آلاف من أعوانه .

وكان جايوس قبل اغتياله قد عمل على التأسيس لعدد من المشاريع البناءة لخدمة الفقراء ، إلا أن أهم مشروع عمل عليه جايوس كان محاولته تأسيس مستعمرة ، لأول مرة عبر البحر مقتديًا بالإغريق ، في مكان قرطاجنة القديمة ، وقد بناء هذه المستعمرة بناء على صدور قانون ، يعرف باسم قانون روبريوس نسبة إلى نقيب العامة ، الذي تبنى المشروع بتشجيع من جايوس .

ماريوس وسولا :
بينما كانت روما منهمكة في صراع حزبي احتدم بين السيناتوس وجايوس ، كانت الجيوش الرومانية مشتبكة على الجدود في سلسلة من الحروب دفاعًا عن سلامة أراضي الجمهورية .

ولم تمض عدو أعوام على موت جايوس ، حتى اتضح الفساد وعدم الكفاية واشتعلت من جديد نار التطاحن الحزبي ، أثناء ذلك القتال الذي خاضته روما في شمال أفريقيا ، ضد الزعيم النوميدي يوجورثا ، ولكن هذا الصراع الذي بدأ عام 111 قبل الميلاد ، أنجب جنديًا عظيمًا يدعى ماريوس وهو رجل عصامي إيطالي المولد وجندي آخر يدعى سولا وهو سليل لأسرة شريفة .

واللذان بفضلهما انتهت الحرب ضد يوجورثا لصالح روما ، وقد استطاع ماريوس أن يوجد لأول مرة جيشًا نظاميًا تقوم الدولة بتسليحه ، ويكون ولاء جنوده لقائدهم ، فكان الجنود يعتمدون على قوادهم في الحصول على المكافآت السخية ، هذا الأمر الذي ظهرت خطورته فيما بعد ، عندما تحول الجيش إلى جيوش أحزاب طبقية .

وبعد ذلك ظلت الجيوش تتألف من أتباع لكل من ماريوس وسولا ، وقيصر وبومبي مما جعلها مصدرًا للقلق على الدولة ، ثم ازداد الموقف تعقيدًا عندما حدث انقسام داخل حزب الشعبين في روما ، وبدأ زعمائهم المتطرفين يميلون إلى إنصاف الحلفاء الإيطاليين بمنحهم المواطنة الرومانية ، حتى قُتل أحد زعماء العامة وكان ينادي بمنح المواطنة الرومانية للإيطاليين ، من موقعه كنقيبًا للعامة .

فقام الإيطاليون بثورة عارمة سرعان ما تحولت إلى حرب ضد روما ، عرفت باسم حرب المارسية نسبة إلى المارسيون ، وكانت هذه الحرب الأهلية هي القشة التي زادت الفجوة ، داخل الجمهورية الرومانية ، وأدت إلى انهيارها تمامًا فيما بعد .

المصدر : قصص

قصة الحرب الباردة

المشاهدات


خلال الحرب العالمية الثانية قاتلت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي معًا كحلفاء ضد دول المحور ومع ذلك كانت العلاقة بين البلدين متوترة كان الأمريكيون منذ فترة طويلة قلقين من الشيوعية السوفيتية ، وكانوا قلقين بشأن الحكم الاستبدادي المتعطش للدماء للرئيس الروسي جوزيف ستالين في بلاده ، من جانبهم ، استاء السوفييت من رفض الأمريكيين لعقود طويلة معاملة الاتحاد السوفييتي باعتباره جزءًا شرعيًا من المجتمع الدولي ، فضلاً عن تأخر دخولهم في الحرب العالمية الثانية ، مما أدى إلى وفاة عشرات الملايين من الروس .

وبعد انتهاء الحرب ظهر الإحساس بعدم الثقة والعداء المتبادل أدت التوسعية السوفيتية في مرحلة ما بعد الحرب في أوروبا الشرقية إلى تغذية الكثير من مخاوف الأمريكيين من وجود خطة روسية للسيطرة على العالم. وفي هذه الأثناء ، جاء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية للاستياء على العالم ، مما اعتبره خطاب المسئولين الأمريكيين بالعدواني ، مع تراكم الأسلحة والتدخل في العلاقات الدولية ، وفي مثل هذا الجو العدائي ، لم يكن حزب واحد يتحمل المسؤولية الكاملة عن الحرب الباردة. في الواقع ، يعتقد بعض المؤرخين أنها كانت حتمية.

الحرب الباردة مرحلة الاحتواء :
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية اتفق معظم المسئولين الأمريكيين على الدفاع ضد التهديد السوفيتي ظهرت مرحلة ما يُعرف بالاحتواء في عام 1946م في البرقية الطويلة المشهورة Long Telegram أوضح ذلك الدبلوماسي جورج كينان تلك السياسية وقال كان الاتحاد السوفييتي قوة سياسية متعصبة وكان هنالك اعتقاد دائم من الولايات المتحدة بعدم وجود طريقة للتعايش معه أي لا يوجد أتفاق بين الأطراف ونتيجة لذلك كان الخيار الأوحد لأمريكا هو الاحتواء على المدى الطويل .

أعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان (1884-1972)، أمام الكونجرس عام 1947م على دعم الشعوب الحرة التي تحاول مقاومة الخضوع تلك الطريقة شكلت السياسية الخارجية الأمريكية لأربعة عقود .

الحرب الباردة مرحلة العصر الذري :
قدمت إستراتيجية الاحتواء الأساس المنطقي لتراكم الأسلحة بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة وفي عام 1950م ردد تقرير مجلس الأمن القومي المعروف باسم NSC-68 توصية ترومان بأن تستخدم البلاد القوة العسكرية “لاحتواء” التوسعية الشيوعية في أي مكان ودعا التقرير إلى زيادة في الإنفاق الدفاعي بأربعة أضعاف.

على وجه الخصوص ، شجع المسئولون الأمريكيون تطوير أسلحة ذرية كتلك التي أنهت الحرب العالمية الثانية. هكذا بدأ “سباق التسلح” القاتل. في عام 1949 ، اختبر السوفييت قنبلة ذرية خاصة بهم. رداً على ذلك ، أعلن الرئيس ترومان أن الولايات المتحدة ستقوم ببناء سلاح نووي أكثر تدميراً: القنبلة الهيدروجينية ، أو “القنبلة الفائقة” وحذى ستالين نفس الحذو .

ونتيجة لذلك  كانت مخاطر الحرب الباردة عالية بشكل خطير. وأظهر أول اختبار للقنابل الهيدروجينية ، في جزيرة إنيويتوك المرجانية في جزر مارشال ، شكلت القنبلة كرة نارية تبلغ مساحتها 25 ميلاً مربعاً والتي تبخرت جزيرة ، وأحدثت فجوة ضخمة في قاع المحيط ، فلها القدرة على تدمير نصف مانهاتن ، وأدت التجارب الأمريكية والسوفيتية اللاحقة إلى نفايات مشعة سامة في الغلاف الجوي .

كان التهديد الدائم هو الإبادة النووية الذي كان له تأثير على الحياة المحلية الأمريكية وكذلك الروسية ، بنى الناس ملاجئ القنابل في ساحات بيوتهم ، ومارسوا تمارين الهجوم في المدارس والأماكن العامة الأخرى .

شهد عقد الخمسينات والستينات من القرن العشرين وباء من الأفلام الشعبية التي روّعت رواد السينما مع صور الدمار النووي والمخلوقات الفضائية ، وكانت الحرب الباردة وجودًا دائمًا في حياة الأمريكيين اليومية .

الحرب الباردة مرحلة الفضاء :
خدم استكشاف الفضاء كحلبة درامية أخرى لمنافسة الحرب الباردة. في 4 تشرين الأول / أكتوبر 1957 ، أطلق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز R-7 سبوتنيك ،  وهو أول ساتل اصطناعي في العالم وأول عنصر من صنع الإنسان يوضع في مدار الأرض

جاء إطلاق سبوتنيك بمثابة مفاجأة ، وليس مفاجأة لمعظم الأمريكيين ، في الولايات المتحدة ، كان يُنظر إلى الفضاء على أنه الحدود التالية ، وهو امتداد منطقي للتقليد الأمريكي الكبير في الاستكشاف ، وكان من الضروري ألا نفقد الكثير من السوفييت. بالإضافة إلى ذلك ، فإن هذا التظاهر للقوة الساحقة لصاروخ R-7 – الذي يبدو أنه قادر على توصيل رأس حربي نووي إلى فضاء أمريكا أو الجو الأمريكي  – جعل جمع المعلومات الاستخبارية حول الأنشطة العسكرية السوفييتية ملحًا بشكل خاص .

في عام 1958 ، أطلقت الولايات المتحدة القمر الصناعي الخاص بها Explorer I  الذي صممه الجيش الأمريكي تحت إشراف عالم الصواريخ ويرنر فون براون ، وفي نفس العالم وقع الرئيس دوايت آيزنهاور على إنشاء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ، وكالة مخصصة لاستكشاف الفضاء بالإضافة إلى العديد من البرامج التي تسعى إلى استغلال الإمكانيات العسكرية للفضاء ، وتحرك السوفيت خطوة للأمام ووصول أول رجل للفضاء عام 1961م .

وفي شهر مايو من نفس العام سافر رائد الفضاء ألان شييارد كان أول رجل أمريكي في الفضاء ، واتبعه في 20 يوليو 1969م نيل أرمسترونج في مهمة ناسا أبولو 11 ، أول رجل يضع الطعام على سطح القمر وفازت أمريكا بفعالية في سباق الفضاء للأمريكيين أصبح رواد الفضاء الأمريكيون ينظر إليهم على أنهم أبطال أميركا ، تم تصوير السوفيات كأشرار في نهاية المطاف ، مع جهودهم الضخمة بلا هوادة لتجاوز أمريكا وإثبات قوة النظام الشيوعي.

الحرب الباردة مرحلة Red Scare :
ابتداءً من عام 1947م ، جلبت لجنة الأنشطة غير الأمريكية في مجلس النواب (HUAC) الحرب الباردة إلى الوطن بطريقة أخرى ، وبدأت اللجنة سلسلة من الجلسات المصممة لإظهار أن التخريب الشيوعي في الولايات المتحدة كان موجود وفعال .

في هوليوود ، أجبرت لجنة HUAC مئات الأشخاص الذين عملوا في صناعة السينما للتخلي عن المعتقدات السياسية اليسارية والشهادة ضد بعضهم البعض ، أكثر من 500 شخص فقدوا وظائفهم ، العديد من هؤلاء الكتاب والمدراء والممثلين ، وغيرهم في “القائمة السوداء” لم يتمكنوا من العمل مرة أخرى لأكثر من عقد من الزمان ، كما اتهمت لجنة HUAC عمال وزارة الخارجية بالمشاركة في أنشطة تخريبية .

وسرعان ما وسعت الدائرة لتضم ساسة آخرون مناهضون للشيوعية وأبرزهم السيناتور جوزيف مكارثي (1908-1957)، شمل التحقيق كل من عمل في الحكومة الفيدرالية  تم التحقيق مع الآلاف من الموظفين وتم محاكمتهم مع انتشار هذه الهستيريا المضادة للشيوعية في الخمسينيات من القرن الماضي ، فقد أساتذة الجامعات الليبراليون وظائفهم ، وطلب من الناس الشهادة ضد زملائهم .

الحرب البارة في العالم :
عكس الصراع تهديدًا متزايدًا من الاتحاد السوفيتي في يونيو 1950م ، بدأ أول عمل عسكري للحرب الباردة عندما غزا جيش الشعب الكوري الشمالي المدعوم من الاتحاد السوفيتي جاره المؤيد للغرب إلى الجنوب ، كان العديد من المسئولين الأمريكيين يخشون أن تكون هذه هي الخطوة الأولى في حملة شيوعية للسيطرة على العالم واعتبرت أن عدم التدخل ليس خيارًا ، أرسل ترومان الجيش الأمريكي إلى كوريا ، لكن الحرب انجرفت إلى طريق مسدود وانتهت في عام 1953م .

وفي في بداية الستينيات من القرن العشرين ظهرت خلافات دولية متنوعة واجه الرئيس كنيدي عددًا من الأوضاع المثيرة للقلق بدأ غزو خليج الخنازير عام 1961م وأزمة الصواريخ الكورية ، وظهر التهديد الشيوعي جليًا  في فترة ما بعد الاستعمار ، ما بعد الكولونيالية في أي مكان كان أكثر وضوحا من فيتنام ، حيث انهار الاستعمار الفرنسي. وكان النظام قد أدى إلى صراع بين الجانب المدعوم من أمريكا والجانب المدعوم من الاتحاد السوفيتي .

منذ خمسينيات القرن الماضي ، كانت الولايات المتحدة ملتزمة ببقاء حكومة مناهضة للشيوعية في المنطقة ، وبحلول أوائل الستينيات ، بدا واضحًا للقادة الأمريكيين احتواء الشيوعية وظل هنالك تصارع عسكري لمدة عشر سنوات .

نهاية الحرب الباردة :
فور توليه منصبه ، بدأ الرئيس ريتشارد نيكسون (1913-1994) في تطبيق مقاربة جديدة للعلاقات الدولية ، واقترح بدلاً من النظر إلى العالم كمكان “ثنائي القطب” معادٍ ، لماذا لا يستخدم الدبلوماسية بدلاً من العمل العسكري لتحقيق غايته ، شجع الأمم المتحدة على الاعتراف بالحكومة الصينية الشيوعية ، وبعد رحلة في عام 1972م ، بدأ في إقامة علاقات دبلوماسية مع بكين .

و في الوقت نفسه ، تبنى سياسة “الانفراج” – “الاسترخاء” – أخرج الاتحاد السوفياتي ، في عام 1972م  من عزلته ، ووقع هو ورئيس الوزراء السوفيتي ليونيد بريجنيف (1906-1982م) معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية (SALT I) ، التي حظرت صنع الصواريخ النووية من كلا الجانبين واتخذت خطوة نحو الحد من تهديد الحرب النووية الذي مضى عليه عقود من الزمن .

على الرغم من جهود نيكسون ، اشتدت الحرب الباردة مرة أخرى تحت حكم الرئيس رونالد ريجان (1911-2004). مثل العديد من قادة جيله ، يعتقد ريغان أن انتشار الشيوعية في أي مكان يهدد الحرية في كل مكان ،  ونتيجة لذلك ، عمل على تقديم المساعدات المالية والعسكرية إلى حكومات التمرد والحركات التمثيلية حول العالم. هذه السياسة ، لاسيما كما تم تطبيقها في العالم النامي في أماكن مثل غرينادا والسلفادور ، كانت تعرف باسم مذهب ريغان .

حتى في الوقت الذي حارب فيه ريجان الشيوعية في أمريكا الوسطى ، كان الاتحاد السوفييتي ينهار ، بسبب المشاكل الاقتصادية الحادة والخمود السياسي المتزايد في الاتحاد السوفييتي ، وخاصة بعد تولي رئيس الوزراء ميخائيل جورباتشوف منصبه .

وفي عام 1985م وقدم سياستين أعادت تعريف علاقة روسيا ببقية العالم: “glasnost” أو الانفتاح السياسي ، و ” البيريسترويكا “أو الإصلاح الاقتصادي ، تضاءل النفوذ السوفيتي في أوروبا الشرقية .

في عام 1989م قامت كل دولة شيوعية أخرى في المنطقة باستبدال حكومتها بحكومة غير شيوعية ، في تشرين الثاني / نوفمبر من ذلك العام ، تم تدمير جدار برلين – وهو أبرز رمز للحرب الباردة التي دامت عقودًا – بعد مرور أكثر من عامين على تحدي ريغان لرئيس الوزراء السوفييتي في خطاب ألقاه في بوابة براندنبورغ في برلين ، وبحلول عام 1991م ، كان الاتحاد السوفيتي نفسه قد انهار ، وانتهت الحرب الباردة .


المصدر : موقع القصص

قصة حرب الدلو الخشبي بين مودينا و بولونيا

المشاهدات


في عام 1325م تصادم جيشان بالقرب من مدينة كاستيلو دي سيرافالي الإيطالية في منطقة إميليا-رومانيا ، وكانت أكبر معركة في العصور الوسطى ، كلفت آلاف الناس حياتهم  وكانت السبب في تغير تاريخ إيطاليا ، وأغرقت شبة الجزيرة في نزاع دام قرون ودفعت لوجود التفوق البابوي الذي يعتبره الإيطاليون اليوم أمر مفروغ منه ، في وقت كان سفك الدماء شائعًا في القارة الأوروبية نشبت الحرب بسبب دلو خشبي مصنوع من خشب البلوط .

بدأ كل شيء في أكتوبر 1154م عندما غزا الإمبراطور الروماني فريدريك بارباروسا ملك ألمانيا إيطاليا ، فعل ذلك لأنه أعتقد أنه ممثل الله على الأرض وليس البابا ، ولكن الإيطاليين لم يوافقوا على ذلك لقد كان البابا يوحنا الثاني عشر هو الذي توج الإمبراطور الروماني وكان السائد أن الباباوات وليس الأباطرة هم القناة بين الله والعالم حسب اعتقادهم ، وأن البابا هو من يمنح الشرعية الروحية للحكام المسيحيين ، فقد اعتبروهم قادة حقيقيين للمسيحية .

حتى أخذ فريدريك المدن الإيطالية  تورتونا ، وبافيا حيث أصبح ملك إيطاليا. ثم أخذ بولونيا وتوسكانا قبل أن يشق طريقه إلى روما حيث تحدث مع البابا ألكسندر الثالث ، على الرغم من أنهم لم يحلوا شيئًا ، وبسبب ذلك واصل الإمبراطور غزو المدن حتى هزيمته من قبل عصبة لومبارد الموالية للبابا في معركة  ليجنانو في 29 مايو 1176، أُجبر فريدريك على العودة إلى ألمانيا ، وترك الانقسام وراءه لقرون .

من ناحية كان الغيبليانيون (Ghibellines) هم الذين دعموا الإمبراطور ، بينما كانوا من ناحية أخرى كان الغويلفيون (Guelfs ) مؤيدون لبابا ، وفي ذلك الوقت لم تكن إيطاليا بلد موحد بل كانت مجموعة من المدن تحارب بعضها البعض ونتيجة لذلك كان  الغيبليانيون في مودينا والغويلفيون في بولونيا .

وكان فريدريك قد وضع الحدود بين المدن الموالية للإمبراطور والمدن المؤيدة للبابا قبل طرده ، ولكن الأمور في مودينا وبولونيا كانت أكثر تعقيدًا بالكاد تجاوزت الحدود أكثر من 31 ميل وكانت التوترات بين المدينتين مرتفعة للغاية .

في عام 1296م هاجم بولونيا أراضي مودينا واستولوا على بازانو وسافينيو وبدأ المدعمون للإمبراطور بالخروج في حين بدأ أولئك الذين أيدوا البابا مغادرة أراضي بولونيا. أصبحت مثل هذه المناوشات الحدودية شائعة حيث استولى كل جانب على الأراضي من الجهة الأخرى ، وفي عام 1309م ، أصبح رينالدو بوناكولسي حاكم مانتوا ، مودينا ، بارما ، وريجيو وتم شن هجمات على أراضي بولونيا ، لذلك أعلن البابا يوحنا الثالث والعشرون بوناكولسي أنه عدو للكنيسة .

مع عام 1325م ازدادت المناوشات الحدودية بين المدينتين وفي يوليو غار البولونيون على مزارع موديني ، وذبحوا الناس ، وأحرقوا العديد من الحقول قبل أن يتراجعوا. تمكن آخرون من القيام ببعض أعمال النهب قبل عودتهم إلى بولونيا ، وفعلوا ذلك مرة أخرى في الشهر التالي وكانوا يقومون بأضرار كثيرة كل أسبوعين .

انتقم بوناكولسي في سبتمبر عندما استولت قواته في مدينة مانتوفا على حصن على حصن بولونيا في مونتيفيليو يقع على بعد 12 ميل غرب بولونيا ، وقد تعرض للخيانة من قبل المستوطنين ، استفاد من حالة الفوضى بعض جنود مودينا في بولونيا ، وكان يوجد وسط المدينة بئر رئيسي بجوار بوابة سان فيليس بجانبها دلو  وسرق الجنود الدلو ومحتوياته ، ثم عرضه بفخر بجانب بئر مودينا الرئيسي.

طالبت بولونيا غاضبة بالدلو ورفضت مودينا بطبيعة الحال فأعلنت بولونيا الحرب ، بدأت حرب الدلو الخشبي The War of the Oaken في صباح يوم الجمعة في 15 نوفمبر لعام 1325م حيث قاد Malatestino dell Occhio واللورد ريميني Lord of Rimini بولونيا وحلفائهم من فلورنسا ورومانيا لمحاصرة مونتيفيليو وإعادتها ، وقابلهم بوناكولسي والذي قاد جنود من مودينا ومانتوا وفيرارا ، بالإضافة إلى القوات الألمانية التي أرسلها الإمبراطور الألماني .

وبعد أن صدت بولونيا التجمع الكبير خارج مدينة  كاستيلو دي سيرافالي ، في قرية زريبيا اليوم. قاد البابا يوحنا الثالث والعشرون جيشًا مكوَّنًا من 30000 جندي و 2000 فارس على ظهور الخيل ، نحو مدينة بولونيا من Valsamoggia (وهي الآن إحدى ضواحي بولونيا) .

وكان لدى مودينا قوة أصغر مكونة من  5000 جندي مشاة و 2000 فارس تم نشرهم على السهل ، وتقدمت القوات نحو أسوار المدينة ولكن بدلا من تحاصره ، بدلا من تدمير القلاع الواقية الخارجية من Crespellano ، Zola ، Samoggia ، Anzola ، و Castelfranco ، استولوا على 26 نبيل كرهائن ، يقدر أن حوالي 2000 رجل قتلوا على كلا الجانبين. في العام التالي في يناير ، تم إعادة معاهدة Monteveglio ولكن السلام لم يعم .

واستمرت الحرب حتى عام 1529م عندما غزا تشارلز الأول ملك إسبانيا (الذي كان أيضًا الإمبراطور الروماني المقدس) إيطاليا. أجبر هذين الفصيلين على التوحد ، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع الفصيل الغيبليلي لصالح البابوية ، بعد الحرب تم عرض الدلو بفجر في Torre della Ghirlandina كنصب تذكاري لانتصار المدينة ..


المصدر : موقع القصص

قصة معسكرات الاعتقال اليابانية

المشاهدات


تم إنشاء معسكرات الاعتقال اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية من قبل الرئيس فرانكلين روزفلت من خلال الأمر الصادر رقم 9066. من عام 1942م إلى عام 1945م ، كانت سياسة الحكومة الأمريكية هي أن الأشخاص المنحدرين من أصل ياباني سوف يتم دفنهم في معسكرات معزولة . تم اعتبار مخيمات الاعتقال اليابانية ، والتي تم تدشينها كرد فعل على بيرل هاربور والحرب التي تلت ذلك ، واحدة من أكثر الانتهاكات الوحشية للحقوق المدنية الأمريكية في القرن العشرين .

في التاسع عشر من فبراير لعام 1942م وبعد وقت قصير من القصف الياباني لبيرل هاربور وقع الرئيس  فرانكلين دي روزفلت الأمر التنفيذي 9066 والذي يهدف منع التجسس على الشواطئ الأمريكية ، فتم إنشاء مناطق عسكرية في كاليفورنيا وواشنطن وأوريغون وعدة ولايات بها عدد كبير من الأمريكيين اليابانيين وأمل بنقلهم ، تسبب هذا القرار في القضاء على حياة 117000 شخص غالبيتهم من الموطنين الأمريكيين .

سرعان ما حذت كندا حذو الولايات المتحدة فأرسلت 21 ألف من سكانها اليابان من ساحلها الغربي وسلكت المكسيك نفس الطريق وتم في نهاية المطاف إزالة 2664 شخصًا من أصل ياباني من بيرو والبرازيل وشيلي والأرجنتين إلى الولايات المتحدة .

قبل أسابيع من الطلب ، أزالت القوات البحرية مواطنين من أصل ياباني من جزيرة تيرمينال بالقرب من ميناء لوس أنجلوس ، في 7 ديسمبر 1941م ، بعد ساعات فقط من تفجير بيرل هاربور ، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بجمع 291 شخصًا من الزعماء والقادة الدينيين في اليابان ، وقاموا باعتقالهم بدون أدلة وتجميد ممتلكاتهم ، في يناير / كانون الثاني ، نُقل المعتقلون إلى مرافق في مونتانا ونيو مكسيكو ونورث داكوتا ، وكثير منهم كانوا غير قادرين على إبلاغ أسرهم وبقي معظمهم طوال مدة الحرب .

وفي الوقت نفسه ، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بتفتيش المنازل الخاصة لآلاف من اليابانيين المقيمين في الساحل الغربي ، حيث تم الاستيلاء على السلع التي اعتبوها مهربة ، وكان ثلث سكان هاواي من أصل ياباني في ذعر ، مما دعا بعض السياسيين إلى احتجازهم الجماعي . وتم الاستيلاء على قوارب الصيد المملوكة لليابانيين ، وتم إلقاء القبض على بعض السكان اليابانيين وتم إرسال 1500 شخص – واحد بالمائة من سكان اليابان في هاواي – إلى معسكرات في البر الرئيسي الأمريكي .

جون ديويت ” JOHN DEWITT ” :
يعتقد الجنرال جون ل. دي ويت ، قائد قيادة الدفاع الغربي ، أن السكان المدنيين بحاجة إلى السيطرة عليهم لمنع تكرار بيرل هاربور ، ولكي يدافع عن رأيه أعد ديويت تقريراً مليئاً بالأكاذيب المعروفة ، مثل أمثلة التخريب التي تم الكشف عنها فيما بعد أنها نتيجة لإنتاج خطوط كهرباء مدمرة ، واقترح ديويت إنشاء مناطق عسكرية واحتجاز ياباني لوزير الحرب هنري ستيمسون والمدعي العام فرانسيس بيدل ، وشملت خطته الأصلية الإيطاليين والألمان ، على الرغم من أن فكرة تقريب الأمريكيين من أصول أوروبية لم تكن شائعة .

في جلسات الاستماع التي عقدها الكونغرس في شباط / فبراير 1942م ، أعلنت أغلبية الشهادات ، بما في ذلك تلك الصادرة عن حاكم كاليفورنيا كولبرت أولسون والنائب العام للدولة إيرل وارن ، أنه يجب القضاء على جميع اليابانيين ، ناشد بيدل الرئيس أن الإجلاء الجماعي للمواطنين غير مطلوب وغير مرحب به ، مفضلين إجراءات أمنية أصغر وأكثر استهدافًا ، ووقع روزفلت الأمر .

بعد الكثير من الفوضى التنظيمية ، انتقل حوالي 15000 من اليابانيين الأمريكيين من المناطق المحظورة ، لم يكن مواطنو الولاية الداخلية حريصين على تواجد سكان يابانيين جدد ، وقد قوبلوا بمقاومة عنصرية ، وعبر عشرة من حكام الولايات عن معارضتهم خشية ألا يغادر اليابانيون أبداً وطالبوا باحتجازهم إذا أُجبرت الولايات على قبولهم .

تم إنشاء منظمة مدنية تسمى “هيئة نقل الحرب” في مارس 1942م من أجل إدارة الخطة ، مع ميلتون إس. أيزنهاور ، واستمر أيزنهاور حتى يونيو عام 1942م ، واستقال احتجاجًا على ما وصفه بأنه احتجاز مواطنين أبرياء ، بدأت عمليات الإجلاء الموجهة من الجيش في 24 مارس / آذار. كان لدى الأشخاص مهلة ستة أيام للتخلص من ممتلكاتهم بخلاف ما يمكنهم حمله ، كان إرسال المعتقلين لولايات الأخرى للقيام بالأعمال الزراعية .

مراكز إعادة التأهيل :
كان هناك عشرة مخيمات تسمى مراكز التأهيل كانت ثكنات للعائلات ، وقع العنف في بعض الأحيان وتم تسليم المعتقلين بالقطارات وساروا لمسافات طويلة في الليل ، وفي 4 أغسطس 1942م ، اندلعت أعمال شغب في منشأة سانتا أنيتا ، نتيجة للغضب من عدم كفاية الحصص الغذائية والاكتظاظ . في المعسكرات في مانزانار ، كاليفورنيا ، أدت التوترات إلى ضرب عضو ياباني من مواطني الدولة من قبل ستة رجال ملثمين . خوفًا من أعمال الشغب ، قامت الشرطة بتفريق حشود الغاز المسيل للدموع ، وتم قتل رجل واحد .

في عام 1943م ، اندلعت أعمال شغب في بحيرة تول بعد وفاة عرضية ، تم التفريق بالغاز المسيل للدموع ، وأعلن قانون الأحكام العرفية حتى تم التوصل إلى اتفاقات ، وانتهت المعسكرات في عام 1945م عقب صدور قرار المحكمة العليا .


المصدر : موقع القصص

قصة معركة حرملة

المشاهدات


وقعت معركة حرملة في المملكة خلال فترة أواخر عام 1339 هجريًا ، وقد نشبت بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود من جهة والأمير حسن بن علي بن عائض من جهة أخرى .

سبب المعركة :
قام الأمير فهد بن عبد الكريم العقيلي بتغيير معاملته مع الأمير حسن ، مما جعل آل عائض يواجهونه بالأمر ، ولكن الوضع لم يتغير فقام حسن بالتوجه إلى حصن حرملة ، ولم تمض سوى مدة قليلة حتى شعر الأمير فهد بأن مدينة أبها محاصرة بالقبائل وكان على رأسهم الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عائض .

قام الأمير حسن بالنزول من حصنه كي يقود الحركة ، ودام ذلك الحصار لمدة عشرة أيام حتى وقع الصلح شريطة أن تقوم الحامية السعودية بمغادرة أبها منتقلة إلى بلاد شهران ، كما تم إلزام الأمير حسن بعدم المساس لأي فرد منها بالأذى ، وكذلك لا تقوم الحامية بالاعتداء على أي أحد من التابعين لإمارة عسير .

رحلت الحامية عن أبها حيث انتقلت إلى بلاد شهران ، وقام أمير قبائل آل رشيد باستقبالها عند وصولها إلى إمارة خميس شهران ، ثم تم رفع الأمر إلى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه من أجل طلب النجدة ، ووصلت الأنباء إلى الأمير حسن بأن الحامية قد بقيت في خميس شهران ، فشعر أنها مازالت تمثل خطرًا على الحدود الخاصة بإمارته .

قام الأمير حسن بتتبع الحامية ومعه جيش من عسير ، وتنازع الطرفان في معركة شديدة ، ولكن وصلت الأنباء إلى قوات حسن بن عائض تخبرهم بقدوم الإمدادات من قوات يقودها الأمير فيصل لتعزيز الحامية في خميس شهران ، فتراجع حسن بن عائض إلى أبها بقواته ، ثم قام بإرسال الدعم إلى بيشة لمواجهة ذلك الجيش .

أحداث المعركة :
أرسل حسن بن عائض جيش ضخم إلى بيشة كان يقوده ابنه فيصل بن عبدالعزيز ، فتقدم إلى بلاد شهران ، وقام محمد بن عبدالرحمن بن عائض بإرسال قوة لدعم الحامية في بيشة ، وتم توزيع قوات عسير في عدة جهات وخاصةً في الغرب خشية من أي هجوم قد يحدث من الإدريسي .

التقى الأمير فيصل بن عبدالعزيز بقوة من عسير في جنوب غربي بيشة ، وواصل زحفه حتى إذا بلغ خميس شهران قام باستجماع قوات شهران واتجه بهم مع قواته ناحية الغرب وهناك التقى بقوة عسير في حجلا .

قامت إحدى القبائل بمغادرة حجلا للدفاع عن مواطنها من القوة القادمة من المملكة بعد أن دارت معركة قوية في حجلا ؛ والتي دامت ليومين وقُتل خلالها الأمير سعيد بن عبدالرحمن بن عائض ، فكر الأمير محمد في انسحاب بقية المرابطين بينما رجع هو إلى أبها دون أن يكون معه رجال ، ثم رحل إلى الحجاز لطلب النجدة ، ودخل الأمير فيصل أبها دون مقاومة .

قام الأمير حسن بالاعتصام في حرملة وحدثت بينه وبين الأمير فيصل بعض المراسلات التي لم تسفر عن أي نتيجة ، فقامت سرية من المملكة بالتقدم جهة حرملة وتمكنت من دخولها بعد نشوب عدة معارك ، ولكن الأمير حسن تمكن من النجاة بنفسه وبأهله حيث اتجه ناحية الغرب.

حينما علم الإدريسي بأمر الأمير حسن ؛ أمر بتعقبه والقبض عليه وإرساله إليه في صبيا أو تسليمه إلى الأمير فيصل ، غير أن الأمير حسن تمكن من الهرب ثم انضم إلى جيش الشريف حسين القادم من مكة.

قام الأمير فيصل بتنصيب أحد رجاله على أبها ثم عاد متجهًا إلى الرياض ، تمكن الجيش الحجازي من التقدم نحو أبها وعلى رأسه الأمير حسن ، فقام الجيش بمحاصرة أبها حتى استسلمت المدينة ، ثم قام الشريف حسين بسحب قواته للتوجه إلى الطائف من أجل تقديم العون لباقي قواته التي تشتبك هناك مع القوات السعودية .

قام آل عائض بالانسحاب إلى حرملة وتم إطلاق سراح أسراهم ، وتم إقناع الأمير حسن فيما بعد بالتوجه إلى خميس شهران ليكون في ضيافة وحماية شيوخ قبيلة آل رشيد ، وتوصلوا إلى اتفاق يقضي بإرسال الأمير حسن وكبار أسرته إلى الرياض ، وبعد استسلام الأمير حسن أصبحت عسير جزءًا رئيسيًا من المملكة .


المصدر : موقع القصص

قصة معركة أنزيو من معارك الحرب العالمية

المشاهدات


اندلعت معركة أنزيو ” Anzio” عام 1944م كمحاولة الحلفاء لجذب القوات الألمانية من خط جوستاف أثناء عملية الشلن Operation Shingle ، أمنت قوة استكشافية يقودها الجنرال الأمريكي جون بي لوكاس John P. Lucas بالقرب من أنزيو ونيتونو على الساحل الغربي لإيطاليا .

ولكن تم احتواء انقساماته بسرعة من قبل المارشال الألماني ألبرت كيسيلرينغ  Albert Kesselring ، وأدت سلسلة من الهجمات إلى وقوع خسائر فادحة في كلا الجانبين ، وعلى الرغم من عدم حدوث تصاعد لأربعة أشهر ، فاز الحلفاء أخيرًا من رأس الشاطئ في أواخر مايو ، مما يسهل التقدم والذي أدى إلى الاستيلاء على روما في نهاية المطاف .

المعركة وأحداثها :
يعتقد ألكساندر أنه إذا استولت القوة الاستكشافية على تلال ألبان شمال شرق أنزيو ، فإنها قد تمنع من إعادة تزويد كاسانو Cassino الألمانية ، مما يجبر الجنرال كيسيلرينغ Kesselring على التخلي عن خط جوستاف والتراجع إلى جبال الأبينين .

وأدرك Lucas أن قوة أنزيو لم تكن قادرة على حمل الدعم اللوجستي عبر الميناء ، احتوى البرت سريعًا تهديد الحلفاء وحشد القوات الألمانية في منتصف فبراير قاموا بتنفيذ أمر هتلر بترك ثغره في جنوب روما مع هجوم مضاد واسع النطاق يهدف لتدمير رأس الجسر ، ولكن فشلت سلسلة الهجمات في كسر خط الحلفاء فيما وصفه أحد المؤرخين ” بأنه اللواء الخفيف بدون الخيول ”

وقد أُعفي لوكاس من القيادة على الرغم إعطاءه المهمة لم يكن لديه أي إمكانية عملية لتنفيذها ، بعد أربعة أشهر من الصمود مما أدي لتكبد القوات البريطانية والأمريكية لخسائر فادحة حوالي سبعة آلاف قتيل ، ستة وثلاثين ألف جريح أو مفقود ، وأربعة وأربعين ألفاً  مصابين في غير وقت الحرب ، وانتهى حصار أنزيو أخيراً في 23 مايو 1944م ، عندما أطلق الحلفاء هجومًا مضادًا للهجوم.


المصدر : موقع القصص

قصة اعتقال كوريا الشمالية لطاقم سفينة تجسس أمريكية

المشاهدات


تم القبض على طاقم سفينة التجسس الأمريكية عام 1968م  ، وكانت السفينة  بويبلو مكلفة بمهمة تجسس في المياه الدولية قبالة الكوريتان ، حيث  سجن الجنود الأمريكان هناك لمدة 11 شهرًا ، وكان على متن السفينة 82 أميركيًا ، ويعتبر هذا الحادث من بين أكثر الأحداث المحرجة في تاريخ البحرية الأمريكية .

فعلى الرغم من أن هذا الطاقم نجح في النهاية في العودة إلى وطنه بعيد الميلاد من ذلك العام ، لكن السفينة بويبلو نفسها بقيت  في كوريا الشمالية منذ ذلك الحين ، حيث تم عرضها بالمتحف ويعتبر وجودها هناك رمزًا لانتصار كوريا الشمالية على الولايات المتحدة .

تصعيد حرب فيتنام في الخلفية :
بعد حوالي 15 سنة من إعلان الهدنة في تلك الحرب الكورية ، بقيت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية غير موجودة تمامًا ، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أي اتصال على الإطلاق بين البلدين ، كما يخبرنا مايكل روبنسون ذلك الأستاذ المتخصص في دراسات وتاريخ شرق آسيا بجامعة إنديانا ، والمتخصص أيضًا في التاريخ الكوري الحديث .

كان ذلك هو ذروة الحرب الباردة ، وكانت الولايات المتحدة تركز على احتواء الشيوعية وعلى الصراع المتصاعد في فيتنام ، وفي تلك الأثناء أرادت كوريا الشمالية استعادة السيطرة الكاملة على شبه الجزيرة  الكورية ، واعتقدت أن التوقيت كان إلى جانبها ، لتشجيع التمرد وخلق بعض الأزمات الأخرى في كوريا الجنوبية كما يقول الدكتور روبنسون .

وفي 21 يناير عام 1968م ، دخلت مجموعة من الكوماندوز الكوري الشمالي في طريقهم إلى سيول ، في محاولة لاغتيال رئيس كوريا الجنوبية (بارك تشونج هي) في مقره الرسمي في البيت الأزرق ، لكنهم فشلوا ورغم ذلك قتل العشرات من الكوريين الجنوبيين في المعارك النارية التي وقعت وقتها ، وبعد ذلك بيومين في 23 يناير حاصرت سفن الدوريات الكورية الشمالية وقوارب الطوربيد السفينة يو إس إس بويبلو  .

التي كانت تبحر عبر المياه الدولية قبالة الساحل الشرقي لكوريا الشمالية  وتتجسس على اتصالات كوريا الشمالية ، كانت سفينة بويبلو سفينة أبحاث بيئية في البداية ، وتم تحويلها إلى سفينة تجسس وكانت مسلحة برشاشين فقط ، وعندما فتح عليها الكوريون الشماليون النار أصيب عشرة بحارة ومنهم واحد بجروح قاتلة .

وبعد الإذاعة على نحو متكرر طلبًا للمساعدة ، اتخذ قائد بويبلو ، “لويد” قرارًا بتسليم سفينته ، وصعد الكوريون الشماليون إلى بويبلو وسحبوها إلى مدينة وونسان الساحلية الشرقية ، وأخذوا الـ 82 أميركيًا الباقين على متنها (بما فيهم اثنان من علماء المحيطات المدنيين) كسجناء .

استجابة الولايات المتحدة :
كان بحارة بويبلو الموجودين على متن سفينة قادرين على حرق الكثير من المعلومات السرية الموجودة معهم قبل القبض عليهم ، وكانت هذه هي أول عملية اختطاف لسفينة تابعة للبحرية الأمريكية منذ الحرب الأهلية ، وقد وقعت في الوقت الخطأ تمامًا بالنسبة للولايات المتحدة ، حيث يقول الدكتور روبنسون أن هجوم تيت الذي حدث في 30 يناير كان يوضح أن الولايات المتحدة غير قادرة تمامًا على التعامل معه .

لأن الرئيس جونسون كان ضعيف سياسيًا بدرجة كبيرة في تلك المرحلة ، وعند النظر في طريقة الرد على الاستيلاء على بويبلو ، فإن إدارة جونسون كانت تزن الخيارات بما في ذلك الحصار البحري لموانئ كوريا الشمالية ، والغارات الجوية على الأهداف العسكرية ، والهجوم البري عبر المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل الشمال عن كوريا الجنوبية ، أو حتى استخدام السلاح النووي .

وفي النهاية كان قرار جونسون هو العمل العسكري ، فبدلًا من  محاولة حل المشكلة قام بتقديم “عرض للقوة” عن طريق إصدار أمر بالمئات من الطائرات المقاتلة ، وخروج 25 سفينة حربية لبحر اليابان بالقرب من كوريا الجنوبية ، ولكن بصراحة أعتقد أنهم كانوا قلقين بشأن عودة الجنود من السفينة بويبلو بعد موقفهم هذا .

وضع السجناء :
قضى بوتشر وبقية أفراد طاقم بويبلو 11 شهرًا مرهقين في الأسر ، تعرضوا خلالها للتعذيب وأجُبروا فيها على توقيع الاعترافات وتعرضوا للدعاية المستمرة من قبل الكوريون ، ففي البداية قاوموا ورفعوا أصابعهم الوسطى في الكاميرا وأخبروا الكوريين الشماليين أن تلك العلامة تشير إلي”علامة حظ سعيد”.

وبمجرد أن علم الكوريين الشماليين الحقيقة عن مدلول تلك الإشارة  ومدى سخريتها منهم ، عاقبوا السجناء بالضرب والتعذيب في درجات الحرارة الباردة والحرمان من النوم ، وبعد مفاوضات مطولة اعتذرت الولايات المتحدة عن التجسس بعد أن كانت تنكر الأمر ، وفي 23 ديسمبر 1968م سُمح للجنود الأمريكان بعبور المنطقة المنزوعة السلاح إلى كوريا الجنوبية ، حاملين جثة دوان هودجز الذي توفي متأثرًا بجروح أصيب بها في الهجوم على السفينة .

وعادوا مرة أخرى إلى الولايات المتحدة عشية عيد الميلاد ، وهم يعانون من سوء التغذية والجُروح بسبب التعذيب الذي تعرضوا له ، وعلى الرغم من أنها لا تزال سفينة تابعة للبحرية الأمريكية ، إلا أن يو إس إس بويبلو تجلس اليوم في متحف الحرب المنتصرة في بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية ، و يقول عنها روبنسون : “إنها رهينة” لكنها أيضًا أداة جذب سياحي وأداة للدعاية ، و رمزًا لهزيمة كوريا الشمالية لعدو احتقرته منذ اندلاع الحرب الكورية .

وقبل اجتماع الرئيس ترامب وكيم جونغ أون في سنغافورة في 11 يونيو عام 2018م ، دعا البعض إلى عودة بويبلو وإدخالها على جدول الأعمال الأمريكي ، ضمن العديد من الموضوعات الأخرى ذات الأهمية مثل الأسلحة النووية ونزع السلاح ، وإعادة رفات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال الحرب الكورية .

وكما قال توم ماسي أحد البحارة السابقين في حرب بويبلو لصحيفة نيويورك بوست الأمريكية عن السفينة التي تم الاستيلاء عليها ، والتي بدأ فيها هو ورفاقه محنتهم الطويلة والمؤلمة : (أود أن أرى أنها عادت لأنها جزء من تاريخنا) ، فما زال عودة بويبلو إلى الآن هاجسًا يراود الشعب الأمريكي لعلها تنسيهم مرارة الهزيمة .


المصدر : موقع القصص

قصة حرب الفلاحين الألمانية

المشاهدات


كانت حرب الفلاحين الألمانية بمثابة تمرد الفلاحين في الأجزاء الجنوبية والوسطى من أوروبا الوسطى الناطقة بالألمانية ضد حكام مدنهم ومقاطعاتهم ، وانضم إليهم فقراء الحضر وامتد التمرد لكافة المدن تقريبًا .

سياق التمرد :
في منتصف القرن السادس عشر في أوروبا  ، كانت الأجزاء الناطقة بالألمانية في الوسط منظمة في ظل الإمبراطورية الرومانية المقدسة ، وحكم الأرستقراطيون دولًا أو مقاطعات صغيرة ، خاضعة لسيطرة تشارلز الخامس ملك أسبانيا ، ثم الإمبراطور الروماني المقدس ، والكنيسة الكاثوليكية الرومانية ، والتي فرضت ضريبة على الأمراء المحليين ، انتهى النظام الإقطاعي .

حيث كانت هناك ثقة متبادلة مفترضة وتعهدت بالتزامات ومسؤوليات بين كل من الفلاحين والأمراء ، فقد سعى الأمراء لزيادة قوتهم على الفلاحين وتوطيد ملكية الأرض لهم ، وتم تأسيس القانون الروماني بدلاً من القانون الإقطاعي في القرون الوسطى يعني ذلك أن الفلاحين فقدوا بعضًا من مكانتهم وقوتهم ، من المرجع أن تغيير الظروف الاقتصادية كانت السبب في بداية التمرد .

لم يكن المتمردون يتمردون ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة ولكن ضد الكنسية الكاثوليكية والنبلاء والأمراء والحكام المحليين ، كانت الثورة الأولى في Stühlingen وسرعان ما امتدت وبدء التمرد في الانتشار ، وبدأ المتمردون بالعنف وبدأت معارك واسعة النطاق في ابريل عام 1525م ، وقام الأمراء باستئجار المرتزقة وبناء الجيوش الخاصة بهم والتي تحولت لسحق الفلاحين والذين كانوا غير مدربين ولا مسلحين بالمقارنة مع جيوش المرتزقة .

تم تداول قائمة بمطالب الفلاحين بحلول عام 1525م كانت المطالب وقف الأراضي المغلقة التي قطعت وصول الأسماك والأطعمة والمنتجات الأخرى من الأنهار والغابات ، وإطلاح النظام القضائي والعدالة ، في معركة فرانكنهاوزن Frankenhausen يوم 15 مايو من نفس العام تم سحق الفلاحين وقتل أكثر من 5000 شخص واعتقل القادة وتم إعدامهم .

الشخصيات الرئيسية :
مارتن لوثر ، الذي ألهمت أفكاره بعض الأمراء في أوروبا الناطقة بالألمانية لكسر شوكة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ،  لقد علّم أن الفلاحين يتحملون مسؤولية زراعة الأرض وأن يتحمل الحكام مسؤولية الحفاظ على السلام ، وفي النهاية عندما كان الفلاحون على وشك الخسارة ، نشر لوثر كتابه ضد جحافل الموتى الفاجعة ، The Thunder Hordes of Peasants وشجع على ردود الفعل العنيفة والسريعة ضد الطبقة الحاكمة وبعد انتهاء التمرد وهزيمة الفلاحين انتقد العنف من قبل الحكام والطبقة الحاكمة .

كان توماس مونتزر Thomas Müntzer ، وهو وزير إصلاحي في ألمانيا ، يدعم الفلاحين ، وبحلول أوائل عام 1525 انضموا بالتأكيد إلى المتمردين ، وربما كانوا قد تشاوروا مع بعض قادتهم لتشكيل مطالبهم ، بعد انتهاء الثورة ، قام لوثر وغيره من الإصلاحيين باحتجاز مانتزر كمثال على اتخاذ الإصلاح أكثر من اللازم ، ومن بين القادة الذين هزموا قوات مانتزر في فرانكنهاوزن كان فيليب من هيس ، جون ساكسونيا ، وهنري وجورج من ولاية سكسونيا .

شارك 300 ألف شخص في التمرد وقتل 100 ألف شخص ولم يكسب الفلاحين أي من حقوقهم بل زاد الحكام القوانين وحشية وقمع ..


المصدر : موقع القصص